لحظة حرب
بقلم/ رغوب الجبري
نشر منذ: 8 سنوات و شهر و 8 أيام
الأحد 09 أكتوبر-تشرين الأول 2016 07:29 م
كأننا نتصفح أيامنا كأوراق كتاب قديم على رف الحياة المتمردة في أراضينا اليمنية .. كتاب طالما اجتهد الماضون بترتيب صفحاته .. ايام قضوها بين حر الصيف وبرد الشتاء كي يتقنوا اخراجه للعالم ..
هاهو يا نسل قحطان كتابكم اليوم تُنتزع اوراقه دون رحمة .. ضجيج الانتزاع آلمنا حد الموت .. الأبرياء و الشرفاء والخائنين والقتلة .. جميعهم يرحلون تحت مسمى الحرب .. تبا للحرب وسياسة الساسة الممثلين على خشبة مسرح الموت .. فأصبح الوطن ليل حزين وأنين طفل فارق روح أبيه دون وداع .. وأصوات أمّ ثكلى تختنق عبراتها ليل صباح .. وامرأة على حافة الألم تواري دمعها حزنا وألما لخوف خالج روحها منذ دق جرس الحرب .. أطفال شوارع يرتدون لحاف الموت لينظروا نظرة حب قتلتها لحظة حرب ..
ارواح ترفع للسماء مودعة ايانا دونما وداع لا نعرف يا وطن ذهبت هذه الارواح الى السماء لترفع خبر الارض واحزانها ؟؟ أَم أنها ملت الظلم والقهر وأبت الا عدل السماء ؟؟ يا أرض تُبَّع .. اليوم صنعاء تحكي لوحة حزن لم يتقن فهمها شرفاء او قتلة ..
تبتسم ابتسامة سوداء لتخفي خلفها حزن تحكيه على لسان طفل ذو الشهرين يصرخ دونما توقف .. عجبا للكتاب والمؤلف والأرض والإنسان والطفل والدمية جميعنا بصمت داكن لا تستقر جفوننا ببعضها كي نرسم الأحلام .. ولا تهدأ قلوبنا كي ننشد انشودة السلام .. من رحل منا وآواه التراب حزناه كثيرا ومن بات معنا هجرناه دونما كلمة .. وحين يسرقه الوداع نصحوا مذعورين نندد ثم بعدها نترقب القادم من يكون ..
تدور الأيام أيها المتلاعبون بدماء أحفاد اليمنيين .. يأتي عدل السماء ولو بعد حين .. أيُّها الشرفاء ، والقتلة ، والسياسيون ، والعلماء ، أيها المفكرون والمتمردون والأدباء .. أيها الشعب والأمة والعدل والظلم والموت والحرب والسلم والشدة والرخاء .. أيها المادحون الأرض انها صنعاء .. لا السلم فاق ولا الحرب ثارت لحد جنون السلم ضدها ولا الليل طال حد الصباح المشرق ولا الصباح أتقن كسر الظلام ..
رحماك يا الله هنا الأرض والإنسان والخوف والرجاء والأمان .. هنا يا الله عزاؤنا لا ينتهي وأمانينا في سراب ... عزاؤنا لنا ومنا والينا ولا حرف يفي او صوت يسمع او قلب يدرك ...