اتحاد الشرطة الرياضي ينظم ماراثون اختراق الضاحية في اربعينية الفقيد العقيد بدر صالح الجيش الوطني ينجح في كسر هجوم حوثي عنيف جنوب اليمن الموظفون النازحون يتظاهرون غداً الخميس بالعاصمة عدن للمطالبة بصرف مرتبات 7 أشهر متأخرة ماذا قال الرئيس السوري أحمد الشرع عن زيارته إلى تركيا ولقاء أردوغان؟ من الصين إلى البرازيل.. رفض دولي واسع لمشروع ترامب احتلال قطاع غزة وتهجير سكانها والأمم المتحدة تقول أنها متفاجئة أميركا تسعى لاحتلال قطاع غزة وحماس تصف ترامب بـ ''تاجر العقارات'' مستجدات قضية الشيخ المغدور به صادق ابو شعر.. قبائل إب تدعو إلى اجتماع عاجل يوم الجمعة السعودية تنفذ حكم الإعدام بحق شخصين ادينا بـ ''خيانة الوطن'' صحفي اقتصادي يكشف ''جذر المشكلة'' في أزمة أسعار الصرف باليمن ويستشهد بسوريا بعد الأسد كيف تعافت عملتها سريعًا؟ ترامب يكذب علنًا بحق السعودية والأخيرة ترد ببيان رسمي قوي وصارم
مأرب برس - خاص
الصحافة باتت هي المهنة الأخطر في بلادنا ، لا سيما تلك التي تسير عكس التيار ،وبالأدق تلك التي تريد أن تتبنى هموم الناس وقضاياهم بعيداً عن التطبيل والتزمير باسم "الزعيم" و " أصحاب الجلالة " ، فأنت كصحفي إما مسجون أو مهدد أو مطارد من المحكمة وفي غالب الأحيان مُختطف على ذمة مقال نُشر _بالكاد_ في طيات صحيفة معارضة تتعثر اسبوعاً وتنهض في الآخر. صحيح انك تسعد باستقبال مقال منشور في الصباح وتتباهى به أمام زملائك وتنتظر المديح منهم على عباراته القوية ولغته الرصينة ، لكنك مع ذلك تنتظر مستقبل مجهول على أيدي مجهولة تقتادك إلى مكانٍ مجهول !
هكذا هي الصحافة في بلد تتشدق حكومته بالديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الصحافة والتعبير ، لكنها في المقابل_ غير المُعلن_ ترفع شعار ( قل ما تشاء وسنفعل بك ما نشاء) ومن ذا الذي كتب مقالاً لاذعاً للسلطة ولم يتلقَ اتصالاً هاتفياً ينبؤه بالتهديد والوعيد وسوء المنقلب في الأهل والمال. هذه المفارقات العجيبة فرقت جمع الصحفيين وشتت شملهم وألقت ببعضهم في أحضان العهر والخنا وجنّدت آخرين كعاملي مباخر كريهة الرائحة يجولون بها في أسواق كاسدة وينتهي بهم الحال وبما يكتبونه إلى براميل القمامة بعد أن لُفت فيها بقايا فضلات لأكلة جشعين . وصنفٌ آخر بدأ يطفو إلى السطح مؤخراً لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، يحاول التقمص بثوب المستقل لكنه مع الوقت يبدو منحازاً _خجلاً_ إلى فئة أو أخرى بحجة المحافظة على هذه الإستقلالية غير واضحة المعالم فتراه متخبطاً لا يدري أي الضررين أولى بالدفع فيستقر على الرأي الأرجح بالنسبة له وهو ( أن جلب المصالح أولى من دفع الأضرار) وسرعان ما تتقاذفه الأرصفة فيصبح مجرد كائن حي (غير أليف ) هدفه البحث عن أسباب المعيشة بغض الطرف عن مصدرها وصلاحيتها .
نَسِيَت هذه المجاميع أو –تناست- أن الصحافة الحرة والنزيهة يجب أن تنحاز بالمطلق إلى الوطن ومصالح الشعوب وأن تجعل من نفسها _وهي كذلك_ الرقيب على الجميع دون تفريق بين فلان وعلّان أو مراعاة لشعور هذا أو ذاك لان الحقيقة يجب أن تقال وإلا لماذا نطلق على الصحافة السلطة الرابعة ؟ صحيح قد يتذرع البعض بأن ضغوطاً تُمارس عليه من جهة أو أخرى ، لكن ذلك ليس مبرراً كافياً له على الإطلاق أن يقتات على حساب المبادئ الأساسية لهذه المهنة المضنية ، لأن الصحفي يتحتم عليه أن يكون كما قال المناضل الأرجنتيني المعروف تشي جيفارا : " إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة تُوجّه إلى مظلوم في هذه الدنيا، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني " ، وكذلك هو الصحفي الذي لا تحده حدود ولا يتلذذ بطعم الحياة مالم يصبح كل الناس همه وديدنه وكل تحركاته ، ما لم فسنصبح عبارة عن " بائعي كلام " في عالم ملئ بضجيج الرصاص والبارود لا يعرف طريقاً إلى العقلانية والحوار !