قدرها مليار دولار..مصادر إعلامية مُطلّعة تتحدث عن منحة سعودية لليمن سيعلن عنها خلال أيام الجيش الأميركي يكشف عن طراز المقاتلات التي شاركت في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين يد البطش الحوثية تطال ملاك الكسارات الحجرية في هذه المحافظة افتتاح كلية التدريب التابعة لأكاديمية الشرطة في مأرب اول دولة توقف استيراد النفط الخام من إيران تقرير حقوقي يوثق تفجير مليشيا الحوثي لِ 884 منزلا لمدنيين في اليمن. منفذ الوديعة يعود لظاهرة التكدس .. وهيئة شؤون النقل البري تلزم شركات النقل الدولية بوقف رحلاتها إلى السعودية المبعوث الأممي يناقش في الرياض مع مسئولين سعوديين معالجة الأزمة الاقتصادية في اليمن وقضايا السلام أسباب وخفايا الصراع بين فرعي العائلة الملكية في قطر وقصة الجوهرة الماسية التي فجرت الخلافات توجه لإلغاء تقنية الفار من مباريات كرة القدم واستبدالها بـ(FVS).. ماهي؟
عشرة أيام هي حصيلة زيارتي مع أسرتي لمحافظة عدن . 10أيام تجولت في أحيائها ، وجالست مختلف شرائحها نتبادل أحاديث متنوعة ، مستمعا لهم أكثر من متحدث إليهم . ومن خلاصة ذلك الإنصات أيقنت تماما أن عدن تتعافى من اﻷوهام ، وأنها أخذت تنظر للغد بعين العقل والحكمة , لا كما كانت تراه سابقا بنظارة العاطفة والأحلام .
عدن تتعافى سياسيا من وهم الشعارات الحماسية العاطفية التي كانت تصم آذانها بالحرية والكرامة والمساواة . لقد تبين لعدن أن كل ذلك ( الزفيج ) كان لبعض ثوار الميادين وقيادات المنصات مجرد حبل للتسلق نحو التسلط والبسط ومزيدا من الثراء والسيادة لهم ، وليس من أجل الوطن المنهوب والمواطن المطحون . لقد فاق نهب المتشدقين باستعادة ثروة الجنوب كل نهب سبق ، وتجاوز فسادهم كل فساد حصل , وزاد في عهدهم طحن أبنائها كل طحن مضى . لم تشهد عدن فيما مضى تلك الهمجية في البسط والنهب واحتلال المؤسسات العامة والممتلكات الخاصة , ولا كل ذلك التنازع المليشي المسلح على مركز ونفوذ وبقعة .
عدن تتعافى شعبيا من وهم ( إمارات الخير ) , وأنها جاءت لتحقق لها الحرية والأمان والاستقرار والرقي . لقد تبين لعدن بكل وضوح أن تلك الدولة أكثر استعبادا لها من كل من كان يهمشها سابقا .. وأشد بطشا بأبنائها من كل من كان يقصيهم , وأعنف دموية ممن كان يجرحها بالأمس . لم تشهد عدن لأكثر من ثلاثة عقود مثل ذلك الحقد في الخطف والتغييب والقتل الممنهج الغامض . ولا تلك الدرجة في إهدار الكرامة الإنسانية , من خلال رؤية النساء والأطفال وكبار السن يفترشون الأرض أمام بوابات القيادات الأمنية والسياسية وأبطال التحالف , يستجدونهم في معرفة مصير أبنائهم الذين طالتهم يد الغدر والانتقام , فأودعتهم مصيرا مجهولا في غياهب السجون أو ظلمات حفر الثرى , ولا ذلك الكم من التدمير لبنيتها التحتية ومواردها , وما ميناء عدن إلا سطرا في ورقتها الخاصة . عدن تتعافى اجتماعيا من التعصب , فلم تعد تسمع ( الدحبشة والدحابشة ) كثيرا . فقد أيقنت عدن أن دحبشة الشمال كانت تتجه نحو الرزق وكسب العيش وملئ الجيوب , ويقابلها فائدة تشغيلية وتجارية وخدمية لغيرهم , بينما دحبشة أدعياء النضال الجنوبي تحت شعارات استعادة الحرية والكرامة والحقوق , تعني رقي حياتهم وحدهم ومكاسب شخصية لهم فقط , ويقابلها شق صف وطنهم , وتضييق حياة غيرهم , وملئ اللحود بمن عارضهم .
مازال أمام عدن الكثير لتتعافى تماما , ولكنها اليوم قد خطت أولى خطوات العافية من خلال الفهم السليم والرؤية السديدة . ومازالت كلمة الحاج مرشد ترن في أذني وهو يقول يا أبني شف بأهب لك كلمة خليها في بالك : " من 69و يد الخراب جنوبية " . فسألته والعقل أين ؟ . فأبتسم ابتسامة تهكمية حائرة !! تغني عن ألف جواب .