بن عمر من سجن مولاي الشريف لمقبرة الأناضول
بقلم/ حسن الاشموري
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 16 يوماً
الأربعاء 11 يوليو-تموز 2012 12:17 ص

" ... ولايزال أمام زعماء اليمن طريق طويل، وعر ، متخبط ، كثير المهاوي " رسالة زقزق بها مناضل –إلى الأمام- جمال بن عمر في الساعة 12.58 من يوم 21 أبريل الماضي عبر تلفونه الأي فون .. قبل أكثر من شهرين، قال هذا .. وبعد ثلاثة أشهر سيقول هذا .. وبعد عام سيعود إلى هذا القول .. وماحاط علما ً من سار في طرق اليمن السياسي ،إلا أنها هاوية تليها هاوية..

وتركيا العثمانية ، تنسحب من اليمن عام 1630 ميلادي ..

قبل أن تعود .. وتعود...

وتطلق على اليمن حينها " مقبرة الأناضول ..

وأغنية " آجت" أشهر وأعظم ، مرثية تركية يغنيها عظماء الطرب التركي ...

قيل أن كمال أتاتورك كتب كلماتها ..

وقيل بان جندي عثماني مجهول كتبها من اليمن لأمه ..

وفيها يقول .. إمي إن اليمن ..وعر وقاتل ..

وأن من يذهب إلى اليمن يا أمي ..لايعود ..

والرئيس عبد الله غل، يزور اليمن..

وأمام النصب التذكاري لجنود العثمانيين .. تدمع عيناه ، عليهم وعلينا ..

..والرئيس المصري العظيم السادات ..

يلتقي في اليمن بعد فترة من نصرة عبد الناصر لثورة اليمن..

مع الكاتب الساخر محمود السعدني ..

ويقول له .. إن فهمت حاجة قلها لنا..

وكل السياسيين والعسكريين الأمريكيين وغيرهم..

قالوا بان اليمن، بلد (مستري) ألغاز..

وجمال بن عمر طيلة العام الماضي ...

كان يستغرب لقاءات الدفء والحميمية بين المؤتمريين واللقاء المشترك ، رغم أنهم يوميا ً يعيشون خصومة فجة ..

وبن عمر ، للتعامل مع ساسة قومنا ، بحاجة الآن إلى إستلهام شخصية رفيقه قديس المغرب الراحل أبو منجل إدريس بنزكري أبرز منشطي-- إلى الأمام-- وزميل بن عمر في سجن درب مولاي الشريف في سنين الرصاص.. وسنين الجنرال الدليمي .. ولاحقاً سنين إدريس البصري.. رحم الله الجميع..

والحبيب بلكوش صديق بن عمر يصل إلى نتيجة تقول لبن عمر ولنا ...

إن إرساء أرضيات صلبة ،تفتح آفاق واعدة..

وصديقه الثالث المفكر والسفير عبد القادر (لوديي)الشاوي شفاه الله ...

يُفصح عن وجود شخصيات سياسية في راوياته الأدبية ..

شخصيات التحايل والمكر .. وشخصيات إنتهازية.. وشخصيات جامحة للتسلط والإنتقام .. وشخصيات دامية... وفي المجتمع السياسي اليمني المتناحر الذي يتعامل معه بن عمر .. منهم كثيرون.. وكلهم يتقاتلون علينا نحن (الحلوف ـ الخرفان) .. ولا أعرف قديسا ً بينهم لأدل بن عمر عليه.. واعتقد جازما ً،أن بن عمر في خير بمهتمه إن استعار بعضا ً من "صعلكة وعربدة "رفيقه الرابع إلياس العماري... والعماري شخصية سياسية نافذة في حزب البام – التراكتور- وشخصية شائكة وحادة في المغرب ويخافه من يشتغل بالسياسة هناك ... وعبد الإله بنكيران رئيس وزراء المغرب – يُسما هناك الوزير الأول.. دخل في غزوة كلامية ، قال فيها إن إلياس العماري "سلكوط "وأحد معانيها المخففة في لهجة مغربنا،عربيد وصعلوك.. وكل معارك أحزاب مغرب مولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة محمد السادس، أيده الله بنصره وأقر عينه بولي عهد مولاي الحسن، تحدث وقائعها معاركهم حول الإقتصاد.. وأحزابنا تدير الحروب .. حول السيطرة على الشوارع ومن يملكها...

وقبل أيام الحكيم السياسي فارس السنباني تلميذ وخليفة الدكتور عبد الكريم الإرياني معاوية اليمن وداهيته.. يقول" المشكلة في اليمن إقتصادية".. وبمعنى آخر مشكلة العجين وليس الطين .. وإنعدام العجين، يسقط الحكومات والشعوب ".. وفي اليونان أكثر من حكومة سقطت في شهور بسبب فخ الإقتصاد وأوله العجين .. وأمريكا والعالم أرادو، أن يسقط العظيم صدام حسين ، ومعمر القذافي .. وعمر البشير ،وكيم جونغ إيل،، وآيات إيران.. من خلال حرب الحصار.. وجمال بن عمر .. سُجن..لأنه كان يبحث لشعب المغرب، عن الخبز الحافي .. وبن عمر .. يحمل الأن اليمن الجائع على كتفيه ..وسياسيينا، الذين يتحاور معهم .. يريدون أن يحملهم اليمن المجوع على كتفيه.. وشاشات العالم تحذر من مُهلكات الفقر في اليمن، وبن عمر يشاهد ولايسمع .. والسفير المغربي ،الراهب الجليل ،الدبلوماسي محمد حما .. يغشاة الإحباط أناء الليل وأطراف النهار، لأن الفقر يضرب حصارا ً قاسيا ً على اليمن .. والفقر جدول ضرب كبير .. ولا يضربه إلا بن عمر... والأرضيات الصلبة لنجاح تاريخي لبن عمر، هي ضرب الفقرالذي يهدم اليمن..والإطاحة بالفقر، هي أمنية التاريخ التي ساقته إلى السجن.. واليمانيون ، يرجون من بن عمر أن يفض خناقهم مع الفقر ...اسوة بفضه لخناقات حروب السيطرة على المباني السيادية والطرقات التي تؤدي إليها.

*إعلامي يماني