القبيلة أقوى من الدولة .!
بقلم/ فاروق الشعراني
نشر منذ: 10 سنوات و 4 أشهر و 10 أيام
الأحد 17 أغسطس-آب 2014 10:55 ص

في زيارة خاطفة لمنطقة خولان شرق العاصمة اليمنية صنعاء ، لحضور مراسيم زفاف جماعي ل250 عريس وعروس و أثناء خروجي صباح اليوم ، لفت أنتباهي منظر رائع يدل على قوة ووحدة أبناء المنطقة لقد شاهدت جمع غفير في منطقة أسناف ، بحضور عشرات المشائخ والوجهات والشخصيات الاجتماعية من أبناء المنطقة ، والمئات من رجالهم بأسلحتهم الشخصية ، إضافه الى المواكب المتدفقة التي وجدتها في الطريق متجهة صوبهم للجاق بإخوانهم ، لمناقشة مقتل خيرة رجالها ، العميد الركن / محمد صالح التوعري وابن اخيه واصابة اثنين من مرافقيه ، في نقطة عسكرية بمفرق ماوية محافظة تعز ، مساء الأمس ، الصورة من زاوية واحدة التقطتها والسيارة تمشي بنا ، ما يظهر في الصورة لا يساوي 5 % من الحضور في تلك الساحة ، لقد أدهشني ذلك المنظر الرهيب وتعدد السيارات وتنوع الألوان قد يبدو جموع الحاضرين بتلك الصورة منظراً مرعباً طالما وهم مدججين بالأسلحة وأجسامهم وملابسهم مليئة بالغبار من أودية مناطقهم وأشكالهم  مخيفة للذين لايعرفونهم وبما أن البعض يعتبرون هؤلاء البشر أميون و متخلفون ، لكن الحقيقة تقول ومن  خلال معايشتي مع بعضهم وجدت فيهم الإنسانية والوفاء والصدق والشرف والأمانة .. مالم تجده في مائة شخص من النخب السياسية والثقافية .. حملة الماجستير والدكتوراه أصحاب المعالي والفخامة الذي لا يجيدون سوى تلميع وجوهم والإعتناء بمظهرهم وديكورهم الخارجي فقط .

فإذا أقتربت منهم لتجدنهم قلوبهم سوداء مظلمة مشحونة بالحقد والكراهية والحسد والجشع وحب الذات والانانية والكبر والغرور ، متميزون بالنصب والاحتيال ، عديمو الضمير والانسانية ، يبيعون ذممهم و مبادئهم بدراهم الذل والإمتهان ،

يا آه كم أتمنى أن أجد دواء يتداون به مثقفينا لكي تعود لهم قليلاً من النخوة والمرؤة والشجاعة والشجاعة والكرم اليمني الأصيل ..

القبيلة لها مواقف رجولية وبطولية مشرفة منذ القدم وهو 

ما يجعلك تدوس على المدنية والحداثية الحالية التي نتشدق بها وندعو اليها ، ولم نحصد منها الا الذل والمعاناة والظلم والفساد والتبعية والانبطاح التام للخارج اعداء الاسلام والانسان العربي ،

 الأحداث الراهنة تجبرك على التمسك بالقبيلة ، التي تتعرض للتمزيق والتشوية والحرب الباردة منذ عقود من الزمن , وتجهيل ابنائها وحرمانهم من ابسط الحقوق والخدمات ، برعاية اصحاب المصالح والنفوذ وصانعي الازمات ناهبي الثروات ، حتى اصبح تفتيت القبيلة الحاضنة وكسر شوكتها وبالذات الحاضنة لأهل السنة ، رغبة خارجية بدرجة امتياز وتحديداً أمريكية سعودية إيرانية ، القبيلة مرجعية هامة تعزز وحدة الأسرة و المجتمع ، تحافظ على القيم والعادات والتقاليد والهوية الوطنية اليمنية العربية ، وحصن دافئ وسد منيع لدحر الطغاة والظالمين ، وسند المظلومين والأمان من غدر الزمان خصوصاً اذا صدق شيخها ووجهاتها ورجالها ،

قال تعالي : يا أيها الذين إن جعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم .. صدق الله العظيم .

إذاً نحن اليوم في أمس الحاجة للقبيلة واستعادة دورها ومكانتها ، في ظل التآمر الدولي والمحلي و السياسة القذرة الفاسدة المرتزقة التي اذلت واهانة المجتمع بالفتن والعنصرية والمناطقيه ،

وبدل أن يأخذ العدل مجراه عن طريق تقديم المجرمين للمحاكمة ونيل جزائهم العادل، أتصل بي لاحقاً صديق من ابناء المنطقة التي تجمع فيها القبائل ، يبلغني ان الرئاسة دعت مشايخهم للقاء برئيس الجمهورية القائد الأعلى للوساطات واللجان ، لمقايضتهم وتهدئتهم بشيك يحمل رقم محترم ، وعدد من السيارات و لا أدري كم عدد البنادق والدرجات الوظيفية التي حصل عليها قبيلة الشهيد ، لأن الضحية ضابط كبير ومن قبيلة كبيرة لها تاريخ عريق .

وهكذا يتم تقزيم هيبة الدولة واهانة الدستور والقانون بهذه القرارات الحمقاء والرعناء ..ثم يأتي أحدهم و يقول لك القبيلة فاسدة ومجرمة .!