الجنيد: لو لم يكن المشترك متلكئا لأحرز النجومية قبل التوانسة والمصريين
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 12 يوماً
الأحد 27 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 04:35 م
 

في مقابله أجرتها صحيفة يمن بوست مع الدكتور عبد القادر الجنيد أحد أبرز الناشطين والمحللين السياسيين في مدينة تعز، والذي ينشط في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة لتغطية أخبار الثورة اليمنية والأحداث الجارية في اليمن خاصة في تعز.

تقول الصحيفة بأن «نشاط الجنيد وتفانيه كان لافتاً لقناة فرانس 24 الإخبارية التي كانت تبحث عن متحدثتين في تعز»، حيث « أصر الجنيد على أن يسمع رأيه للعالم بالصوت العالي، وأن يمارس حقه في التعبير عن رأيه»، وفيما يلي نص الحوار مع الجنيد لصحيفة يمن بوست..

منال القدسي/ ترجمة خاصة

* برأيكم ما لذي فجر شرارة الثورة اليمنية؟

كان هناك برنامج تصعيديا من قبل أحزاب اللقاء المشترك بحيث يبدأ بالمديريات ثم بالمحافظات، ولكنها كانت بطيئة وحذره، لو لم يكن المشترك متلكئاً بطريقة معينة، لكان إحراز النجومية قبل التوانسة والمصريين.

البوعزيزي وسقوط نظام بن علي ساهم بشكل كبير في تنشيط الحراك ضد النظام اليمني، ولكن سقوط مبارك كان بمثابة القشة الأخيرة، ففي الساعة الأولى التي سقط فيها مبارك أقام الشباب ساحة الحرية في تعز ثم تبعتها بقية المدن الأخرى.

  *يرى المحللون السياسيون بأن الأحزاب السياسية خطفت الثورة اليمنية ..هل تتفق معهم؟

كلام فارغ، كل ربيع وله خصوصياته، الأحزاب السياسية في اليمن هي من غمزت "لأبنائها" للنزول إلى الساحات منذ الدقيقة الأولى لاندلاع الثورة، وهي من قدمت الدعم المادي واللوجستي ووفرت الحماية والغطاء السياسي للشباب في ساحات الاعتصام والمظاهرات، إذا كان الإصلاح الإسلامي هو العمود الفقري للثورة، فإن الاشتراكيين والناصريين والقوميين والمستقلين والمرأة هم روح الثورة وجاذبيتها وسر جمالها ورومانسيتها.

* أصبحت تعز منذ عدة شهور مركز الثروة.. ما لذي يجعل تعز مختلفة عن صنعاء؟

إنها الأرقام.. تعز هي الأكثر سكاناً وتعليماً وتصنيعاً، والأكثر تهميشاً وإقصاء من قبل النظام، تعز خلطة متفجرة من كثافة سكانية صغيرة السن والفقر والإحساس بالهوان.

* هل تعتقد بإمكانية التوصل إلى حل وسط بين النظام وشباب الثورة؟

الجواب ضمن حديثي عن العلاقة بين الشباب والأحزاب.

* هل تعتقد أن تنظيم القاعدة هو تهديد حقيقي أم أنه صناعة النظام كما جاء في تصريح اللواء علي محسن الأحمر في بيان صحفي؟

لا توجد قاعدة في اليمن، القاعدة في اليمن، زيف وتضليل، نُسج بمهارة، ليبدو أصيلاً، والذي صنع القاعدة في اليمن هم: نظام صالح، والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.

صالح، لطخ سمعة اليمن، بلصق وصمة القاعدة بها، مقابل الحصول علي الأموال السعودية ، وللحصول علي الهيبة التي تأتي من وصفه بأنه حليف الدولة الأعظم، مع بعض البقشيش.

المملكة السعودية، اشترت من صالح نقل لصفة وصمة القاعدة، التي عانت منها بعد أحداث 11/9، وتدمير برجي نيويورك، نعم تم نقل وصمة القاعدة من السعودية إلى اليمن.

الولايات المتحدة، سعيدة بنقل الوصمة، ومسرح القاعدة، وهي أيضا لا تستطيع أن تعيش بدون عدو تصمه بالشر وتحاربه، وتستعمل عليه تقنياتها العسكرية المتقدمة، مثل الطيارات بدون طيار، وتبعث البهجة والسرور في نفوس مشاهدي قناة فوكس الإخبارية في ساعات الذروة، كل مساء، وكذلك لتبرر الميزانيات والنفقات الباهظة للأمن والدفاع، وكل إدارة أمريكية يهمها الظهور كمدافع عن الوطن، لكسب أصوات الناخبين، وبرحيل صالح، ستتبخر القاعدة في اليمن.

* وجود 3 قطع سلاح لكل شخص.. هل تعتقد بأنه سبب في تردد اليمنيين للجوء إلى العنف كوسيلة لتحقيق أهدافهم في إسقاط النظام؟

هناك حالة فريدة في الربيع العربي، بما فيه اليمني، وهي أن منظر اختراق الرصاص للصدور العارية، وتساقط النساء و الأطفال صرعى في المسيرات وساحات الاعتصام، فيه كل النبل، وقربان واجب تقديمه للتخلص من الطغاة.

والجدل قائم، فالكثير يرون أنه لا عيب في استعمال القوة المسلحة، للإطاحة بطاغية.

* أدعى العديد من الغربيين قبل بضعة أشهر "أن العالم العربي لم يكن مستعدا للديمقراطية".. ما لذي تود قوله لهؤلاء؟

"إدعاء سخيف" أن تقول للعرب بأنهم غير مستعدون للديمقراطية، هو كقولك للطفل أن يتوقف عن النمو لأنه سيواجه المراهقة، وهي مرحلة صعبه.

  * هل تعتقد أن المجتمع الدولي يعيق تقدم مسار الثورة؟

السعودية والولايات المتحدة هم اللاعبون الأكثر تأثيرا في اليمن، السعودية تدفع لكلا طرفي المعادلة في اليمن واشترت الولايات المتحدة الأمريكية للوقوف إلى جانبها، من خلال شراء صفقات أسلحة وبيعها نفط بسعر رخيص، لتترك لها اليمن وتتنحى جانبا.

* أخيراً.. ما لذي تريده لبلدك؟

مجتمع مدني، دوله مدنية، لا أريد أن يحتكر أي شخص الجيش، الأمن، الخزانة، الموارد، السلطة القضائية، الوظائف العامة ، وسائل الإعلام والحكمة.

أريد التعددية السياسية، الفصل الحقيقي بين السلطات وإقامة نظام ديمقراطي يقوم على المساواة بعيدا عن التمييز.