معتقل في سجن عراقي يروي تفاصيل مروعة عن انتهاكات يندى لها جبين الانسانية
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 17 سنة و 3 أشهر و 12 يوماً
السبت 28 يوليو-تموز 2007 06:25 م

قال موقع الملف نت انه حصل على شهادة ضابط عراقي من الجيش السابق اعتقلته القوات الامريكية اولا قبل ان تسلمه لمغاوير الداخلية على اساس ان تطلق سراحه.. ليبدأ من لحظة التسليم ووضع كيس قمامة اسود على راسه رحلة العذاب الحقيقي في احد المعتقلات التي تبين فيما بعد انه معتقل الجادرية.

نص الشهادة الذي نملك نسخة منه بخط يد المعتقل، ننشره كاملا كما هو، ليفضح الممارسات والانتهاكات التي يندى لها جبين الانسانية التي كانت تجري في ذلك المعتقل الحكومي وتجري حاليا في معتقلات اخرى.. ما تزال مجهولة .

تاليا نص الشهادة مع ملاحظة اننا اخفينا التاريخ وبعض المعلومات التي قد تفضي للوصول الى صاحب الشهادة:

1- بتاريخ ../../2004 واثناء مراجعتي الى احد المطارات وذلك لغرض العودة الى الجيش العراقي وبعد اكمالي لمعاملة رجوعي الى الجيش واثناء خروجي من المطار وقع انفجار في منطقة العلاوي، فقامت القوات الامريكية المتواجدة في تلك المنطقة باعتقالي وارسالي الى معتقل في مطار بغداد، حيث بقيت في المعتقل لمدة ستة ايام بعد ان تم التحقيق معي من قبل لجان تحقيقية متعددة، وبعد ذلك تم احالتي الى سجن ابو غريب وبتاريخ ../../2004 ثم تحويلي لسجن بوكا وبقيت فيه من تاريخ ../../2004 لغاية ../../2004 حيث تم التحقيق معنا في المعتقل واود ان اذكر ان الضباط الذين خرجوا من المطار وعددهم 18 كلهم اعتقلوا معي ورافقوني خلال هذه الفترة كلها، وكان جميعهم من اهالي محافظة نينوى.

وفي ../../2004 تم اطلاق سراحي مع الضباط ال 18 وابلغتنا القوات الامريكية بانه سوف يتم تسليمنا الى القوات العراقية وسوف يقوموا بدورهم باخلاء سبيلكم وتم منحنا مبلغ وقدره 50 دولار امريكي.

2- بتاريخ .. /../2004 تم تسليمنا الى القوات العراقية في منطقة العلاوي (الكراج) صعدت في باص مع الضباط ال 18 وبحضور القوات الامريكية حيث تم التسليم، وقام رجال يرتدون زي مغاوير الداخلية بتقييدي ووضع كيس اسود في رأسي (كيس زبالة) على مرأى ومسمع القوات الامريكية، و تم اقتيادنا الى جهة مجهولة.

عند دخولنا الى مكان اجهله حيث بقى الكيس الاسود في رأسي من الساعة 8 صباحا لغاية الساعة 3 بعد منتصف الليل، وبعد ان قاموا بفك وثاقي وجدت نفسي في غرفة مظلمة، لا يوجد فيها شباك تهوية وباب حديد فيه فتحة صغيرة ويوجد فيها حوالي ال 27 معتقلا ونحن كان عددنا 18 ، وتمت اخافتهم ليفسحوا مجالا لنا ،علما ان مساحة الغرفة 3 x3 م ولم اجد أي سرير، ولا بطانية وكان الجو باردا جدا.

وعند دخولي الى الغرفة وجدت المعتقلين جالسين (متربعين) ووجوهم نحو الحائط.

وبعدها تم اقتيادي الى غرفة وانا موثوق اليدين وكان الكيس الاسود في رأسي فسألني احدهم ما اسمك؟ فقلت له اسمي (...) "وذكرت اسمي كاملا" فقام بركلي وضربي وسبني حيث قال (ابن الكلب انا قلت لك اعطني اسمك ام اسم ابوك) . ثم قال لهم ارجعوه الى الغرفة (المعتقل) ووجدت عن دخولي الى الغرفة في مكاني صمونة كانت يابسة وقطعة جبن (مثلثات)، وكانت هذه الوجبة الوحيدة التي يعطوها لنا في المعتقل. وعلى طول الايام التي بقيت فيها هناك.

اما فيما يتعلق بالتحقيق معنا فكان يتم ضربنا وتعذيبنا عن طريق استخدام قضيب حديدي اضافة الى اسلاك الكهرباء الغليظة يتم ضربنا بها واستخدام ( الدريل ) لثقب اجسادنا به. ولاحظت ان احد الاشخاص قد توفى امامي وكان اسمه (احمد مرعي كامل) ولم يقم احد بدفنه وبقي في التوقيف ميتا من صلاة الفجر ولحين صلاة المغرب. عندما دخل الى الغرفة اثنان من الجنسية السودانية احدهم كان اسمه (ادم) والاخر (عثمان) وقاما باخذ المتوفي (احمد) الى مكان نجهله.

وبعد مرور فترة تبين لنا ان هذين الشخصين (السوداني الجنسية) كانا معتقلين وان مهنتهم هي وضع المعتقل الذي يتوفى في التحقيق ، في كيس اسود ويتم القاءه في نهر دجلة كون الشط قريب منا بعد ان يتم تثبيته بـ "البلوك" حتى يغرق في اسفل النهر.

كان التركيز اثناء الحقيق كوننا كنا ضباط سابقين في الجيش العراقي عن: هل كنتم مشاركين في الحرب العراقية – الايرانية وما هو دوركم فيها؟ وما هو سبب عودتكم الى الجيش الجديد؟ ونحن نعتقد ان سبب عودتكم هو لغرض قلب او التآمر على النظام الديمقراطي الجديد وانكم قد شاركتم بعمليات ارهابية ضد الجيش الامريكي وقوات الامن العراقية ومشاركين بعمليات خطف وتسليب السيارات والشاحنات على الطريق السريع المؤدي الى محافظة الانبار؟.

وكانت نتيجة هذا التحقيق كله هو اصابتي بكدمات في القدم اليمنى حيث تم استخدام الدريل في تثقيب قدمي لكي اعترف واسقاط اسناني في الفك الاعلى . وقمت بعد خروجي من المعتقل باضافة طقم اسنان لفكي الاعلى. كما تعرضت لكسر ضلعين من الجانب الايسر علما ان الشخص الذي كان يحقق معي كان ايراني وعرفت ذلك كوني اجيد 7 لغات وهي انكليزي – الماني – فرنسي – عبري – كردي – تركي – فارسي) وكنت اعمل في الجيش في صنف الاستطلاع العميق وكان يجب علي الم باللغة الفارسية.

3- بتاريخ ../../2005 قامت القوات الامريكية بمداهمة المعتقل الذي كنت فيه ليلا، وسألونا من انتم؟ فاخبارناهم بقصتنا. وبعدها نقلوا المعتقلين الذين كانوا بصحة مزرية الى مستشفى ابن سبنا في المنطقة الخضراء وبقية المعتقلين الى دائرة الاصلاح العراقية / الرصافة 3 حيث بقيت في المستشفى مدة 15 يوما وبعد شفائي تم نقلي الى قسم الرصافة 3 مع بقية المعتقلين الذين تم اخراجنا من (معتقل الجادرية).

4-بتاريخ ../../2005 تقريبا قامت لجنة من وزارة حقوق الانسان بتفتيش دائرة الاصلاح العراقية، و قاموا بتصويري حيث كنت ممددا على السرير، وسألني احد اعضاء لجنة التفتيش عن سبب رقودي في السرير؟ فأجبته بانني تعرضت الى التعذيب بواسطة الدريل اثناء وجودي في معتقل الجادرية وقام بتدوين اسمي في سجل كان يحمله وسألني متى تم توقيفك؟ ومتى تم اخراجك؟ وهل تم ترحيلك الى محكمة او مقابلة قاضي؟ واجبته اني لم اواجه أي قاضي ولا محكمة علما اني لم اتعرض لاي تعذب اثناء وجودي في دائرة الإصلاح الرصافة 3 وبعد ان غادرت اللجنة التفتيشية دائرة الاصلاح تم نقلي من قسم الرصافة 3 الى قسم الرصافة 2 بدون ان اعرف السبب. وكان المشرفين على قسم الرصافة 2 يقومون باستخدام ضغوطات نفسية علينا منها عدم الاهتمام بقضايانا اوعدم ارسالنا الى المحاكم المختصة. وعندما كان الامريكان يحضرون الى المعتقل وكوني اجيد اللغة الانكليزية كنت اتكلم معهم، وكان هذا يثير غضب المشرفين المراقبين على المعتقل وبالاخص قسم الشؤون الامنية، ومن ضمنهم "محمد كشيش" معقب دعاوى المحكمة المركزية (الشيخ اسعد ابو زهراء) ضابط وجبة قسم الشؤون الامنية وكانا بالخصوص يقومون بايذائي وحدي شخصيا ، وكانا على على سبيل المثال يحاسبوني على ابسط شي اقوم به ، وعندما يحين موعد احالتي الى المحكمة كانا لا يقومون بارسالي اليها، وكانا يتحججان بكون الطريق مسدود، وان الوضع الامني لا يساعد على ذلك وتم تأجيل النظر في قضيتي امام المحكمة لاكثر من مرة.

5- بتاريخ ../../2005 تمت احالتي لاول مرة الى المحكمة الجنائية المركزية بتهمة تمويل الارهاب والقصد الجنائي حيث افرج عني قاضي محكمة الجنايات المركزية. وبعد إرجاعي الى دائرة الإصلاح لم يقم المشرفين على الدائرة باطلاق سراحي كون ان هناك تهمة اخرى موجهة لي هي تسليب الطرق الخارجية بقصد تمويل الارهاب. حيث كان يقوم محمد كشيش معقب دعاوى المحكمة بعرقلة موعد احالتي الى المحكمة فكان عندما يحين موعد احالتي الى المحكمة كان يقوم باخفاء كتاب الاحالة وعدم تسليمه الى المحكمة المركزية وبعد ان يقوم القاضي بالنظر بالدعاوي لا يتم استدعائي، بسبب تصرف محمد كشيش وكان يتملص كثيرا بحجج كثيرة، من اجل عدم احالتي وارسالي الى المحكمة.

وفي احدى المرات حضرت لجنة من وزارة حقوق الانسان للتفتيش قابلت السيد رائد العفوفي عضو اللجنة وعرضت عليه مظلمتي بعدم احالتي او ارسالي الى المحكمة الجنائية المركزية، اكد لي انه سوف يقوم بمتابعة قضيتي وتوالت اللجان التفتيشية علينا ولم نقوم بحل لقضيتي وقام المدعو محمد كشيش بطلب مبلغ من المال وقدره 450.000 اربعمائة وخمسون الف دينار عراقي عن طريق المحامي الذي كان يتابع قضيتي وذلك لغرض احالتي الى المحكمة المختصة.

6- بتاريخ ../../2006 تم ارسالي الى المحكمة المختصة من اجل النظر في التهمة الموجهة لي واصدر القاضي قرار بالافراج عني واطلاق سراحه فورا واغلاق الجعوى بحقي وبعد ارجاعي الى دائرة الاصلاح قسم الرصافة 2 تم تأخير لغاية ../../2007 بعد ان قمت بدفع مبلغ قدره 500.000 خمسمائة الف دينار عراقي من اجل اطلاق سراحي وتم بالفعل اطلاق سراحي بموجب كتاب دائرة الاصلاح العراقية / السجون العدد (..) بتاريخ ../../2007.

7- بتاريخ ../../2007 قمت بمراجعة دائرة المحاربين لغرض استلام منح الطواريء التي كانت تدفع للضباط ومراتب الجيش العراقي السابق، حيث لم استلم المنح لمدة سنتين ونصف، وقالوا لي بان الكتاب الذي صدر من دائرة الاصلاح العراقية الواردة ذكره اعلاه هو غير معمول به لدينا ولابد من جلب كتاب من وزارة حقوق الانسان يثبت انك معتقل ومسجل لديهم.

8- وبعد مراجعتي الى وزارة حقوق الانسان وبشكل متكرر علما انني من سكان محافظة نينوى، وكنت اعاني كثيرا من اجل الوصول الى مقر الوزارة ، فوجئت بعدم تسجيل اسمي لدى قسم السجون والمعتقلات رغم كثرة اللجان التفتيشية التي كانت تتوالى علينا اثناء وجودي في المعتقل.