آخر الاخبار
إرهاب وجرائم السي آي إيه
بقلم/ احمد منصور
نشر منذ: 17 سنة و 4 أشهر و 20 يوماً
الخميس 02 أغسطس-آب 2007 10:22 م

بعد سبعة وعشرين عاما قضاها فى وكالة الأستخبارات المركزية الأمريكية سي آي إيه ارتدي راي ماكجفورن ومعه خمسة عشر آخرين بدلات برتقالية مثل التي يرتديها معتقلوا جوانتاموا وذهب إلي الكونجرس الأمريكي فى 12 مارس من العام الماضي 2006 وسلم رئيس اللجنة الدائمة للأستخبارات النائب بيت هوكسترا الميدالية التذكارية للأستخبارات التى كان قد حصل عليها عند تقاعده كما سلمه رسالة قال فيها : " إن الفساد يمخر فى دوائر الأستخبارات الأمريكية بشكل مريع ويجب عزل الرئيس الأمريكي بوش لقد أطلق رئيسنا ونائبه حربا عدوانية تصنفها معاهدة نورمبرغ علي أنها جريمة دولية من الدرجة الأولى"

وقال ماكجفورن الذي يرأس مجموعة قدامي خبراء الأستخبارات لا أريد أن تكون لي علاقة أو أية صفة من قريب أو بعيد مع وكالة انخرطت فى أعمال التعذيب " ، هذه الأتهامات التى وجهها رئيس مجموعة قدامي خبراء الأستخبارات الأمريكيين ومؤلف كتاب " المحافظون الجدد مجددا " لم تأت من فراغ ". 

، وإنما كل يوم تتكشف فيه مزيد من الحقائق عن الأرهاب والتعذيب والجرائم التى تقوم بها وكالة الأستخبارات المركزية الأمريكية سي آي إيه بدعوي الحرب علي الأرهاب والتى بدأت من المعلومات المفبركة التى حاول أن يتبرأ منها جورج تينيت مدير السي إيه السابق فى كتابه الذي صدر فى شهر مارس الماضي تحت عنوان " في عين العاصفة

أو بالممارسات القذرة التى كشف عنها مدير الوكالة الحالي مايكل هايدن فى 21 يونيو الماضي والتى صنفت تحت عنوان " مجوهرات العائلة " وتضم مئات الوثائق عن الأنتهاكات غير القانونية التى قامت بها السي آي إيه خلال سنوات الخمسينيات إلي السبعينيات من القرن الماضي ،

لكن مثل هذه العمليات القذرة لم تتوقف بل زادات بعد الحادي عشر من سبتمبر ، كما جاء علي لسان راي ماكجفورون ، حتى أن بعض الصحف الأمريكية نشرت فى 18 نوفمبر 2005 تسريبات جاء فيها أن الولايات المتحدة أقامت شبكة معقدة تتوزع علي 24 دولة حول العالم وتتجاوز القوانين والأنظمة والحكومات وتنفذ عمليات اغتيال واعتقال وصلت حتى ذلك التاريخ إلي 3000 عملية اغتيال واختطاف شاركت فيها أجهزة استخبارات أوروبية وعربية ، ولم ينج من أعمال السي آي إيه القذرة أكبر حليفة للولايات المتحدة وهي بريطانيا حيث نشرت صحيفة ميل أون صنداي البريطانية تقريرا في 12 نوفمبر 2006 قالت فيه " إن عملاء المخابرات الأمريكية سي آي إيه يقومون بعمليات سرية في شوارع لندن من أجل اختطاف المطلوبين للسلطات الأمنية الأمريكية وترحيلهم وقالت الصحيفة أن عملاء السي إي إيه يقومون بالتخفي بزي مندوبي مبيعات وأنهم قاموا بإنشاء خلايا سرية للقاءات فى فنادق لندن مع الزبائن وصوروا هذه اللقاء بشكل سري "

 

، كما لم تنج كذلك كل من ألمانيا وإيطاليا وهما من أكبر حلفاء أمريكا من العمليات القذرة للسي آي إيه فهناك 24 عميل من السي آي إيه يحاكمون الآن غيابيا فى إيطاليا بتهمة اختطاف إمام مسجد مصري ثبت أنه كان إنسانا بسيطا وعاديا والقضاء الألماني طلب فى 8 من شهر يوليو 2007 باعتقال 10 من السي إيه إيه بتهمة اختطاف الألماني من أصل عربي خالد المصري وتعذيبه ، ثم اتضح بعد ذلك أنه إنسان عادي لا علاقة له بشيء ، وهناك عشرات العمليات بل بتأكيد الصحف الأمريكية أكثر من ثلاثة آلاف عملية اختطاف وقتل تمت فى ظل الأرهاب القذر الذي تمارسه السي آي إيه والذي ربما تكشفه فى يوم ما كما كشفت فى يونيو الماضي عن " مجوهرات العائلة " أما الأخفاق في اختيار العملاء بل وفضحهم فقد أصبح غير مسبوق فى تاريخ الوكالة ، فعلاوة علي العملاء العراقيين الذين فضحتهم الصحف الأمريكية طوال السنوات الماضية لاسيما بعد الأخفاق الهائل الذي حققوه والذي حقتته الولايات المتحدة معهم فقد أصدر رئيس الوزراء الفلسطيني في حكومة الطواريء سلام فياض قرارا في شهر يوليو الجاري بتجميد 7 ملايين دولار هي المبلغ الذي تبقي من حوالي مائة مليون دولار تلقاها محمد دحلان رئيس الأمن الوقائي السابق في غزة من وكالة الأستخبارات الأمريكية السي آي إيه حسبما نشرت صحف أمريكية و إسرائيلية وذلك حتى يقوم بتصفية حركة حماس لكن حماس تغدت به قبل أن يتعشي بها كما يقول المثل العربي ، وكان هذا من الأخفاقات الكبري للسي آيه آيه والتى فضحت نفسها وعملاءها بعد طلبها من عباس بتجميد الملايين السبعة التى كانت لا تزال فى حساب دحلان ، وقد طرح الكاتب والمحلل الأستراتيجي الأمريكي البارز فرانسيس فوكوياما فى مقال نشره في صحيفة لوس أنجلوس تايمز فى 7 مايو الماضي تحت عنوان " تساؤلات ما قبل الأنسحاب "عدة تساؤلات عن مصير هؤلاء العملاء في العالم العربي لاسيما فى العراق ثم قال : " إن منظر حلفائنا من المواطنين الفيئتاميين وهم يتعلقون بالأجزاء البارزة من بدن آخر طائرة هليكوبتر أمريكية تغادر فئيتنام من أمام مقر سفارتنا فى العاصمة سايجون هو منظر يجب أن نستدعيه إلي ذاكرتنا فى هذا الشأن ؟ " هذا الأستدعاء الذي طالب به فوكوياما يمثل ذروة الهزيمة للسي آي إيه وجرائمها التى تمارسها وتؤكد أن الحرب التى أعلنتها أمريكا علي الأرهاب هي حرب فاشلة بل إن أمريكا هزمت فيها وحولت العالم بالفعل كما قال مركز الأمن والقانون فى الولايات المتحدة إلي مكان مريع ، أما عملاء أمريكا والسي آي إيه فإن فوكوياما يبشرهم بأن مصيرهم لن يكون أفضل من مصير عملاء أمريكا والسي آي إيه فى فيئتنام وأن المحظوظين منهم هو الذين يمكن أن يجدوا طائرة هليكوبتر أمريكيه يتعلقون بأجزائها البارزة في يوم الفرار المرتقب من بغداد .