نتنياهو بين 50 ضيفاً دعاهم ترامب لحضور حفل تنصيبه.. تفاصيل إسرائيل تدخل معركة جديدة ..استهداف لأبناء قادة حماس في قطاع غزة أول دولة عربية تعلن عن عفو رئاسي يشمل نحو 2.5 ألف محكوم وسجين خليجي 26: البحرين أول المتأهلين بعد فوزها على العراق والمباراة القادمة أمام اليمن فرار عشرات الطلاب من أكاديمية حوثية للتعليم الطائفي في صنعاء .. سقوط بشار يربك محاضن المسيرة الطائفية عاجل: صدور قرار لرئيس مجلس القيادة وكيل أمانة العاصمة يدعو وسائل الإعلام لمواكبة معركة الحسم بروح وطنية موحدة شاهد الأهداف.. مباراة كبيرة لليمن رغم الخسارة من السعودية مصادر بريطانية تكشف كيف تهاوى مخطط تشكيل التوازنات الإقليمية بعد سقوط نظام الأسد وتبخر مشروع ثلاث دول سورية توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف
موسم رمضان عادةً ما يكون فرصة لعرض الأعمال الدرامية التاريخية، نحن منذ مواسم كثيرة، لم نشهد عملاً تاريخياً رمضانياً لافتاً. ارتبطت العادة أن يتم عرض عمل تاريخي، على صورة مسلسلات، تتناول حقباً مختلفة من تاريخ المسلمين، بمواصفات ومقاربات معيّنة.
من ينسى مواسم المسلسلات الأندلسية، «ربيع قرطبة» وغيره؟ ومن يتغافل عن روائع الدراما المصرية التاريخية التي كان نجومها، كتابةً وتمثيلاً وإخراجاً، من كبار المواهب المصرية، مثل عبد الله غيث وحمدي غيث وأحمد مرعي والدفراوي وسميحة أيوب وغيرهم؟ لاحقاً دخلت الدراما السورية على المسار، ولها أيضاً روائعها وبصماتها حول الدراما التاريخية، وكان الطلب والدعم والتمويل لهذه الأعمال يأتي في معظمه من الجهات الخليجية والتلفزيونات التابعة لهذه الدول.
بالعودة إلى التاريخ، فإنَّه من مفارقات الزمن أن يكون هذا الشهر، مارس (آذار) الذي يودّعنا، وفي يوم 14 مارس تحديداً من عام 1932 هو مناسبة ذكرى ظهور أول فيلم ناطق بالعربية، فيلم «أولاد الذوات» بطولة يوسف وهبي ودولت أبيض وسراج منير وأمينة رزق وإخراج محمد كريم، وكان هناك خلاف حول ما إذا كان هذا الفيلم أول فيلم مصري ناطق أو فيلم «أنشودة الفؤاد».
ناطق بعربية محلية مصرية، طبعاً، لكن ماذا عن أبرز الأفلام التاريخية التي شكّلت الذائقة العربية حول التاريخ الإسلامي والعربي؟!
لعلّ فيلم «الناصر صلاح الدين» تمّ إنتاجه عام 1963 من إخراج يوسف شاهين وبطولة أحمد مظهر وغيره، هو العلامة التأسيسية الأبرز والأقدم، قبله فيلم «وإسلاماه» عام 1962 المأخوذ من رواية «وإسلاماه» للمؤلف المصري -
الحضرمي علي أحمد باكثير، حول قصة السلطان المملوكي سيف الدين قطز الذي يقود جيوش مصر والشام، ومعه نائبه، الملك لاحقاً، الظاهر بيبرس في معركة «عين جالوت» ضد التتار.
لكن العمل الأهم لاحقاً كان فيلم «الرسالة» للراحل مصطفى العقاد. غير أنه يظل سؤال كبير لم يُجَب عنه حتى الآن، بخصوص الأعمال التي تتناول مراحل مبكرة من تاريخ الإسلام، مثل الخلفاء الراشدين والصدر الأموي وصولاً إلى الصدر العباسي نفسه (السفاح والمنصور) وهو:
هل تم تقديم هذه الأعمال من خلال وجهة نظر و«مذاق» الجزيرة العربية نفسها؟! يعني الحجاج بن يوسف وعبد الملك بن مروان والحسن والحسين ويزيد، وكل رموز تلك الفترات المبكرة، من قادة عسكريين وشعراء وعلماء وزعماء قبائل هم -في أغلبيتهم الساحقة- أبناء مكة والمدينة والطائف وربوع الحجاز ونجد والأحساء والسراة وتهامة واليمن وعمان...
فهل شكّلت صناعة الدراما التي تتلقى اليوم معظم تمويلها والفرجة عليها من السوق الخليجية والسعودية بوجه خاص، «مدرسة سعودية» خاصة لتناول هذه القصص؟! نقول السعودية، لأنها تمثل اليوم معظم الجزيرة العربية وتختزن داخلها كل ثقافتها. الأزياء، كيفية نطق العربية، من دون تكلّف نحْويّ مدرسيّ، لغة الجسد، المناخ العام، حتى سحنات وبنية الجسد النحيل لأناس تلك العصور من أبناء الحجاز ونجد والسراة؟!
مَن يقرأ، مثلاً، كتاب «أنساب الأشراف» للبلاذري (تُوفي 279 هجري) يكاد يرى وديان الطائف وتهائم الحجاز وحزون ورمال ونخيل نجد، من خلال تراجم أعلام التاريخ المبكر، الذين هم في نفس الوقت أعلام الجزيرة العربية، وليس كفور وأنهار وضِياع الشام وتخوم تركيا.
هل حان الوقت لبناء مدرسة سعودية خليجية لمقاربة الدراما التاريخية، بصورة جديدة... كل الجِدّة؟