بايدن يتخذ قراراً "مفاجئاً" لأول مرة قد يشعل الأوضاع في أوكرانيا و"يغضب" بوتين الاعلان عن هلاك قيادي بحزب الله تولى التخطيط والقيادة والسيطرة لعدد من معارك الحوثيين صحة مأرب تدشن حملة توعوية لطلاب المدارس حول وباء الكوليرا مصادر مأرب برس :المليشيا تخنق التجار بجبايات جديدة بالضالع خبير عسكري أردني:التصعيد قادم في اليمن وأمريكا قررت اتباع استراتيجية الاغتيالات التي تمس قيادات الحوثيين رئيس مجلس القيادة يطلع على خطة استئناف جلسات مجلس النواب عصابة نسائية متخصصة في الإبتزاز والنصب تقع في قبضة الأجهزة الأمنية بنوك صنعاء على حافة الكارثة.. اندلاع مواجهات مسلحة ومحاولة لاقتحام احد البنوك بالقوة تحليل غربي يطالب السعودية التوقف عن استرضاء الحوثيين.. ويتسائل هل هزيمة الحوثيين هدف استراتيجي لترامب؟ إنفجار غامض يؤدي بحياة سوق الزنداني بمحافظة تعز ... وتضارب في أسباب الوفاه
مبررات التفريط بالسيادة الوطنية في عهد نظام الرئيس صالح لن تختلف عنها في عهد من سيخلفه، بل إن هذا الأمر بات شرطا أمريكا لا جدال فيه، لمن يريد أن يصل إلى الحكم، مع أن نظام صالح لم يكن يتحدث عن مبررات، بل كان يكذب، وإنكار الصلة بالخطأ أهون من الإقرار به مع تبرير ارتكابه، لأن الحالة الأولى تعني الاعتراف بأنه خطأ، بينما تعني الحالة الثانية الإصرار على الأمـر النقيـض.
الفرق الآخر أن "صالح" صار عميلا أو نصف عميل أو أقل من ذلك بعد زمن من حكمه، ولم تأت به العمالة إلى الكرسي، كما هو حال من يريدون أن يحكموا اليوم. يُمرر هذا الأمر على الشعب تحت ضغط وضع معيشي صعب، ومخاوف من تفتت البلد واندلاع حروب أهلية وغيرها مما يروج له من يوجبون التعامل مع أمريكا كشر لا بد منه.. السيادة مقابل الغذاء.. هذا ما يبدو أننا سنخرج به من ثورة استمرت لأكثر من عام.
في اليمن أمريكا فقط تريد. تريد إسقاط النظام أو إبقاءه، وحين تسقطه لن يخلفه إلا من تريد، ولديها في الداخل من يتولى أمر الإقناع بأن إرادة أمريكا من إرادة الشعب، أو العكس. الشعب اليمني يريد إسقاط النظام على الطريقة الأمريكية، وعلى الطريقة ذاتها يريد أن يأتي بنظام آخر.. وعليها يحيى وعليها يموت. هكذا تبدو أمور الثورة في اليمن اليوم.
أمريكا التي قررت مصير الصحافي اليمني المتخصص في شئون القاعدة عبد الإله حيدر شائع وأدخلته السجن، بل وحالت دون الإفراج عنه رغم أن قرار الإفراج جاء من صاحب أعلى منصب في البلد، هي ذاتها التي تقرر مصير الرئيس علي عبد الله صالح وتخرجه من الحكم، ومن اليمن أيضا، وقد تحول دون رجـوعه إليه، وهي ذاتها التي تقرر مصير هذا البلد، من أقصاه إلى أدنـاه، من المهرة إلـى صعـدة.
ما يجري ليس تعاونا مشتركا أو تحالفا بين بلدين صديقين، كما يحاول الترويج له من يقدمون أنفسهم كعملاء جدد، لتكون عمالتهم مبررة، وشرعية، وأيضا على الطريقة الإسلامية، طريقة السيد محمد قحطان، والآخر عبد الرحمن بافضل. ما يجري أسوأ من الاحتلال بكثير، لأن على الشعب التأقلم معه على هذا الأساس، وعلى هذا الأساس يخرج الشعب من الارتهان القديم ليدخل في آخر أشد وطأة وأضل سبيلا.
إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد حلفاء، بل تريد عبيدا.. هذا كلام الرئيس الروسي السابق فلادمير بوتين، وليس كلامي، لكني أتفق مع بوتين تماما في هذا، وإن كنت أعلم أن كثيرا من قادة الإخوان المسلمين في اليمن سيختلفون معه ومعي فيه.. فلماذا يجب على الشعب اليمني المكافح أن يكون عبدا للعبيد، ومتى كانت لقمة العيش، بالنسبة له، أهم من استقلاله عن التبعية للخارج، وهل ثار ليتحرر أم ليصبح عبدا لعبد ؟.. بالفعل، لسنا تونس ولا مصر ولا ليبيا ولا سوريا، ولا حتى الصومال.
مرة أخرى.. السفير الأمريكي بصنعاء، الذي قرر مصير المواطن اليمني الصحافي عبد الإله حيدر شائع، بمقدوره أن يقرر مصير أي مواطن يمني آخر، بالسجن أو بغيره، بل حتى بالتصفية الجسدية، ولن يستطيع أحد أن يوقفه عند حده أو يقول له أنت تتدخل فيما لا يعنيك.. على العكس، صرنا نحن نتدخل فيما لا يعنيننا حينما نوجه للسفير الأمريكي مثل هذا الكلام.
أيها الناس.. اعلموا أن ما تم في اليمن بعد عام من الثورة هو أن هذا البلد سُلَّـم لمن سلموه لآخرين، وأنَّ استعادته يعني القيام بثورة على من سلموه، وبأخرى على من استلموه.
*القدس العربي