المصارعة في وحل!
بقلم/ فكري قاسم
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و يومين
الأحد 27 فبراير-شباط 2011 06:37 م

(لم يعد هناك ماهو أسوأ على اليمني اكثر من أن يرى يمنيا اخر ينجح.)

انه لمن الطبيعي أن يحدث كل هذا وأكثر. 33 عاما من الزمن والرئيس صالح كلما اعتلى منصة للخطابة يخوِّن الكل \"من شق لاطرف\"ويبدو كما لو أنه لايتحدث الى شعبه بل لكأنه يتحدث مع نفسه في الحمام!

ذلك الخطاب الخال من الحب- اساسا- ولشعب طافح بالأمية لابد انه هتك المحبة والسلام داخل ارواح اليمنيين وسبب كل هذه الريبة المقيتة حتى لم يعد هناك مايمكن اعتباره أمرعادي أكثر من أن ترى يمنيا ينسف الاخر ومن ثم يسير في الشارع مبتهجا أنه على صواب!

لقد جعلنا خطابه ذاك أمة بلا ذاكرة ، ومن المحتمل اننا كشعب ، صرنا نعيش بمزاج تالف وخربان.

تنام وانت وطني مائة في المائة وتصحى فجأة وقدك خائن وعميل و\"مختزق\" مدري مرتزق !وحين تسأل عن السبب أو\"كيف لوما؟\" تكتشف ان ذلك حدث لأنك – فقط – قلت رأيا يخالف مزاج السلطة !

ترقد وأنت نصيرا جيدا للمعارضة ، وتصحى فجأة وقدك عنصر مندس على المعارضة!ياساتر يا الله \"كيف لوما\"؟

وحين تبحث عن السبب ، تكتشف أنك خرجت عن المألوف وقلت رأيا يخالف مزاج عددا من المُشعبين حق المعارضة!

وهؤلاء الاخيرين عادهم \"كضااااك\" ينسفوا كل مواقفك في تخزينة واحدة.

ترقد وأنت مصلي على النبي وقرأت الفاتحة والمعوذتين جيدا وتستيقظ فجأة- عادك تقول رضاك يا الله ارضى علينا وعلى والدينا - ماتدرى الا وقد \"صابحوك\" بتهم أقلها أنك منبطح لأمريكا وإنك \"ماسوني\" مدري \"سامسونج\"و..و...و..المهم يشعروك ان ماعد باقي بينك وبين الإسلام الا العيش والملح فقط .

وحين تسأل عن السبب و\"كيف لوما؟\" تكتشف أنك \"ودفت\" أصلا وقلت رأيا في جماعة من رجال الدين وعينك ماتشوف الا النور!المهم كل واحد يشتيك تقول اللي في رأسه والا أنت \"واحد حبه ناس\" مُش تمام .

الأفدح من ذلك كله أن تجد لصا يحدثك عن الولاء للوطن. أوعندما يختزلوا الوطن في مجموعة اشخاص وعشان \" يفقحوالك\" شوية من حقهم الوطنية الغزيرة عليك مثلا أن تخوض – بالوكالة- حرب حميد الأحمر ضد الرئيس- والا فإنك\" متعوم من أحمت علي\"! او عليك أن تخوض حرب الرئيس ضد حميد الاحمر والا أنك فأنك خائن للوطن!

يا الهي ماهذه البلاهة المتعاضمة .ماهذه الـ\"حنبة \"العويصة التي لاتورث غيرالسأم، ولابد أن أي صاحب رأي مستقل يدفع الان ثمن البقاء خارج أي مربع سخيف.

لن نخلص من هذا القرف، لقد لوثونا كثيرا وعشان نبني بلدا متعافي من التفاهات التي تقودنا على الدوام لنتصارع في وحل ، علينا نقول افكارنا كلها دون خشية من أحد ولكن مع ضرورة الإنتباه للتالي:

الرأي السياسي الذي لايعجبك ، قل أنه لم يعجبك ومافيش داعي تخونه وتلصق به تهم العمالة. *

*الرأي الديني الذي لايعجبك ،قل أنه لم يعجبك ومافيش داعي تكفره وتخرجه من دين الله.

*انه من الواجب علينا جميعا أن نقدم للناس خطابا معززا بقيم المحبة والجمال.. علينا أن نبتكر العبارات الأكثر جمالا ونبتعد قدر الإمكان عن صيغ التخوين والتقليل من شأن الاخر ايا كان طرحه..

*وعشان نتفق،علينا أولا أن نتعلم كيف نختلف بود ، ثم نعمر الأرض التي أورثنا الله.