بعد انتهاء الحرب السادسة مطلع 2010، إثر إعلان الحوثيين حينها قبولهم بشروط الدولة الستة، التي في مقدمتها نزع السلاح الثقيل، والانسحاب من المديريات التي دخلوها بقوة السلاح في صعدة وعمران، اتصلت بأحد أعضاء لجنة "نزع السلاح" الثقيل التي شكلت من عسكريين وشيوخ قبائل
حينها، وشخصيات أخرى.
سألته: هل فعلاً يتم "نزع سلاح" الحوثي؟
ضحك، وقال: أعطيك مثالاً على "نزع السلاح"...
تقوم اللجنة بنزع الألغام بمساعدة الحوثيين، ثم يأخذ الحوثيون اللغم إلى مخازن أسلحتهم.
أضاف محدثي: نقول لهم: ما هكذا الاتفاق!
يقولون: نحن نزعنا اللغم، وهذا هو المهم.
إذا قبل الحوثيون بـ"نزع السلاح" هذه المرة، فسوف يكون على طريقة "نزع اللغم" في 2010.
هل تعرفون لماذا؟
لأن الحوثيين مهما خدعتنا مظاهرهم، وتظاهراتهم، ليست لهم شعبية في أوساط اليمنيين، ولو كانت لهم تلك الشعبية لعولوا عليها، ولشكلوا حزباً سياسياً يفوز بأغلبية الأصوات.
معظم ما ترونه من جمهور في المناسبات التي يشاركون فيها، هو للمؤتمر الشعبي العام، وليس لهم.
ليس لهم جمهور في تعز – على سبيل المثال – ولكن المؤتمر الشعبي العام، هو الذي وفر الحاضنة الشعبية.
ولأن الحوثيين ليست لهم شعبية، أو جمهور توصلهم أصوات ناخبيه إلى السلطة، فإن الطريقة الوحيدة التي يصلون بها إلى السلطة في اليمن هي السلاح.
ولذا لن يسلموه بالتفاوض، لأنهم من غير السلاح بلا وزن شعبي، ولا ثقل سياسي.
هذه هي الحقيقة الخالية من استعارات الساسة، وزخارف مائدة المحادثات