في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة فيتو روسي صادم في الأمم المتحدة يشعل غضب الغرب الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين المحكمة الجزائية في عدن تصدر حكمها النهائي في المتهمين بتفجارات القائد جواس شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً وزارة الرياضة التابعة للحوثيين تهدد الأندية.. واتهامات بالتنسيق لتجميد الكرة اليمنية أحمد عايض: ناطقا رسميا باسم مؤتمر مأرب الجامع تفاصيل لقاء وزير الداخلية بالقائم بأعمال السفارة الأمريكية في اليمن
ما إن ظهرت مكونات الحراك الجنوبي حتى بدأ التنافس المحموم بين تلك المكونات للبحث عن (الممثل الشرعي) أو من يكتسب الشرعية لتمثيل الحراك الجنوبي الذي بدأ بجمعيات المتقاعدين ومن ثم مجلس تنسيق الفعاليات السياسية والمدنية ومن ثم هيئات النضال السلمي, وبعد أن زاد التخبط في البحث عن الاسم المناسب لهيئة أو تنظيم يحمل مشروع الحراك الجنوبي واختلاف الرؤى حول الهدف الذي أراده البعض مبهما والبعض الآخر طالب بإعلانه بوضوح، ونحن نرى أن الفريق الأخير يمثله الجناح الذي تزعمه حسن باعوم عندما قام بتشكيل المجلس الوطني في أول إعلانه بتاريخ 30/11/2008م, ليقوم بعدها النوبة بتشكيل الهيئة الوطنية للاستقلال، وفي حين أصر البعض على التمسك بهيئات النضال السلمي مكتفين بإضافة شعار "نجاح" إلى ذلك ليميزهم كهيئة من الهيئات التي تعددت مسمياتها منذ ظهور الهيئات ومكوناتها رغم اعتراضهم واستنكارهم لتشكيل باعوم المجلس الوطني ودعوته العلنية إلى مايسميه بـ"التحرير إذ رؤوا بذلك مجازفة وإحراقا للمراحل, وهم أنفسهم من تبنوا الخطاب نفسه بعد أن تجاوز باعوم المراحل المحروقة كما كانوا يرونها.
من هنا ظهرت المتناقضات والاختلاف في الرؤى إن لم يكن السباق المحموم حول الزعامة للكسب أكثر والإطاحة بالآخر، ما يعد تكرارا لتجارب الماضي خصوصا الصراع بين القومية والتحرير.
وفي محاولة منهم لتجاوز الاختلاف إن لم يكن الخلاف سعت المكونات المختلفة في مارس 2008م, لاحتواء الأزمة في دعوتها إلى الحوار لتوحيد مكونات الحراك الجنوبي وهي المجلس الوطني بزعامة باعوم وهيئة نجاح بزعامة الشنفرة والهيئة الوطنية للاستقلال بزعامة النوبة واتحاد شباب الجنوب الذي يترأسه المعتقل فادي باعوم وهيئة الدكتور صالح يحيى التي شكلت "كلحقة" لكونها هيئة محدودة جدا، وكما يحلوا للبعض تسميتها بـ"الهيئة الرابع مكرر", لتستضيفها المكونات البارزة في الحوار، غير أنهم وكما دخلوا الحوار خرجوا منه، بتوافق جزئي سرعان ما تلاشىء بعد لقاء زنجبار والعودة إلى نقطة البداية.
الجبهة الوطنية المتحدة
قبل لقاء زنجبار تم تشكيل الجبهة الوطنية المتحدة باستثناء هيئة "نجاح" التي يعدها البعض رديفا للحزب الاشتراكي اليمني, حيث أصرت على الدمج بدلا من الاتحاد وهو مار فضته المكونات الأخرى باعتبار أي دمج أوإذابة للمكونات هو (تكرار أحمق للدمج القسري بين القومية والتحرير في الستينات) حسب تعبير القيادي البارز في الحراك الجنوبي أمين صالح.
وبعدها كان البيض قد كلف الشيخ طارق الفضلي بجمع المكونات واستئناف الحوار للوصول للتوحيد, وكما قام به وسعى اليه الشيخ الفضلي بتاريخ 9/5/2009م, حيث تم فيه إعلان ماسمي بمجلس قيادة الثورة المؤقت، كخطوة أولى، تتلوها خطوة ثانيه تعمل من خلالها على دراسة التنسيق بين المكونات للاتفاق على رؤية موحدة وميثاق شرف, لكن وبعجالة من هيئة نجاح سارعت بعد ذلك للإعلان عنها باسم مجلس قيادة الثورة المؤقت لإلغاء كل المكونات ودمجها في مكون واحد أسمه مجلس قيادة الثورة وهو ما رفضته المكونات الأخرى ووافقت عليه هيئة الدكتور صالح يحيى التي ليس لها وجود يذكر في الواقع، بينما يسعى صاحبها للاعتراف به للدخول في حوار, إضافة إلى مغادرة بعض قيادات المجلس الوطني إلى مجلس قيادة الثورة ليعلن خلالها المجلس الوطني أنهم لا يمثلون المجلس الوطني أكثر مما يمثلون أنفسهم.
علي سالم البيض اكتفى بالاعتراف بمجلس قيادة الثورة وتزكيته ووصفه بالحامل الشرعي للحراك الجنوبي وبالمقابل يعترف مجلس قيادة الثورة بالبيض بالرئيس الشرعي, وهو المجلس الذي تكون من هيئة "نجاح" و بعدها من مجلس الثورة إلى "حسم" ومن حسم إلى مجلس الحراك السلمي.
وبقيت حضرموت وشبوة والمهرة وأجزاء كبيرة من أبين ولحج والضالع وعدن بعيدة من شرعية البيض وشرعية مجلسه الحالي (مجلس الحراك السلمي), وتبقى الثلاثة المكونات الرئيسية في الداخل المجلس الوطني والهيئة الوطنية واتحاد شباب الجنوب, لم تدخل في جنة البيض لأنها لم تصلي بمسجد (مكونه الشرعي) الذي يتزعمه الشنفرى وينازعه شلال والخبجي.
البيض يشعل الصراع بين قوى الحراك بظهوره
ظهر جلياً على السطح الصراع المحموم الذي أبرزه البيض بعد ظهوره بين المجلس الوطني واتحاد شباب الجنوب والهيئة الوطنية للاستقلال كجناح جبهوي بزعامة باعوم والنوبة وفادي باعوم وبين نجاح سابقاً ومجلس الثورة فيما بعد, وحسم قبل أن يتحول إلى مجلس الحراك الذي يدعمه علي سالم البيض.
في 13أكتوبر 2009م, نظم المجلس الوطني وحلفائه فعاليه للحراك إحياء للذكرى الثانية لشهداء منصة الحبيلين،بلحج وهي الفعالية التي قاطعها أنصار البيض في مجلس الثورة حينها وحرضوا الجماهير على عدم المشاركة فيها باعتبارها انقلابا على ثورة 14 أكتوبر بينما يرى منظموها إنها لا علاقة بذلك وإنها تمجيدا للنضال السلمي لمايسمونها بالثورة السلمية الجديدة, وقد تمت بنجاح غير متوقع حيث دعا منظموها أنصارهم للمشاركة في اليوم الثاني مع الطرف الآخر بذكرى ثورة 14أكتوبر, متجاوزين التحريض الذي نالهم من خصومهم.
وفي 30 نوفمبر 2009م, دعا جناح البيض للزحف إلى عدن دون دراسة أو ترتيب، لدواعي ما سيترتب بعد الدعوة, بينما رفض أنصار باعوم وحلفائهم الدعوة إلى عدن، معتبرين الوضع في عدن غير مهيأ لإقامة الفعالية وما ستخلفه من ضحايا وجرحى ومعتقلين وفشل يضعف من معنوية الجماهير, ليكتفي جناح البيض في الدعوة فقط ويتخلى بعدها عن دواعي ما خلفته من قتلى وجرحى ومعتقلين، وفشل في إقامة الفعالية حيث اكتظت السجون بآلاف المعتقلين الذين لم يقدم لهم قيادات الحراك ما يحتاجونه من غذاء أو حتى فريق من المحاميين للدفاع عنهم, وخاصة بعد أن تحول بعض المحاميين إلى قيادة للحراك يباشرون التصريحات من أعالي الجبال كان بإمكانهم الالتزام بوظائفهم ليقدموا شيء بدلا من لا شيء.
التيار الذي يصفه قواعد الحراك بالمتخبط عن طريق الفوضى وخلط الأوراق للحصول على (الشرعية) في تمثيل الحراك لم يستقر عند مسمى واحد كبقية المكونات، ربما لأنه لا يمتلك رؤية واضحة يلتزم للعمل بها, وكلما لبس ثوب لفترة شعر أنه قد تعرى أمام المرحلة الأخرى سعى لخلعه والتنكر له، ينتقد المناصرون للحراك هذا التيار لأنه من وجهة نظرهم يسعى لاحتواء الآخرين منتهجا نفس سياسة الجبهة القومية مع التحرير، ربما لأن أكثر عناصره من نفس التيار الممتد من الجبهة القومية.
ويلاحظ أن هذا التيار يرى نفسه و لا شريك له في الثورة لا من قريب ولا من بعيد، وزعيمه البيض الذي لا سواه يخرجهم من الظلمات إلى النور.
ويتواجد هذا التيار بقوة في الضالع وردفان ويافع ولودر، واستطاع أن يتحول إلى ظرف بريدي يتبادل فيه خصوم الأمس رسائلهم الاستعراضية، ففي 27 فبراير 2010م وجه البيض رسالته عبر هذا التيار برفع الرايات الخضراء وكأنه أراد أن يوجه رسالة لخصومه من معارضة الخارج (علي ناصر والعطاس ومحمد علي احمد) مفادها (أنا صاحب القرار في الداخل وأمتلك الشرعية في التمثيل في الخارج) , وفي 27 ابريل 2010م تبنى محمد علي احمد فعالية ابريل الماضي في لودر ردا لرسالة البيض وبالتيار نفسه, الذي بدا وكأنه لا يهمه سوى من يدفع أكثر, ويتعرض كثير من رموز التيار لهجوم مستمر من رفاقهم في الحراك لأنهم لم يعلنوا فك الارتباط بحزبهم الاشتراكي المنضوي في اللقاء المشترك والذي جعلهم يظهرون كالإخطبوط حين يمد ذراعيه للكل مع الكل وضد الكل.
لتبقى شبوة وحضرموت والمهرة لتواجه مصيرها لوحدها تحت لواء المجلس الوطني الذي يتزعمه باعوم واتحاد شباب الجنوب الذين بلغ عدد معتقليهم أضعاف عدد معتقلي لحج والضالع وعدن وأبين، ولم يلتفت لهم احد.
وبهذا استطاعت قيادات الخارج المتسلقة على جهد الآخرين بالثورة الجديدة من فصل حراك الضالع ولحج وأبين عن حراك حضرموت وشبوة والمهرة عن طريق الحلفاء السابقين لتدر لهم المال بينما حضرموت وشبوة والمهرة برزت فيها وجوه جديدة لم تعرفها قيادات الخارج, حيث كان قد برز عكوش في المهرة إلا إنه لم يلبث طويلا بسبب مضايقات تلك القيادات، ونزق الثوار الجدد الذين لم يخوضوا تجارب سابقة أكثر من تقليد لأدوار أسلافهم, وهو ما لم يعجب عكوش الذي قرر أن يعود إلى عشه في صنعاء من جديد، بل وشن هجوماً إعلاميا عنيفاً على رفقائه بالأمس وزملائه في الحراك الذين وصفهم مؤخراً بالفوضويين والعملاء للخارج. وفق مانقلته صحيفة سبتمبر بعددها الخميس الماضي.
رغم كل هذا وذاك تجد الجماهير في الشارع الجنوبي مرتصة صفاً واحد رامية بكل ما يدور من مماحكات بين القيادات إلى عرض الحائط, وعندما توجه السؤال إلى احدهم مع أي تيار أنت يجيبك ببساطة أنا مع الجنوب وشعب الجنوب، ولا يهمني زيد أو عمر لا يهمني البيض أو علي ناصر. بل قد يواصل الكثير منهم بالقول :"وما يهمني سوى كيف أحرر بلدي فقط, وبعدها لكل حدث حديث"، وفق آمال إندفاعهم، الذي يثير الدهشة والاستغراب والتساؤل عن كيف استطاع الجمهور الذي يحمل قليلا من الفكر التحرر عن الأنا والذات والترفع عن الصغائر, وكيف بالذين يضعون أنفسهم في واجهة الإعلام ليظهروا كقادة وممثلين وهم لم يرتقوا بعد إلى مستوى المسئولية ليترفعوا عن الصغائر وحب الذات ليتعظوا من ماضيهم وماضي أسلافهم, ويتقون الله بحق تضحيات هذه الجماهير التي خرجت لتقتل وهي تهتف أملاً بعودة آمالهم بجنوب ثائر متحرر- كمايرددونه في شعاراتهم المستمرة، لتطالبهم بالعودة قبل أن يخرجوا من صمتهم المطبق منذ هزيمتهم وحتى انفجرت براكين الغضب الساخط في الشارع الجنوبي ليلتحقوا بركب الموجه فارضين قراراتهم التي مازالت قيمة لم تنجب بعد.
وقد صدق الشاعر العربي امرؤ القيس حينما أخبروه أن والده قد قتل مطالبين إياه بالثورة له والانتصار لدمه ليرد عليهم ببرود المنتشي المنكسر: "لقد ضيعني صغيرا وحملني ثأره كبيرا ..اليوم خمرُ وغداً أمراً"
وما كان لجمهور الحراك الجنوبي إلا أن يقولوا لؤلئك القادمين من خلف سراديب الإحلام السحيقة والهزائم المتتالية- مثل ما قاله امرؤ القيس:
لقد ضيعونا صغاراً وحملونا ثأرهم كباراً.. اليوم حراك وغداً عراك