لا ميراث في الدين
بقلم/ علي العقيلي
نشر منذ: 4 سنوات و 6 أشهر و 16 يوماً
الخميس 11 يونيو-حزيران 2020 10:57 م

ابتلى الله الكثير من الأنبياء والمرسلين بابتلاءات كثيرة وكبيرة، حتى يثبت للناس في زمانهم وعلى مر العصور حتى زماننا اليوم، بأن لا ميراث في الدين ولا قرابة.

 

وقد كانت الابتلاءات التي ابتلى الله بها أنبيائه ليثبت لنا بأن لا ميراث في الدين، من أعظم الابتلاءات وأشدها على الأنبياء والرسل عليهم السلام، لأنها تصيب أهلهم وأقاربهم ومن له حق الميراث فيهم.

 

بداية من نبي الله نوح عليه السلام، ومن بعده من الأنبياء والرسل، وصولاً إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ابتلاهم الله بالعديد من الابتلاءات في هذا الجانب.

 

فنبي الله نوح عليه السلام، ابتلاه الله بكفر ابنه، ليثبت لمن في عهده ومن بعده إلى يومنا هذا بأن لا ميراث في الدين ولا قرابة، حتى أن نوح عليه السلام حزن حزناً شديداً من هذا الابتلاء.

 

أما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ابتلاه الله بالعديد من الابتلاءات في هذا الجانب، ومن أبرزها، عمه أبو طالب الذي حماه ورباه ويحبه الرسول حباً شديداً مات على الجاهلية، وعمه أبو لهب كان من أشد الأعداء له ولم يوفقه الله إلى الاسلام والهداية.

 

ولكي يثبت الله لنا بأن لا ميراث في الدين ولا عصبية ولا حمية، ولا نسب، أنزل الله في كتابه العزيز سورة تتلى إلى يوم الدين، تذم أبو لهب الذي هو عم الرسول صلى الله عليه وسلّم.

 

ولم يقتصر ابتلاء الله لنبيه محمد على كفر عمه أبو لهب ومعاداته الشديدة للإسلام والرسالة وإيذائه لرسول الله، ووفاة عمه أبو طالب على الجاهلية، بل ابتلاه بوفاة أولاده الذكور إبراهيم والقاسم وعبدالله، وهم صغاراً، وقال في كتابه العزيز: "مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ".

 

بسبب تعالي بنو اسرائيل على الناس ومفاخرتهم بسلالتهم لكثرة الانبياء والمرسلين فيها، وزعمهم بأنهم أبناء الله وأحباءه وشعبه المختار، جعل الله عيسى عليه السلام بلا أب، ولكي لا يفتن النسب سلالة من العرب، جعل محمداً صلى الله عليه وسلم بلا ولد.

 

لليهود ومن على شاكلتهم من العاهات عُبّاد الأنساب كالحوثيين وبقية الطوائف والجماعات الشيعية، ضرب الأمثال في الذين من قبلهم ليعتبروا كيف لم تغن عنهم الأنساب وقرابة الدم من الأنبياء والعيش معهم تحت سقف واحد وفي زمن واحد، حتى تغني عن الذين من بعدهم بمئات وآلاف السنين.

 

الحوثي يزعم أحقيته بالحكم، بحجة إنه من سلالة الرسول صلى الله عليه وسلّم، ويريد الخمس من أموال اليمنيين، بحجة إنه من آل بيت رسول الله، ومحرمة عليه الصدقة، وهو يعلم جيداً أن أبو لهب، عم رسول الله لم يكن من أهل البيت رسول الله، وإنما أهل بيت رسول الله هم أقاربه المؤمنين الذين يدخلون بيته وهم أفراد أسرته، ومن المعروف أن المقصود بـ "أهل بيتك" الأسرة التي تعيش فيها فقط، وليس السلالة.

 

حتى وإن كان المقصود بأهل البيت السلالة، ما هو الدليل الذي يمكن أن يقنع الحوثي به الناس بصحة نسبه لرسول الله..؟؟!!!. حتى وإن كان لديه ما يستطيع أن يقنع به بالناس بصحة نسبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف يستطيع أن يقنع الناس بأنه يختلف عن أبو لهب وأنه ليس عدواً للدين وهو قد أوغل في دماء اليمنيين المسلمين وهدم المساجد ودور القرآن.

 

العاهة الحوثي يمتلك غباء منقطع النظير وجاء متأخر جداً في زمن لم تعد الخرافات والخزعبلات تنطلي على أحد، ولو لا الدعم الذي يحظى به والمؤامرات الخارجية على اليمن التي هيأت لخرافته المناخ والأجواء لما خرج من الكهف، ولكن قريباً ستذهب كل خرافاته وخزعبلاته أدراج الدراج الرياح.