عاجل : الجيش السوداني يعلن السيطرة على مصفاة نفطية كانت تغطي نصف احتياجات السودان لقاء قبلي واسع لأبناء وقبائل شرعب بشأن ماتعرض له مدير وكالة سبأ بمأرب جرائم متصاعدة في إب.. حرائق حوثية تلتهم سيارة مغترب وأحد الشقق التي يسكنها نساء وأطفال دعم سياسي امريكي من إدارة ترامب لرئيس الوزراء احمد بن مبارك رئيس هيئة أركان الجيش السوداني يعلن عن نصر استراتيجي من مقر القيادة العامة...ويكشف عن نقطة تحول حاسمة للشعب السوداني مأرب: ندعوة تدعو إلى تشكيل لجنة وطنية للحفاظ على الهوية اليمنية وتحصين ألأجيال شاهد: القسام تستعرض غنائم من سلاح النخبة الإسرائيلية في منصة تسليم المجندات الأسيرات وإسرائيل تعتبر الأمر ''إهانة'' عميد الأسرى الفلسطينيين يرى الحرية بعد 39 سنة في سجون الإحتلال.. من هو وما قصته؟ الحكومة اليمنية تعلن جاهزية الموانئ المحررة لاستقبال جميع الامدادات التجارية والإغاثية والخطوط الملاحية غوتيريش يوجه دعوة للحوثيين ويدين بشدة اعتقال 7 من موظفي الأمم المتحدة
تأتي هذه الحلقة من أدب ونقد تكملة وتتمة لما كتبته بتاريخ 11 مارس 2010 في هذا المنبر الحر بعنوان (( توكل كرمان في "تناص" مع الشابي)) في إشارة الى قصيدة الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي ((الا أيها الظالمُ المستبد))..
الفكرة النقدية البارزة للحلقة السابقة-حلقة رقم 1- هي أن توكل في مقالة نعي لها للطبيب الجميل درهم القدسي تدخل بعفوية لا شعورية- وهي تحمل النظام الفوضوي دم الشهيد ووزر ماحدث في وصف النظام بـ ((عدو الحياة ))-في تناصٍ شاعريٍّ مع الشابي في قصيدته التي تقول:-
الا أيها الظالمُ المستبدُّ*** عدوُّ الإلهِ عدوُّ الحياه
الفكرة النقدية حول معنى النص والتناص ألخصها بإيجاز شديد للقراء الكرام والقارئات الفضليات بما يلي:-
النص ليس دائماً كل شيئٍ مكتوبٍ من قبل الأديب(النص المسطور)، فلربما كان النص شيئاً منظوراً بديعاً غير مسطورٍ ولا مكتوبٍ بالمداد كشخصيةٌ إنسانية عظيمةً مثلاً أو لفتةً كونيةً مدهشةً للمتأمل (النص المنظور).. ومن هنا ابو القاسم الشابي هو (كاتب النص المسطور) وتوكل كرمان (هي نفسها النص المنظور) في تناص :أي توافق فكري وشعوري وكوني وثوري وإنساني يغني للحياة ويعارض بالثورة النبيلة السامية (عدو الحياة) وهو (الظالم المستبد)..
مثل هذا التناص وبهذه الفسلفة لمعنى المسطور والمنظور طرقتها في الحلقة الخامسة من مقالة نقدية :((عيدروس نصر يرثي عمر الجاوي)).. كيف اجتمع النص (قصيدة عيدروس نصر" فصل في كتاب الطهر" )مع النص " الشخصية الإنسانية البارزة" وهو المرثي عمر الجاوي..
هذه الفكرة ليست من اختراعي ولكنها من حقائق الفكر القرآني استنبطه المفكرون المعاصرون للحركة الإسلامية البديعة، مفهوم أن القرآن: الكتاب المسطور، والكون: الكتاب المنظور...
التأمل الكوني للنص المنظور: شخصية المناضلة الفريدة في تكوينها الإنساني الثائر النبيل توكل كرمان، ثم عبارتها في مقالتها المكتوبة: ((عدو الحياة))، والقراءة المتأملة للنص المكتوب المسطور للشابي (( الا أيها الظالم المستبد)) تناص كوني وإنساني وتناص إبداعي امتزج فيه المسطور بالمنظور كلفتة كونية بديعة أسرت لب وفكر المشاهد أو القارئ أو المتذوق أو الجمهور أو جماهير الشعب أو عشاق الشعر والفكر والنقد أو أنصار النص وعشاقه ...الى آخره..
َيعني ببساطة وإيجاز، امتزجت إنسانية وثورية وكونية الشاعر الشابي بلحظة انفعالية غير مقصودة مع كونية انسانية انفعالية نبيلة ومع عبارة مكتوبة في اللاشعور (عدو الحياة)لـ توكل ومع شخصية توكل نفسها كـ كتاب إنساني منظور أو كـ نص مشهود يقرأه الشعب ...
وكقراءة أزلية لحركة الكون يصح في هذا التناص العكس ولا يهم هنا من بدأ كتابة النص أولاً، لأن مقاييس الزمان والمكان المادية الأرضية يتم تجاوز حدودها وكسر نواميسها لمصلحة تناص أزلي مدون ومسطر مسبقاً في الفطرة الإنسانية السرمدية...وهذا في الحقيقة من عيون الفكر الإسلامي في التأمل القرآني والكوني، وأدين لأستاذي المفكر ياسين عبد العزيز تحديداً بهذا الفكر النقدي، وهو كلام سبق وأن طرحه الشاعر والأديب والمفكر والناقد ثم أخيراً الشهيد سيد قطب صاحب (( في ظلال القرآن))..
وأختم بتناص عجيب لا يصدق وهو أن سيد قطب (الناقد الأول في الوطن العربي قبل أن يكون رائداً ومجدداً لفكر وحركة الإخوان المسلمين بعد حسن البنا ) هو أول من اكتشف عبقرية ابي القاسم الشابي كشاعر وإنسان وأول من قدمه لجمهور الأدب والشعر والنقد في ثلاثينيات القرن العشرين..
في الحلقة القادمة سنأتي بعون الله ومشيئته بأفكار جديدة حول هذا التناص..
******
أبو القاسم الشابي
النص
ألا أيها الظالمُ المستبدُّ :: عدوُّ الإلهِ عدوُّ الحياه
سخرتَ بأناتِ شعبٍ ضعيفٍ :: و كفكَ مخضوبةً من دماه
و سرتَ تشوه سحر الوجودْ :: و تبذر شوك الأسى في رباه
…..
رويدكَ لا يخدعنكَ الربيعُ :: و صحو الفضاءِ و ضوء الصباح
ففي الأفقِ الرحبِ هول الظلام :: و قصفُ الرعود و عصفُ الرياح
حذار فتحت الرمادِ اللهيبُ :: و من يبذر الشوك يجنِ الجراح
……
تأملْ هنالك أنى حصدت :: رؤوس الورى و زهور الأملْ
و روََّيتَ بالدم قلبَ الترابِ :: و أشربته الدمعَ حتى ثملْ
سيجرفكَ السيل سيل الدماءِ :: و يأكلك َالعاصفُ المشتعلْ
** شاعر وناقد أدبي
a.monim@gmail.com