آخر الاخبار

إسرائيل تكشف عن 13 قياديا حوثيا وتنشر صورهم ضمن بنك أهدافها.. والمختبئون في الجبال من مقربي عبدالملك الحوثي تحت المراقبة دبلوماسية أمريكية تتحدث عن عملية اغتيالات لقيادات جماعة الحوثي وتكشف عن نقطة ضعف إسرائيل تجاه حوثة اليمن رئيس الأركان يدشن المرحلة النهائية من اختبارات القبول للدفعة 35 بكلية الطيران والدفاع الجوي هكذا تم إحياء الذكرى السنوية ال 17 لرحيل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر بالعاصمة صنعاء مسيرات الجيش تفتك بقوات الدعم السريع والجيش السوداني يحقق تقدما في أم درمان محمد صلاح في طليعتها.. صفقات مجانية تلوح في أفق الميركاتو الشتوي حلف قبائل حضرموت يتحدى وزارة الدفاع والسلطة المحلية ويقر التجنيد لمليشيا حضرمية خارج سلطة الدولة مصابيح خلف القضبان.... تقرير حقوقي يوثق استهداف الأكاديميين والمعلمين في اليمن الإمارات تعلن تحطم طائرة قرب سواحل رأس الخيمة ومصرع قائدها ومرافقه بينهم صحفي.. أسماء 11 يمنيًا أعلن تنظيم القاعدة الإرهـ.ابي إعدامهم

الصحافة اليمنية في زمن الحرب – اطلالة في العمق
بقلم/ احمد صالح الفقيه
نشر منذ: 9 سنوات و 4 أشهر و 6 أيام
الأحد 23 أغسطس-آب 2015 07:03 م


لم تكن الصحافة اليمنية على ما يرام في أي يوم من الأيام. ومنذ الوحدة اليمنية عام 1990م انكسر احتكار الدولة لوسائل الاعلام المقروء، وهو ما أدى لأول مرة في تاريخ الصحافة اليمنية الى تعددية تمثل الاطياف والأحزاب والاتجاهات المختلفة. ولكن هذه التعددية كانت محكومة بسوق فقير في عدد القراء الامر الذي يحد من التوزيع، ورأسمالية تجارية مرتبطة بشكل عضوي برموز الدولة الذين فرضوا المشاركة في الاعمال على هذه الرأسمالية، ومن ثم فقد كانت ترفض تقديم الإعلانات الى الصحف المستقلة او المعارضة، وهو ما أدى الى فقر وهزال شديد في هذا النوع من الصحف.
واذكر انني عندما كنت رئيسا لتحرير صحيفة "صوت اليمن" لسان حال حزب الاحرار الدستوري العريق، فضلا عن كوني امينا عاما للحزب، والذي كان رئيسه هو المرحوم الشيخ عبد الرحمن احمد محمد نعمان، اننا كنا نعاني ماليا مع كل عدد نقوم بإصداره. وقد سالت الشيخ عبد الرحمن عن سبب احجام الرأسمالية التجارية في تعز والحديدة عن دعم الحزب وصحيفته على اعتبار ان الحزب قام تاريخيا على مساهماتهم، فأجاب بأنه الخوف، بسبب امساك السلطة بمقدراتهم من جهة المناقصات الحكومية فضلا عن مشاركة رموز الدولة لهم في أعمالهم. وأضاف ان هناك منهم من يقدم بعض الدعم ولكن مع اشتراط السرية التامة، لدرجة رفضهم البات قيام الصحيفة بنشر إعلانات تخص منتجات مؤسساتهم لقاء ما يقدمون.
ومنذ استيلاء قوى "الحوفاش" الحوثي/عفاش على صنعاء في 21 سبتمبر 2014م وصولا الى اعلان الحرب على الجنوب في 26 مارس 2015، اخذت الصحف تختفي من السوق واحدة إثر أخرى بما في ذلك الصحف التابعة للأحزاب السياسية، كما تم وضع رقابة صارمة على المواقع الالكترونية التابعة للصحف، وكذلك المواقع الإخبارية الالكترونية، حيث جرى حجبها كليا او جزئيا من قبل الرقابة الحوفاشية.
منطق صحف قوى الحرب
لم يتبق في السوق الا صحف قوى الحرب، المؤتمر والحوثيين، وهي حصرا صحف اليمن اليوم العفاشية، والمسار، والمسيرة، والديار الحوثية، وصحف الحكومة التي أصبحت مسيطرا عليها تمام من قبل قوى الحرب. وقد تحولت هذه الصحف كلها الى ابواق رخيصة تحررها نواص خاطئة كاذبة اثمة، ويشاركهم في هذا النوع من الكتابات من موقع مخالف كتاب من حزب الإصلاح يظهرون في المواقع الالكترونية المحجوبة، ليخوضوا حروب الاخوان المسلمين الإعلامية ويمارسون دس السم في العسل.
وبالنسبة لصحف قوى الحرب فإنهم يطلقون على الحرب التي يشنونها ضد المناطق التي رفضت استيلاءهم الغير شرعي على السلطة بانها حرب ضد القاعدة والدواعش، وذلك ليس الا تبريرا لعدوانهم في جملته، كما أن إطلاقهم لفظ العدوان على العمل العسكري من قبل التحالف العربي الذي جاء ردا على عدوانهم، ليس الا تبريرا آخر لعدوانهم.
وهذا العبث المطلق بالألفاظ إنما هو دفاع غير جدير بالنظر، ذلك أن المغالطة المركبة أكبر جدا من أن تكون مجرد مغالطة لفظية؛ فهي تتضمن قلبا كاملا للعلاقات القائمة فعلا، وتجنيا صارخا على الوقائع الصلبة الثابتة، وهي أكثر من ذلك تمثل عدوانا على المنطق والحس السليم معاً.
صحف اليسار
وبالعودة إلى صحف اليسار التي بقيت الى عهد قريبا في السوق كصحيفة الثوري التابعة للحزب الاشتراكي، والكتاب المحسوبين عليها، فإن سقطاتهم تدير الاعناق ولا تلفت الأنظار فحسب.
فقد تصدر ربما اخر اعدادها الصادر في 9-7-2015 مقالة لأيمن نبيل ضجت بافتراضات سابقة لأوانها كذبتها الاحداث الوشيكة التي أصبحت اليوم واقعا.
مثل هذه الفوضى والبلبلة لا يمكن إغراء عقلية بقبولها، الا إذا كانت اصيلة في جرأتها على ابتداع الافتراضات السابقة لأوانها، أقول الافتراضات وليس التوقعات، وهو ما أرى أنه يلخص العقلية السائدة في قيادة الحزب الاشتراكي اليوم وليس في هيئة تحرير صحيفة الثوري وحسب. وعندما يتم ارتكاب مثل هذه المغالطات من قبيل انتهاء بنك الأهداف، وانعدام القدرة على خوض حرب برية، وتعمد قصف المدنيين ..إلخ، وإذا هجرنا كل ضمير منطقي فإننا نصبح أحرارا في اصطناع النتائج لمثل هذه التفسيرات التي لا تستند إلى ما يبررها. المغالطات الفجة تستدعيها مجموعة من الفروض النظرية الخاطئة المنطوية تحتها:
فربما لا يدرك الكثيرون من أمثال ايمن نبيل أن الحرب التي يخوضها الحوفاش ضد المناطق الجنوبية والشرقية والغربية ، ليست الا محاولة لإدامة هيمنة استمرت أطول مما يجب بكثير على اليمن وخاصة مناطقه الزراعية وحواضره، وامتدت لاثني عشر قرنا، اما الحرب التي يخوضها التحالف العربي ومن ضمنها المقاومة الشعبية فإنها حرب وجود؛ إذ ان سيطرة عملاء إيران الحوثيين على اليمن سيؤدي حتماً إلى خلق متاعب جمة للملكة العربية السعودية ودول الخليج الصغيرة الأخرى، وقد تفتح أبواب الحروب الأهلية فيها، كما حدث في اليمن، وصولا إلى تقسيمها وفقا للمخطط الهيمني لإيراني.
كليشيهات سائدة
ومن جهة آخري نرى في كتابات في الصحف اليسارية استخفافا بالسعودية والخليج على أساس انها أنظمة تابعة لا تمتلك ناصية العلم والتكنولوجيا، وهذه في عمقها كليشيهات Stereo type ينبغي ان تنتهي، مع ثبوت قدرتها المذهلة على شن هذه الحرب التي تشارك فيها طائرات الاواكس ومقاتلات وقاذفات من الجيل الرابع، وكلها تكذب تلك الافتراضات.
ويبلغ السخف بصحف قوى الحرب الى حد نعت سكان السعودية والخليج بأكلة الكبسة المتخلفين، وان كان ذلك قد تلاشى مؤخرا مذ حولهم اكلة الكبسة الى كبسه.
أحاديث الحل السياسي
وهناك في الصحف المحسوبة على اليسار مواضيع من مثل ذلك الحديث المكرر عن ضرورة الحل السياسي في اليمن وكونه السبيل الوحيد لإنهاء الازمة، والدعوة لحوار أساسه مخرجات الحوار الوطني ...إلخ، وهو حديث يشبه وضع العربة أمام الحصان سواء كان هذا الحديث صادرا عن السيسي أو ولد الشيخ او بان كي مون، والذي يلقى رجع الصدى في كتابات الصحف المحسوبة على اليسار. وهذا الموقف يبدو مدركا مقبولا في حالتي ليبيا وسوريا التي لم يجر فيها حوار حقيقي قبل الحرب، ولكن تطبيقه على الوضع في اليمن خاطئ.
فخلاصة القول بشأنه هي ان الحوار قد انتهى واستكمل، ومخرجاته واضحة ومطبوعة ومنشورة، ومن شن الحرب إنما شنها لدفن مخرجات الحوار، ومن ثم فإن الرد على السيف لا يمكن أن يكون الا بالسيف، خاصة عندما تكون الرهانات بذلك العلو الذي وصفناه للتو.