الشميري: اليمنيون يدفعون ثمن ثلث قرن من الديمقراطية الزائفة
بقلم/ رويدا السقاف
نشر منذ: 13 سنة و شهرين و 25 يوماً
السبت 01 أكتوبر-تشرين الأول 2011 09:26 م
 
 

يعد الدكتور السفير عبد الولي الشميري واحدا من القامات العالية في المجتمع اليمني ويعتبر من الأرقام الصعبة المهمة في التأثير على صناعة القرار في اليمن لأكثر من عقدين ليس من خلال مناصبه التي لم تكن أكثر من ضابط أو محافظ أو سفير لكن من خلال علاقاته العريقة والواسعة مع طبقات في الدولة وزمالاته الحميمة في الجيش والأمن والسياسة..

لقد بقي الرجل الأكثر قبولا واحتراما لدى الجماهير والمشايخ والاعيان رغم محاولات نظام الحكم تشويه سمعته واستهدافه خاصة بعد دعمه لتمرد محافظته تعز التي تعتبر أكبر محافظات اليمن سكانا وثقافة وتأثيرا سياسيا يتمتع بولاء أبناء المحافظة وحبهم وذلك لأنه يشارك أبناء محافظته في كل صغيرة وكبيرة من المهمات ولو اصطدم من أجلهم مع الرئيس وقادة الدولة لذلك ظل الرجل يتمتع بزعامة قومه ويلعب المعادلات الغامضة مع النظام والأحزاب بمهارة ونبوغ، لا أحد في اليمن يجهل هذا الرجل وهيمنة القيم والمواهب التي يمتلكها على الناس وفي كل انحاء اليمن له علاقات مختلفة الأسباب والمشارب وبالرغم من محاولاته المتكررة لترشيد مسار الدولة من داخل الحزب الحاكم الذي كان عضوا بارزا ومؤسسا فيه لكن كغيره اصطدم بعقليات جافة غير قابلة للتطور أو التحديث فترك الحزب وأعلن الانشغال بإبداعاته التي تميزه وبموسوعته أعلام اليمن ولقب بشاعر اليمن الكبير بعد رحيل الشاعر عبد الله البردوني ولهذا الرجل مؤلفات عديدة في السياسة والثقافة والشعر والنقد والتاريخ، طبع له أكثر من 14 كتابا وموسوعة تأريخية وهو عضو مشارك أو مؤسس لأكثر من عشرين مؤسسة ثقافية أو أدبية في الوطن العربي وخارجه، كان الدكتور الشميري قد تقلد عددا من المناصب العسكرية والمهمات القيادية والقتالية وكذلك الساسية والدبلوماسية كان آخرها سفير اليمن لدى مصر التي وصل إليها وكان معظم أسماء اليمنيين على قوائم التحريات في مطار القاهرة بتهمة الإرهاب بمن فيهم بعض أسرة النظام وكان اليمنيون يقفون طوابير في صالات المطار ثلاث وأربع ساعات انتظارا لتأشيرة الدخول وكانت العلاقة بين اليمن ومصر في أسوأ ما يكون ولكنه استطاع بلباقته وحلاوة تعابيره ووضوحه الذي لا يترك لبسا وببساطة الواثق تمكن من صناعة علاقات متميزة مع مصر الدولة ومع مصر الإنسان وتبوأ بعد ذلك اليمنيون في مصر كل حب واحترام، وقد أسس وترأس منتدى المثقف العربي في القاهرة وأصدر مجلته الشهرية وكذلك مجلة تواصل الفصلية وأكثر من خمسة مواقع انترنت ثقافية وأدبية وعقد آلاف الأمسيات والندوات في مختلف الجامعات المصرية ووقف على كل المنصات محاضرا وشاعرا وفي الوقت نفسه يرأس أكبر مؤسسة ثقافية في صنعاء مؤسسة الابداع للثقافة والآداب والفنون وكل شعراء قبيلته تتبع الشميري كانت علاقته متميزة مع الرئيس صالح وأخيه الراحل محمد عبد الله صالح واللواء علي محسن قائد الجيش المنشق عن النظام حاليا ولكنه كان قد لعب دور جهاز الإنذار الذي يؤكد نهاية صلاحيات النظام حيث كان نصح الرئيس بأولوية المسأله الجنوبية ودعاه للتعاطف مع أبناء الجنوب وحل المشاكل التي يتوجعون منها وفتح خط التلاقي مع زعماء الجنوب في القاهرة مثل الرئيس علي ناصر والرئيس العطاس والسيد عبد الرحمن الجفري وغيرهم وتبنى همومهم وقضاياهم لدى الرئيس لكن عناد الرئيس وإصراره لم يتقبل وبدأت الاتهامات المبطنة بأنه قد أصبح جنوبي الانحياز واهتزت الثقة والعلاقة بينهما وكذلك كان موقفه من المسألة الحوثية ووقف ضد الحرب وسافر الى ألمانيا للقاء يحيى بدر الدين الحوثي وأبرم معه اتفاقا للصلح لكن عناد الرئيس صالح أيضا رفضه واستمر في الحرب حتى هزم نفسه وجيشه وحين انطلقت الثورة التونسية فتح السفير الشميري النار على الأنظمة التي انتهت مدة صلاحيتها في مقابلات متلفزة عديدة صرح أن أربعة أنظمة عربية آيلة للسقوط خلال هذا العام وقال إن من بينها نظام اليمن وعلى الرئيس صالح أن يختار السقوط واقفا على قدميه أو على رأسه وهنا لم يتحمل الرئيس صالح هذا الهجوم الذي تكرر مرارا وطلب من سفيره مغادرة مصر بدافع الخوف عليه مدعيا أن لديه معلومات مؤكدة بوجود محاولة لاغتياله خلال ثورة مصر لكن السفير رفض وقال للرئيس لا خوف إلا عليك من الطوفان.

وفي نفس الشهر تعرض السفير لحادثة اغتيال في أسيوط نجا منها واتهم فورا صنعاء التي بادرت في نفس اليوم بتجنيد كافة وسائل إعلامها للتشويه ونسبت ذلك الحادث بشبهة نفتها النيابة المصرية وبرأت ساحة السفير اليمني بشهادة وقرار ولكن نظام صالح وخارجيته بدلا من أن تقف مع سفيرها أو الحياد طالبت نظيرتها بإثباتها مرارا وأضاف الإعلام التابع للنظام بعدائية شديدة عددا من التهم وذلك ما أكد أن نظام صنعاء وراء حادث محاولة الاغتيال في أسيوط ووراء صناعة الشائعة الإعلامية التي قيلت عنه بعلاقته بقطعة أثرية مزورة وتصاعدت التوترات والحملات الإعلامية بين نظام صالح والسفير الشميري حتى حدثت مجزرة المتظاهرين في صنعاء في جمعة الكرامة منتصف مارس الماضي وأعلن السفير الشميري تأييده ودعمه للثورة ودعا أكثر من 18سفارة لليمن في انحاء العالم للانضمام للثورة وتأييد مطالبها في نفس اليوم وقد توالت بعد ذلك التهم حيث أطلق النظام نيران التهم ضد السفير مرات عديدة خلال الثورة كانت التهمة الثانية أنه رجل قطر في اليمن وانه يقدم الدعم للجيش المنشق والقبائل ومرة بأنه أدخل الى مدينة تعز ستمائة سيارة من قطع الأسلحة لدعم مقاتلي انصار الثورة ومرة بأنه استولى على أرض باسم مشروع مدينة فردوس عدن ولكن مع ذلك فالسفير الشميري يجيب بالتحدي ويتنقل بين القاهرة ولندن لا تبدو عليه غير طباعه الهادئة يجلس على ضفاف النيل يعقد لقاءات مفتوحة وخاصة مع أبناء اليمن ومصر والعرب والعجم في مزرعته الخاصة وقصره الكبير فيها ويعقد الندوات الشعرية والتغزل بالثورات أكثر مما يتغزل بالجميلات وأعلن رفضه للعمل في السفارة حتى يرحل النظام مبررا رفضه بقوله: لا يشرفني أمثل نظاما يقتل شعبه.

وفيما يلي نص الحوار

> سعادة السفير.. اليمن اليوم إلى أين؟

- اليمن اليوم ثورة إلى النصر لقد استيقظ اليمنيون ليدفعوا ضريبة ثلث قرن من الزمن قضوها في وهم التقدم ولكن إلى الخلف تطبيلا لديمقراطية الكذب والتزوير استيقظ الشعب ولكن على كابوس مروع من الفساد والظلم والكواليس المظلمة استيقظ على صوت أجراس الربيع العربي فأفاق الشعب اليمني وناضل بوعي وقدم نهرا من الدماء وهاهو اليوم ينتزع حقه المغتصب ومجده التليد من خلال ثورة سلمية بأياد خالية من السلاح. رغم أن الشعب كله يمتلك أسلحة ويتقن العمل بها.

> سعادة السفير ألم تكن واحدا من أركان النظام الذي اليوم أصبحت من أبرز الثائرين عليه وحاربت معه كقائد في الشمال خلال حرب الريف إبان نهاية السبعينيات وبداية الثمانييات ثم حاربت معه كقائد في صيف 1994م وعملت في مواقع قيادية آخرها كمحافظ لمأرب ومندوب دائم في الجامعة العربية ثم سفيرا لدى مصر فما الذي أعجبك وما الذي أغضبك. ألا ترى أنك انقلبت على نظام كنت جزءا منه؟.

- لقد اختزلت في سؤال واحد سيرة حياة كاملة. سأحاول ضغط الإجابة.

لا أنكر أنني وغيري من رجال الثورة السلمية كنا جزءا من نظام صالح وشاركنا في بناء دولة كانت ضعيفة ومنهارة واستعدنا من خلال التحالف في بداية حكم صالح أمن الريف اليمني وكان مفقودا، خلال نهاية السبعينيات والسنوات الأولى من الثمانينيات في القرن الماضي، وكان شمال اليمن يومها منطقة (تماس وحدود) بين حلف الأطلسي وحلف وارسو وكان الاتحاد السوفيتي يعمل بكل امكانياته العظمى للسيطرة على شمال اليمن ومن ورائه أنظمة كانت تسمى اشتراكية ثورية تعمل من أجل أممية الثورة البلشفية بفكرها الماركسي وبقوة سلاح السوفييت وثروة العقيد القذافي ودعم لوجستي عبر البحر الأحمر من الرئيس الأثيوبي منجستو هيلا ماريام والمنظومة الشرقية حتى سيطرت تلك الحركة المسلحة على أهم مناطق الريف اليمني عدا القليل وكان منهجها دمويا بحتا وسلوكيات لادينية يجبرون الناس عليها حتى كانت أصوات الانفجارات من الألغام تهز المدن وعلى أبواب المساجد فجرا وانضمت معظم ألوية الجيش آنذاك الى ماكانت تسمي نفسها الجبهة الوطنية التي تناضل من أجل إسقاط نظام صالح وكان الجيش اليمني وقياداته لايزال مواليا للرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي الذي اغتيل غدرا في صنعاء قبل تولي صالح بسنة واحدة وقد قام في صنعاء انقلاب فاشل ضد نظام صالح بعد شهرين من توليه السلطة وكان من ضمن الإنقلابيين عبده الجندي زمار بقايا النظام اليوم، وأعقب ذلك حرب بين شطري اليمن انتصر نظام الحزب في الجنوب وتدخلت عدة دول لوقف الحرب كان أهمها الكويت بعد تلك الهزيمة قرر صالح أن يهرب من الهزيمة فيرتمي للاتحاد السوفيتي ويقدم البلاد هدية مقابل ضمان بقائه في السلطة هناك رفضنا بيع البلاد للسوفيت فدعانا الواجب للذود عن حياض الوطن والتحالف مع نظام صالح الضعيف خمس سنوات حتى اندحرت الجبهة وعاد الأمن لشمال اليمن وتعرضنا في ريفنا اليمني لأكثر من 12 مليون لغم فردي قدمها القذافي هدية لتلك الجبهة ولا تزال معظم الألغام في جبالنا ومزارعنا وضحاياها بالآلاف لم تكن تلك الحرب ومشاركتي فيها كما قلت قائدا من أجل سواد عيون صالح ولكن من أجل استعادة أمن اليمن والاستقرار السياسي ودحرا للفكر البلشفي السوفييتي.

أما التحالف مع صالح خلال حرب صيف 94 فكان الدافع الوحيد هو الخوف على الوحدة اليمنية وكان الجيش في الجنوب ولاؤه للوحدة وليس مخلصا لعلي البيض. وكانت مجموعة دول خليجية تبارك الانفصال ودعمته بالمليارات كانت ترى تلك الدول أن الرئيس علي صالح هو طبعة ثانية منقحة من صدام حسين فكرا وسلوكا خلال وبعد غزو الكويت وكانت دولة قطر هي الوحيدة التي تقف مع الوحدة ودعمت موقف صالح خليجيا واعتبرت أن الوحدة مكسب دائم للعرب وأن نظام صالح ليس مخلدا وبالمناسبة أتذكر في هذا الحال كلمة سمعتها من صالح بعد الحرب ونحن في عدن وهو يشتم دول الخليج ويقول لن نستطيع رد جميل قطر على موقفها المشرف مع الوحدة واستمر يتحدث بإطراء عن دور قطر ويذكر بقية دول الخليج بأقذع الألفاظ وفي مقدمتها السعودية والكويت وخاصة الشيخ زايد بالاسم. وكم هي المفارقات العجيبة والغريبة لقد دار الزمن دورته وسمع العالم الرئيس صالح وهو يلقي خطابا كاملا للتهجم على قطر ويجند كافة أبواق نظامه ضد قطر ويشتمونها (كذكرهم آبائهم أو أشد ذكرا) هل يستطيع أحد أن يشكك أو ينكر ذلك؟. لماذا؟ لأن قطر وقفت مع الثورات العربية من منطلقات فكرية وقناعات قومية ولذلك تخوفوا من قطر وبدأوا بالهجوم وكما يقال الهجوم خير وسيلة للدفاع.

أما عن إعلان انضمامي وتأييدي للثورة فقد جاء بعد أن يئسنا من عودة الوعي للرئيس صالح بعد أن حاولنا الترقيع والتوفيق من داخل النظام لتصحيح المسار ولكن كانت نفسية صالح قد تغيرت بعد نصر الله له في حرب 94 وتحول رجلا غير ماكنا نعرف لم يعد يسمع من أي كان ولا يقبل نصحا من أي كان وسيطرت على طبعه نزعة الكبرياء واستبد بأخلاقه الشعور بجنون العظمة واعتقد أن كل الناس يجب أن يستمعوا إليه في حق أو باطل على طريقة (ما أريكم إلا ما أرى) وعمد الى إقصاء قيادات جيل تأسيس الدولة وأصحاب الحل والعقد واهل الاختصاص واستبدلهم بشلة من الجيل الثالث من الورثة الذين لا يدرون شيئا عن اليمن وتاريخ الدولة ولا بيئته ولا تركيبته ولا يملكون رأيا سليما ولا يمتلكون أدنى قواعد بيانات عن إدارة الدولة وأنس بقرب شلة يصفقون ويتغزلون به في وجهه ويتبادلون الطرائف والمضحكات والسخريات بعد خروجهم من مجلسه ويعملون بلؤم ضد جيل التأسيس للدولة وضد أهل الحل والعقد والأسوأ من ذلك إدارة صالح للدولة أصبحت باتصالات هاتفية من أقصاها إلى أدناها من قسم الشرطة إلى رئاسة الوزراء والبرلمان وكذلك العلاقات الدولية والأقبح من ذلك أنه أصبح يدير الدولة واليمن الموحد بشكل عملي من خلال أفراد عائلته والمقربين منهم نعم حاولنا ترشيد المسار ونصحنا سرا وجهرا لكن لا أذن يسمع بها ولا عين يرى بها إلا من خلال مجموعة طبالي مجلس القات ومتزلفين لغرض الفتات حتى أدركه الغرق كما أدرك غيره وبنفس الأسباب التي أطاحت بصدام حسين وحسني مبارك والقذافي وبن علي فكلهم ضحايا بسبب الأقارب.

> خلال حرب الريف هل كنت يمينيا غربيا ومن كان يقدم الدعم لنظام صالح؟.

- لا لم أكن كذلك ما كنت إلا مسلما حنيفا أما الدعم الذي كان يتلقاه صالح طبعا فمن المعسكر الغربي بلا شك وكانت المملكة العربية السعودية والأردن وأمريكا من أبرز الداعمين بكل ما يحتاج خلال حرب الريف.

> سعادة السفير هل ترى الثورة السلمية للشباب ستنتصر بالرغم من العقبات وطول الوقت والوضع اليمني المعقد؟.

- أنا مؤرخ ولي من حركة التاريخ ودورة الزمان عبر وعظات أجيبك نعم ستنتصر ثورة الشباب السلمية وسيغرب حكم الرئيس صالح حتما ولو دامت لغيره ما وصلت إليه. وما تشهده الساحة اليوم من تموج وتصد لطائرات صالح وصواريخه ودباباته بأجساد الشباب لتجعلها من أعظم الثورات الناجحة.

> لماذا هذا الجزم واليقين والساحة مليئة بالتقلبات والتناقضات والمجتمع الدولي ودول الخليج لا ترحب بالثورة في اليمن؟

- يقيني أن السماء قد رحبت بنهاية حكم الرئيس صالح ومتى أذن الله فمن تكون دول الخليج أو المجتمع الدولي والتغيير سنة كونية وحكمة ربانية والدوام في الحكم بحسب صلاحية الحاكم للرعية وليس للآخرين فليس حكم الرئيس صالح أقوى من حكم بن علي ولا حكم مبارك ولا القذافي فدولته هشة جدا بل إن سلطان دولته قد انسحب بشكل عملي من معظم مناطق اليمن من قبل قيام ثورة الشباب. وكانت سياسة الرئيس صالح الهوجائية من وراء انكماش الدولة وقتل هيبتها أما حظ سياسة صالح من قواعد السياسة فرق تسد فقط وهو ما يسمونها في الغرب الرقص على رؤوس الثعابين ولا يعرف غيرها حتى أصبح الشعب بعدده الـ25 مليونا كلهم في نظره ثعابين، ولا يرى فن السياسة إلا الضرب والحرب ظنا منه أن هيبة الدولة تفرض بالقوة ولم تسمح له مداركه الفكرية وثقافته المحدودة بأن الدولة أصلا هيبة في النفوس وليس سوطا على الأجساد فمتى دخلت الدولة في حروب مع شعبها تكون قد كسرت حاجز الخوف وأذهبت رهبة الدولة من صدور الناس كما ارتكب صالح في حروبه الست مع الحوثيين نفس الأسلوب الأهوج حتى انتصر الحوثيون عليه وتحدوه واستقلوا بمنطقتهم وأصبح يستجدي مصلحين ووسطاء لقد نظر بقصور إلى تلك الحرب وظنها غنيمة كبرى من المملكة العربية السعودية الجار المباشر للحوثيين وحاول الزج بها في الحرب من خلال تشجيع الحوثيين بالتعدي على حدودها وأخطأ خطأ فادحا أضر بالدولة وكسر سلطانها مقابل حرصه الدائم على الحصول على غنيمة من المال بعد أن كان صالح يطلق على أموال السعودية الأموال الدنسة خلال صيف 94 وعندما كانت تصرف للقبائل واليوم عندما أصبحت تصب لخزائنه طهرت.

كم خسر المواطنون في الحركة الحوثية من أرواح ودماء وأموال؟ وكم بلغت خسائر الجيش الفادحة في الأرواح والعتاد والأموال وماذا حقق من تلك الحرب الخاسرة سوى اضعاف الدولة وخسارة هيبتها وشرعيتها؟

أتذكر أنني قمت بوساطة تطوعية خلال حرب صعدة الثالثة لغرض انهاء الحرب والتقيت بالأخ يحيى بدر الدين الحوثي في فرانكفورت بالمانيا وتحاورت معه بجدية وكان الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رحمه الله في القاهرة قد استحسن الفكرة وقد توصلت مع الحوثيين لاتفاق ما كان يحلم به الرئيس صالح وقد وقعت الاتفاق مع يحيى الحوثي كان الشيخ عبد الله الأحمر في القاهرة ينتظرني بعد اطلاعه على الاتفاق الموقع انبهر بذلك الانجاز.

وقال لقد وفقت وطلب الي ألا أبيت في القاهرة وأن أغادر فورا الى صنعاء بأحسن هدية للرئيس ذلك الاتفاق فوصلت من المطار الى منزل الرئيس وقد أطلعت الرئيس وماكاد يصدق وطلب الي التحدث مع السيد يحيى الحوثي من هاتفي أمامه ليتأكد أنه فعلا من وقع وتم ذلك فتهلل وجه الرئيس وطلب ان نلتقي صباحا وعدت اليه حسب الوعد وقد كانت اللجنة الأمنية مجتمعة مع الرئيس في انتظاري وما إن وصلت طلب أن أسمعهم وأقرأعليهم وبعد ان استمعوا كان معظم أعضاء اللجنة يباركونها عدا عضو واحد رد قائلا الحوثيون جاهزون للاستسلام بدون شروط ولا اتفاقات لأن معنوياتهم في حالة الصفر والحصار الذي فرضناه انهكهم اتركونا نستمر في المواجهة أسبوعا إنهم جاهزون يسلمون أنفسهم وما قام به الدكتور عبد الولي من لقاء مع الحوثيين دون استئذان مخالفة كبرى.

ولكن ربما الحوثيون طلبوا منه هذه الوساطة لإنقاذ ماء الوجه والتسليم بموجب وساطة وفي وجه لجنة وهنا ضرب الرئيس بتلك الاتفاقية عرض الحائط رغم ارتياح اكثر من ثمانية من اللجنة الأمنية وقال يا عبد الولي اتصل بيحيى بدر الدين وقل له عليه أن يوصل يسلم نفسه ويسلم أخاه عبد الملك وعبد الله الرزامي وأباه بدر الدين الحوثي الى السجن في صنعاء أولا فانصرفنا وتتالت الحروب حربا بعد حرب حتى انتصر الحوثيون ودخلت المملكة العربية السعودية على الخط وبعد حرب طاحنة عاد الرئيس يطلب ويستجدي وساطة قطر لوقف اطلاق النار واليوم الحوثيون يحكمون محافظتي صعدة والجوف الشريط الملاصق للمملكة بمرأى ومسمع وهذه قصة واحدة من عشرات القصص التي دشنتها سياسة صالح.

وكذلك الحال عن سياسته إزاء الحراك الجنوبي وبداية مطالبهم كانت بسيطة جدا إزاحة مسؤول ظالم مثلا لكن الرئيس قابل طلبهم بالرفض المطلق وزاد من نفوذ ذلك المسؤول وعززه بالعشرات من أمثاله وتصاعد الضيق بالناس فانفجرت في دمائهم نخوة الثورة وانطلق الحراك الجنوبي وتحول إلى رفض لدولة صالح ومن يؤيد صالح فواجههم بالبطش والقوة والقمع والسجون وسلط نباحي وسائل الإعلام ضد القادة في الداخل والخارج واستطاع بأسلوبه الأرعن أن يهدي الجنوب إلى من كان قد تحرر من هيمنتهم واليوم لا وجود لصالح ولا لنظام دولته في الجنوب إلا في شكل ثكنات عسكرية فقط إما لتقصف بيوت الأهالي أو يقصفونها.

والدليل على ذلك استقلال محافظة المهرة وتعيين قيادة لإدارتها من انصار الثورة وأما حضرموت فكاملها تحت سيطرة قوات الثورة وكذلك شبوة وأما أبين وما أدراك ما أبين فالقوة التي طرد منها تنظيم القاعدة هي الوية عسكرية من أنصار الثورة والمحافظة اليوم تحت سيطرت الجيش الثوري ولا أحدثك عن محافظتي تعز المدينة المثقفة ذات الطابع المدني التي تقصف اليوم بالدبابات والمدافع والطائرات منازل الأهالي فهل بعد هذا شك في أن السيد صالح يستطيع البقاء في الحكم؟ أما أن تخضع له اليمن من جديد فقط المسألة مسألة وقت لا أكثر وحتى الدول التي لا تضغط على رحيله لو فكرت من منطلق المصالح فلا مصلحة من الابقاء على صالح لا أظن هناك مصلحة لأي دولة خليجية وخاصة خادم الحرمين الشريفين الذي قال إن سفك دماء المواطنين في سوريا لا يرضي الله ولا رسوله ولا نظن أن جلالته يرى أن سفك دماء اليمنيين على يد قوات صالح يرضي الله ورسوله فلا يشرف المملكة التي تتمتع بحب اليمنيين جميعا أن تقف مع سفاح لدماء الشعب أصبحت معركته اليوم ضد العاصمة صنعاء وضد المدينة الحالمة تعز المسالمة يدمرها بصواريخ جو ارض أو أرض أرض. تلك أسلحة الشعب وكم أشعر بالحزن أن فصيلا من جيش البلاد أصبح يطلق عليه الحرس العائلي وهم من فلذات أكبادنا ولا أظنهم يقبلون على أنفسهم بهذا الهوان.

> ماذا لو صبرتم على صالح بقية فترته حتى 2013 ويرحل؟.

- ماذا سيقدم خلال هذه الفترة إذا كنا صبرنا 33 سنة ولم يحقق سوى التقدم في الفوضى والثأرات وانتشار السلاح والقات والفساد فلا أدري أي منجزات أخرى سيدشنها بعد ذلك اللهم الا الحرب الأهلية فقط.

> هل كل حكم صالح سيئ لا شيء فيه يسر؟.

- بلا كانت له في الفترة ما قبل الدخول في حروبه داحس والغبراء خلال القرن الماضي ايجابيات وكان لنا تطلعات حقيقية نحو المستقبل ولكن الذي أفسده نصر 94 وانهيار الحزب الاشتراكي النقيض وبلوغ الأولاد سن البلوغ واصطفاء شلة من النفعيين الذين لا يتقنون غير مهنة المجاذيب تطبيلا وزمرا. والتقلب على الوعود ونقض العهود. وانفرادية حادة في ادارة الدولة بالتليفون. وتسليم مقدرات الدولة للمفسدين.

> ألا تخشى من الردود الجارحة لك ردا على جرأتك هذه؟.

- ماذا أبقوا للود حتى نبقي لهم في طوياتنا فقد كالوا أكثر مما وزنا وكذبوا ودلسوا وشنوا حملات التشهير والتزوير والتهم الزويرية في كل اتجاه واحمد الله أن الجماهير يعرفون جيدا ضلوع هذا النظام في التزوير للحقائق وخصومه دائما الشرفاء. وأجيب دائما بالتحدي أن يثبتوا واحدة مما يدعون. أما نحن فلدينا لو شئنا لكشفنا عنهم العورات من كثرة العثرات ولدينا وثائق أهم من وثائق (ويكليكس).

> ماذا ترد عندما يرشقونك بالتهم؟

- أرد شعرا فأقول

إن عضني كلب فلست أعضه والسب لست أرده بسباب

> كان وكيل وزارة الإعلام قد اتهمك بعدة تهم منها أنك رجل قطر في اليمن وانك تدفع منها أموالا لمزيد من انقسام الجيش وأنك أدخلت الى تعز ستين سيارة محملة بالأسلحة من قبيلتك أو من مخازنك الخاصة. وتكوين كتائب مسلحة لمهاجمة المعسكرات الى غير ذلك؟

- موضوع التهمة بقطر قد أجبت عليه فورا على الهواء بأنني أتمنى أن تستجيب قطر بعد سماع تلك التهمة وتجعلها حقيقة وأتمنى لو قطر وغير قطر من دول الخليج أو العرب تمد يدها لدعم الثورة اليمنية بما يكفيها لكانت قد انتصرت مبكرا ولأصبح الشعب اليمني ممتنا لكل من ساعده وعمل على اختصار طريقه نحو النصر وأنا منذ أعلنت انضمامي للثورة ودعمي لها فلم أعد جزءا من النظام بل يعني أنني أعمل على اسقاطه علنا وأنا واحد من ملايين اليمنيين الذين يهتفون صباح مساء الشعب يريد اسقاط النظام. فأي دور يمكنني أقدمه لنصر الثورة فهو قربة لله وخدمة لليمن وأعتبره فخرا وذخرا أما هجوم الرئيس صالح ورجال حزبه ووسائل اعلامه المستمر على قطر فربما يأتي من باب رد الجميل لدولة قطر الشقيقة التي وقفت مع صالح على مدى خمس عشرة سنة منذ يوم اجمعت الدنيا ضده سنة 94 ووعد برد الجميل اليها فهو يفهم أن السباب والشتائم جميل لمن صنع له معروفا وقد رد للكويت جميلها التي دعمته ونصرته واوقفت الحرب التي هزم فيها عقب توليه الحكم واحتضنت الكويت قضية الوحدة اليمنية منذ السبعينيات وبنت الجامعات والمدارس والمستشفيات والمساجد والكليات فرد اليها الجميل بتأييده ودعمه لصدام حسين لغزو الكويت. وأعتقد أن قطر دعمت ثورة ليبيا صراحة لم يثنها القذافي ولا شتائمه ولا المتحالفين معه وكذلك كان موقف قطر في دعم الثورة المصرية على نقيض الموقف الخليجي وحتى انتصرت الثورة وما نراه من دعم اعلامي في سوريا لا يحتاج الى تعليق لكن ثورة اليمن أولى أن تدعمها دول الخليج جميعا وأدعوها لذلك فالأقربون أولى بالمعروف وفي مقدمة من ندعو المملكة العربية السعودية والكويت وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة انطلاقا من قناعة المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله نحو الرئيس صالح.

> كيف واجهت عملية محاولة اغتيالك في اسيوط ورشقك بتهمة الآثار هل تأثرت نفسيا؟.

- لقد تلقيت تلك التهم والمحاولة الفاشلة كرد على دعوتي للرئيس صالح بسرعة التحرك نحو الاصلاح وإلا الطوفان قادم وجاهرت عبر القنوات الفضائية بأن النظام في اليمن واحد من 4 أنظمة آيلة للسقوط وخاطبت الرئيس صالح عبر التلفاز بأنك تحسن انتاج وصناعة الأعداء وقلت له عليك أن تختار إما السقوط واقفا أو على رأسك وهنا جن جنون الرجل ومع ذلك طلب مني في أول أيام الثورة في اليمن قبل ان أعلن تأييدي للثورة أن أهدئ طلاب اليمن في مصر والنزول الى الجامعات وحلول مشاكلهم وذهبت بروح الموظف الأمين ولم يخطر في بالي أن مؤامرة تنتظرني على مدخل المدينة وبعد الحادث بساعات وقبل أن يعلم الحادث في القاهرة بدأت صحف ومواقع الكترونية في صنعاء تابعة للنظام تشن حملة التشويه والتزوير كتبرير للجريمة التي كانوا قد رتبوا لاقترافها مستغلين الانفلات الأمني يومذاك في مصر ولكن الله قد رد كيدهم في نحورهم لم تصبني الطلقات والحمد لله القي القبض على معظم أفراد العصابة وهم الآن يحاكمون في السجن وفضحت مؤامرتهم وردا على شبهات وسائل الدجل التابعة للنظام في صنعاء كتبت النيابة العامة المصرية شهادة بأن السفير اليمني مجني عليه وليس متهما بشيء واعتبرت تلك صفعة في وجوههم من أنزه قضاء عربي وبدلا من أن بلدي ودولتي تتشرف بهذه البراءة فإذا بهم يردون خطيا على الحكومة المصرية ومن أبواقهم هذه بآراء مرفوضة وهنا أدرك الجميع والسلطات المصرية حقيقة المؤامرة والمضحك أن مبلغ 28 ألفا كانت بحوزتنا لغرض تغطية الرحلة فهو مبلغ صغير وفجأة وسائل إعلام صالح تقول ثلاثة ملايين جنيه مصري ثم بعد أيام ثلاثة مليون دولار ثم بعد أيام عبر تلفازهم في صنعاء أصبحت ثلاثمائة وخمسين مليونا وعجبت أي سيارة يمكنها أن تسع هذه المبالغ وعلى كل حال رب ضارة نافعة أسعدني أبناء مصر والقضاء المصري واصبح الشعب اليمني ينتقم كل ساعة من الحاقدين. وتذكرت قول أحد الحكماء إذا رشقت بالحجارة من خلفك فاعلم أنك في المقدمة.

< يشاع أنك تقف وراء كثيرين من قيادات الجيش المنشق في اليمن ما علاقتك بهم وسر ارتباطهم بك؟.

- ضباط الجيش وقياداته أصدقائي وزملائي سواء كانوا مؤيدين للثورة أو باقين مع بقايا النظام وتربطني بهم زمالة وصداقة ومواقف مشتركة وكذلك الحال مع رجال اليمن وشرائحه المختلفة.

> ما سر القصف والتعدي بالسلاح الثقيل على مدينة تعز دون غيرها من المدن هل انتقاما منك لأنها مدينتك وبلدتك أم لأنها أكثر تمردا على النظام؟.

- لا شك أن تعز هي أكبر محافظات اليمن سكانا، فيها أكثر من سكان ست محافظات شرقية وهي مدينة ثقافية مسالمة ومجتمعها متحضر ولكن لأنها قدمت جميلا للرئيس صالح كلما رشح نفسه يلجأ اليها بسبب كثافتها ووقفت معه يوم صعد للحكم والرئيس دائما يعد برد الجميل لمحافظة تعز وربما يأتي هذا القصف والدمارلأحياء المدينة والقتل ردا لجميل هذه المحافظة بطريقة الرئيس صالح في رد الجميل لمن لهم عليه فضل. كما صنع مع الكويت ومع قطر.

>هل سيحكم اليمن بعد صالح مجموعة أصدقائك الضباط المنشقين وبالأخص علي محسن بدلا عن صالح. أم أولاد الشيخ عبد الله الأحمر أم ماذا؟.

- هذه يدي عن الضباط المنشقين وعن علي محسن صالح وعن أولاد الأحمر ألا يحكموا اليمن ولا يرثوا صالح والذي سيحكم هم جيل الثورة من شباب اليمن من خلال صناديق الاقتراع. وهذه الشبهة هي فزاعة بقايا النظام للأغبياء وللدليس فقط.

> طيب الرئيس أليس من حقه أن ينزل الانتخابات للمرة السادسة؟.

- مضحك جدا لماذا تقولين المرة السادسة قد أصبح توجه صالح وطباليه أن العداد مرفوض وقد وعدوا بقلعه لاتوجد مرات سادسة ولا سابعة. هو متمسك بالانتخابات لأنه عادة يرشح نفسه وينزل قبله البنك المركزي ووزارة الخدمة المدنية بوظائفها ووزارة المالية بميزانيات وموارد الدولة والترقيات والدرجات والتعيينات والقنوات التلفزيونية الرسمية والصحف والمجلات الحكومية وقوات الأمن والجيش وحشد الموظفين خوفا وطمعا وأصحاب الخصومات المستقويين بالدولة والخائفين من خصومهم في الدولة ومن هنا يردد صالح بيني وبينكم صناديق الاقتراع فلو حاز افتراضيا على 97% من الناخبين سيكون جمهوره الحقيقي الشخصي المجرد عن مقدرات الدولة بين1 : 2 بالكثير والمنافس الذي سينال 3% يعتبر هو الناجح قبله تلك هي الديموقراطية التي يتباكون عليها الكاذبة الخاطئة لذلك لا نتخابات قبل نقل السلطة ونقل مقدرات الدولة من يده. وبنفس هذا الوسائل يحشد جمهوره يوم الجمعة في ساحة السبعين فهل هذه ديموقراطية. أو جمهور حقيقي من أجل سواد عيونه.

> الحوثيون وخلافهم الحاد مع اللواء علي محسن هذا ما يجعل عوائق تؤخر الثوار عن النصر مارؤيتكم لهذا الخلاف وهل حاولتم التدخل لحل الخلاف؟

- سؤالك وجيه وهذا صحيح وهذا الخلاف من أهم أسبابه سياسة الرئيس صالح التي تقوم على مبدأ فرق تسد وزج باللواء علي محسن كعادته طول عمر النظام لقيادة الجيش الذي يواجه الحوثيين ليعمق العداء وهذا الانعكاس الحاد على علاقة الطرفين اثر فعلا على جهود الطرفين لنصر الثورة.

كان الحوثيون فيما سمعت يطالبون باعتذار اللواء علي محسن عن قيادة تلك المعارك التي وجهها صالح ضدهم مقابل تطبيع العلاقة بينهما، وهذه في نظري شجاعة سياسية أخرى تضاف لشجاعتهم العسكرية، ويقيني أن اللواء علي محسن هو الآخر يمتلك من الشجاعة ما يجعله لا يتردد في ذلك من أجل تطبيع العلاقة أيضا والتآزر معا والاصطفاف بقلب واحد مع الثورة أما خلافات الحوثيين مع بعض الأحزاب السياسية ومنها الإصلاح مثلا فمعظمها كما أظن صراعات نفوذ وتنافس على مصالح وأفكار وهذا طبيعي يحدث لكن ما لا ينبغي أن ينشغل الطرفان ببعضهم في هذه الظروف ويخذلوا الثورة وهذا مالا أرجوه.

نقلا عن جريدة الراية القطرية