قاسم الداعري: الفيدرالية المشروطة ستعيد الحق الجنوبي
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 13 سنة و شهرين و 25 يوماً
الخميس 11 أغسطس-آب 2011 12:53 ص
 
القيادي في الحراك الجنوبي العميد قاسم الداعري
 

حاوره/ غازي العلوي

* بصفتكم من بين أبرز قيادات الحراك الجنوبي في الداخل والتي شاركت في المؤتمر الذي انعقد مؤخراً، هل أنتم راضون عن ما خرج به اللقاء من نتائج ولعل أبرزها إقرار المشاركون بخيار الفيدرالية كحل للقضية الجنوبية بدلاً من خيار الاستقلال الذي لطالما كنت من أشد المتحمسين والمنادين به؟

أولاً شكراً لكم على هذه الاستضافة وتمنياتي لكم بمزيد من النجاح والتألق وشهر رمضان مبارك على الجميع وأتمنى منم المولى عز وجل بأن يعود علينا هذه المناسبة وقد حقق شعبنا الجنوبي الكثير من الإنجازات وعلى رأسها الأنتصار لخياراته المشروعة، شعب الجنوب شعب خلاق ومبدع ولا يمكن له بعد اليوم بأن ينزوي أو يتقوقع أو يصيبه الجمود والخمول أو يبقى مرهون ومرهونة مشاريعه واستحقاقاته الآنية والمستقبلية نتاج أمزجة وعقليات عقيمة متصحرة عصبية عدمية تلك الأمزجة والعقليات وأن حاولت بأن تجهد نفسها بين فينة وأخرى فأنها لا تستطيع مغادرة ثقافات وأخلاقيات الماضي مكبلة بقوة العادة.

لقاء القاهرة يا سيدي اعتبر بأن خيار الاستقلال أو فك الارتباط أو الفدرالية كلها طرق مؤدية إلى نفس الغرض وكلها نتائج رؤى جنوبية وهنا يمكن بأن استشهد ببعض الفقرات التي خرج بها لقاء القاهرة وهي على النحو التالي: الجنوب لكل وبكل أبناءه وجميع أبناء الجنوب شركاء في صنع مستقبل الجنوب فوحدة أبناء الجنوب شرط أساسي للانتصار والتقدم مهما اختلفت أو تباينت أفكارهم ورؤاهم السياسية وانتماءاتهم الاجتماعية فالوحدة الجنوبية في إطار التنوع سوف تكون أقوى وأرسخ من الوحدة تحت سيطرة الرأي الواحد الذي يدفع بصاحبه للزهو المؤدي إلى المهلكة وأكد على احترام الرأي والرأي الاخر وتعزيز واحترام مبدا التصالح والتسامح الجنوبي والأعتزاز بتفرد الجنوبيين بهذا المبدا.

وفيما يخص الإطار العام فقد أكد اللقاء في أحد فقرات بيانه بما أن حرب 1994م قد أسقطت الوحدة وأوجدت وضعاً في الجنوب لا يمت للوحدة بصلة لذا فإن الطريق لحل القضية الجنوبية يمكن بأن يكون في إقامة فيدرالية من إقليمين شمالي وجنوبي دستور جديد ينص على فترة انتقالية يجري في نهايتها استفتاء شعب الجنوب لتقرير مصيره بنفسه وأكد اللقاء على مواصلة الحوار بين الجنوبيين في الداخل والخارج وضرورة عقد مؤتمر جنوبي جامع لكل ألوان الطيف الجنوبي بدون استثناء.

* ولكن ماذا عن موقفك الشخصي من ذلك؟

 أنا شخصياً مقتنع كل القناعة بمقررات هذا اللقاء لأني لمست ولاحظت في مخرجاته المصداقية والجدية والعقل والمنطقية العملية بعيداً عن ترف المزايدات والشطحات والمراهقات المتطفلة والعواطف وحقيقة التوليفة الجنوبية الصرفة التي حضرت اللقاء كانت سابقة لم يشهد لها الجنوب لأنه قد حضره السلطان والشيخ والمستوزر والمرأة والشباب وفرقاء الصراعات الجنوبية وكذا الشباب لذا فقد كان وسيضل أبلغ تعبير عن مبدى التصالح والتسامح الجنوبي الجدي.

* ألم تكن من أوائل الداعين والمتبنين لخيار فك الارتباط كيف انقلبت الأمور الآن؟

نعم أنا كنت من أوائل الداعين والمتبنين لخيار فك الارتباط أو الاستقلال ولكن رأيت الفيدرالية المشروطة هي واحدة من الطرق المؤدية إلى استعادة الحق الجنوبي المشروع وهو استعادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كاملة السيادة.

* وجهت لكم اتهامات حول كيفية سماح السلطات لكم بالسفر إلى الخارج وأن ثمة صفقة قد تم إبرامها بينكم وبين السلطة مقابل تنازلكم عن مطالبكم بفك الارتباط ؟

يمكن بان تقدم هذا السؤال إلى سلطات {....} لتجد الجواب الشافي فما أعتقده وأتوقعه بحسب قناعتي هو أن سلطات صنعاء تقدم على بعض التوجهات والأعمال لتجعل منها مادة موظفة بطريقة أو بأخرى مستقلة ذوي الأخلاقيات الساذجة والقبية ومن لا زالت توجد في عقولهم وسلوكهم بقايا جراثيم من مستنقعات الماضي حتى يطلعوا هؤلاء المناضلين والوطنيين الصادقين مع الله ومع ضمائرهم ومع شعب الجنوب وكذا بحث أصحاب الأخلاقيات المريضة عن عداوات وتقسيمات واصطفافات مع ذات البين الجنوبية وخلق شغلات وإرباكات ومتاعب للحراك السلمي الجنوبي وبالنسبة إلى ما يخصني في هذا السؤال فأي دعوات لفرد او جماعة جنوبية صرفة أينما كانت في الداخل أو الخارج وأنا مقتنع بتوجهها وقناعتها تجاه الحق الشرعي الجنوبي فأنا مستعد لتلبية الدعوة وأشعر بان من يتأثر ويغضب ويستكثر لقاءات الجنوبيين مع بعضهم هو نظام {....} وأن أي ردة فعل فهي حصرياً من مطابخه وصنايعه مهما تعددت الأقنعة والعباءات والمظلات فأن الماركة والمصدر واحد {صنعاء} تمويل وبرمجة وتخطيط.. وأنا شخصياً أشعر بانه لا تستطيع أي قوة على الأرض يمكن بأن تمنعني من التجول في كل أنحاء مدن ومناطق الجنوب حسب إمكانياتي وطريقتي وظروفي وأنا منذ بدأ الحراك ورغم المخاطر التي تعرضت لها والمعروف عني وأعوذ بالله من كلمة أنا وحسبي الله ونعم الوكيل والذنب على ظالمي عسس وإعلام النظام فأنا من اكثر المتحركين في مناطق الجنوب لحضور فعاليات الحراك وقد تم إيداعي في سجون نظام .

لأكثر من أربع مرات ورغم علمي بإدراج اسمي ضمن قائمة المطلوبين ولأكثر من عشرات المرات من قبل أجهزة القمع التابعة لنظام ... لكني لم أبالي لها لأني مقتنع بعدالة قضيتي التي لها الأولوية وأن اعترضني أي مكتوب فلن أكون أفضل من الشهداء وجرحى الحراك السلمي الجنوبي ولم أخف من ضلي يومًا, ولم أبحث عن بطولات وهمية في مناطق آمنة ولم أكن شوربان او طرزان في مخدعي وبجانب أسرة أُسرتي أو خلف شاشات الانترنت ولا في مقايل القات ولم أنفخ في البوالين روائح البارود ولم أكن ألا من محترفي وهواة ترديد الشعارات ورفع اليافطات والتصفيق المطالبة السلمية بالحق الجنوبي الشرعي المنتصر لدماء الشهداء والجرحى ولم أفقه أبسط أبجديات ألف وباء فالصفقات أي كانت واعتبر عمل مثل ذالك حكر على ضعفاء النفوس ولو كنت منهم لعملتها أثناء فترات سجني والفترات الواقعة بينها تجاوباً مع الوسطاء والمكالمات والرسائل التي كانت ولا زالت تأتيني من شخصيات جنوبية مثل البعض ولندع المستقبل والتاريخ ليكفلا فتح المستور.

أعود وأقول بأنك قد أشرت في معرض سؤالك بأن الكثير حتى من قيادات الحراك في الداخل قد وجهت اتهام لكم حول سفركم إلى الخارج، فأقول بأنني عندما سمعت وصفك لهؤلاء بانهم من قيادات الحراك فقد شعرت بالخجل يا أخي هؤلاء وجدوا أنفسهم في مواقع لم يكونوا يتوقعوها هؤلاء نتاج ظروف وغفلة وأنا أتحدى أي واحد ممن تسميهم بالقيادات بأن يقدم تقرير ويقيم فيه وضع الحراك حتى في قريته أو في شارعه أو حيه السكني هؤلاء لم توجد لديهم الخبرة ولا التجربة الكافية وفاقد الشيء لا يعطيه هؤلاء بهذه العقليات والأخلاقيات لم يكونوا قيادة أصلا هؤلاء نتاج مدرسة التصفيات الجسدية لسبعينات وستينات القرن الماضي هؤلاء كوارث محدقة بالجنوب بعقلياتهم تلك وفي هكذا طرح لهم فأنا أتساءل ويتساءل معي شعب الجنوب أين انتم من مبدأ احترام الرأي والرأي الآخر أينكم من مبدأ التصالح والتسامح وربنا يستر.

* هل ترون بان لقاء القاهرة قد ساهم في رأب الصدع الجنوبي وخدم القضية الجنوبية أم على العكس؟

لم أسمع أو ألمس من أي من الذين حظروا اللقاء إلا ما يدعو إلى توحيد الشعب الجنوبي والتخوف والتحذير من نتائج ومضاعفات التفرقة والتشرذم الجنوبي وكانت كل التداولات ونتائج ومخرجات اللقاء أكدت على الوحدة الجنوبية لذالك فأن لقاء القاهرة يعتبر مكسب معلوم وعلامة بارزة ومضيئة في تاريخ الشعب الجنوبي.

* وماذا عن لقاء بروكسل؟

لقاء بروكسل ولقاء القاهرة كلهما تحت المضلة الجنوبية استظلت وتمحورت نتائجها وأكدتا على الوحدة الجنوبية وإلى الدعوة إلى الحوار الجنوبي الجنوبي وأعتبر انا كل ذالك ومعي العامة مجرد أراء ليس إلا تنضوي تحت مبدأ الرأي والرأي الآخر يقع علينا جميعاً احترامه والتسليم به.

* ما هو موقفكم من ثورة الشعب السلمية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس/ علي عبدالله صالح؟

هي ثورة مواكبة للصحوة وللربيع العربي نحو التغيير والإصلاح والتحرر والديمقراطية والخروج النهائي من براثن الشمولية والعبودية والتخوف والمرض ونحن نباركها ونؤكد تأييدنا لها

* وماذا عن مواقف بعض قادة الحراك المعارضة لتلك الثورة والذين نصبوا لها العداء بل واعتبروها بأنها جاءت لإسقاط الحراك وليس النظام؟

يا أخي أي قيادات تلك التي تتحدث عنها والتي كررت ذكرها في حديثك هذه القيادات صفاتها تنفي وتبرأها بالخالص وتعريها من صفة القيادة فنحن نعتبر عدونا اللدود هو نظام ورئيسه علي عبدالله صالح وليس ثورة الشباب السلمية فيجب علينا استغلال الوقت والظروف لنوضفها لصالح انتصار قضيتنا وحقنا يجب أن لا أحد يشغلنا في متاهات ومهازل بعيدة عن المحاور والمسالك والطرق ذات الجدوى والنفع والفائدة لنا.

* ما هي قراءتكم لمستقبل القضية الجنوبية في ضل الخلافات والانقسامات ولغة التشكيك والتخوين السائدتين بين قيادات الحراك؟

القضية الجنوبية ناجحة ومنتصرة بإرادة الله ثم بإرادة أبناء الجنوب ولا بأس من وجود خلافات لا تفسد للود قضية وهذه تندرج في إطار الرأي والرأي الآخر أما لغة التشكيك والتخوين فهذه احتراف وامتهان لبعض شخوص أخذوها بالوراثة واكتساب شخصي وأعتقد بان أخلاقهم تلك يعولون عليها في إقصاء ومصادرة حقوق من هم أقدم وأفضل منهم بكل الصفات داخل الحراك وأيضاً لتغطية نقاط ضعفهم أو وجدوا فيها مصدر للإثراء والربح المادي والمعنوي وأقول لك وللقارئ الكريم بان أصحاب الملك الحصري في التخوين والتشكيك بشرفاء الجنوب هم الذين أربكوا الحراك بانتهازيتهم وذاتيتهم وفسادهم وتعطيلهم للعمل المؤسسي للحراك وعدم رضاهم بوجود صناديق مالية وشفافية التعامل مع المال وعليه أُأكد بأن المستقبل القريب كفيل.

وبناء على حقائق ومعلومات وخطابات ولقاءات واتصالات ورسائل ورسل تؤكد بأن حاملي هذه الأخلاقيات لهم خفايا وآليات عمل مادي ومعنوي لوجستي مع قطاع الطرق ومبتزي الحقوق العامة والخاصة وكذا مع عناصر تنظيم القاعدة في بعض مناطق الجنوب. فإذا كان بالأمس قد قدمت حركة فتح الفلسطينية محمد دحلان للتحقيق ثم للمحاكمة بتهمة الفساد والتحريض على الرموز الفلسطينية والكسب غير المشروع وخلق البلبلة والتشكيك وتجنيد العصابات المسلحة لتصفية حسابات مع بعض الرموز فأن المستقبل وبناءً على قرائن وحجج دامغة تؤكد بأن من بين شخوص ممتهني الأخلاقيات أعلاه فيهم من مثل دحلان وأنا أسميهم.

*ينشر «مأرب برس» الحوار بالتزامن مع «الأمناء».