فَهَاتِي يَا بْنَتِي قلمًا ودَفْتَر!!!
بقلم/ فؤاد سيف الشرعبي
نشر منذ: 11 سنة و 3 أشهر و 17 يوماً
الثلاثاء 30 يوليو-تموز 2013 10:57 م
رماني بلبلٌ في الـدوحِ أشْقـَرْ
بنغمٍ رقرقٍ عـذْبٍ وسُكَّرْ
يبثُّ لـواعِـجـِـــي فـَأتِيهُ وَجْدًا
مع الإصباحِ إذ مـا الفــجر أسفرْ
فـــمـــا لــصـبـابـتـي ثارت وإني
لأكرهُ صوت دندنة ومـنـكرْ
عُـذوبـةُ نـِغْمِهِ سلبتْ فؤادي
بــشـــهـــرِ الصومِ يحْدو ما تيسر
فـَــهـَيَّـجَنِي إلى نظْمِ القوافي
فـَـهَــاتِي يَا بْنـَتِي قلمًا ودَفـْـتـَر
***
إلى رمضانَ كـمْ شـوقٍ شجاني
ومـالـي لا أتوق إلى الجنانِ
فـَـبَــلَّـغـَـنِي الكريمُ رحابَ صومٍ
أُدَاوِي الجـرحَ أنْفُضُ ما دهاني
وأتلو مـن كتابِ الله وِرْدًا
أزكِّـي النفسَ بالــســبعِ المَثاني
فللقرانِ فـي رمضانَ نـَفـْحٌ
له في القلبِ ما يَجْـلُو إِرْتِهَانِي
وَدَمْـعُ العينِ حَرَّى حينَ أتْلُو
لها صِـدْقٌ بـِمَدْلُولِ المعاني
***
أنا من غاصَ في لُجَجِ المعاصي
وعشتُ الـدهرَ للرحمنِ عاصي
أتـوبُ قـُبَيْلَ غـَرْغـَرَةٍ وَقـَبْضٍ
وأَسَبَقُ يومَ يُـــؤْخـَــذُ بالنواصي
ألُوذُ بمنْ تعالى فـي عـُـلاهُ
أتـُوقُ لِعِتـْقـِهِ أرْجُـو خلاصي
فـيـــا ربَّاهُ في رمضانَ زِدْنِي
عطايا لا تـَراني الـدهرَ عاصي
فاني قـد نزلتُ عليكَ ضَيْفًا
ومـن ضَيَّفْتَ فازَ بلا انتقاص
***
ولما قِيلَ شهرُ الصـومِ أسْفـَرْ
وَدَوَّتْ مِـنْ شِفـَانـَا : اللهُ أكبرْ
وَلـَجْـتُ الشهرَ مُنـْكَسِرًا أنـَاجـِي
وجـِــئْـتُ أشُدُّ في رمضانَ مِـــئْـزَرْ
ذنـوبي لا تـُطاقُ وَلِي رجـاءٌ
بـعـفـوِ اللهِ يغفرُ مـا تـَكَدَّرْ
أتيتُ ومــصحفي يَرْتـَادُ نـَهْــجـِي
وسـجـادٌ ومِــئْــذنــةٌ ومِـــنْـبَـْر
أهَنـِّئُ كلَّ من عـــشقَ المـعـــالي
فـَقـَـامَ اللـــيـلَ تـَرْوِيحًا وَأَوْتـَـرْ
***
فـَيَا ضَيْفـًـا يَحِـلُّ ولا يُـوَفـَّى
ويـــا رمـــضانَ فَيكَ بَسَطـْـــتُ كَفـَّا
أحبكَ حَـبَّ تـَــوْقِـيـــرٍ وَإِنـِّي
رَشَـــفْتُ الحُبَّ مـــن شَفـَتَيْكَ رَشْفًا
بك النفحاتُ ما أحـــلـى العطايا
أرَىَ كَـرَمَا أرَى عَـــفـْوًا وَلُـطـْفـَا
أُلاقي فــيــك مـن رحماتِ ربي
عـــطـــايا ما أستطعتُ لهنَّ وَصْـفـَا
أُحِبُّكَ شَافِعًا لِـــتـَـقِـرَّ عَـيـنـي
إذا قـالـوا : فـُـؤادً قـَدْ تـَوَفـَى
***
وَمالِي لا أهِيمُ الدَّهْـرُ مَالَي
وَفَـــيـــكَ لـَقِيتُ مِنْ كَرَمِ النـَّوَالِ
وألْـــقـَـى رحـــمــةً وأنالُ غـُفـْرًا
وَعِتْقـًا مِنْ لـَظـَى , ألْـقَى مَنـَالِي
قـيـامُ اللـــيـــلِ فيكَ لـَـهُ مَذاقٌ
لـه عَـبَــقٌ إذا حَـسُــنَ إمْتـِثـَالِي
وللـــقـرآنِ تـَــرْوِيـــحـًا إذا مــا
أنـَاجـِـي اللهَ فـــي غَسَقِ الليالِي
فـــمـــنْ مثلي إذا ما عِشْتُ أصْبُوا
إلـى رضوانِ ربي ذي الجلالِ
***
أنـَــاجـِـي اللهَ أدعو فــي اعتكافي
أبُـــثُّ لخالقي مـا ليس خافي
أبــيـتُ بـِمَــسْجـِدٍ , فـَتَهـِيمُ نفسي
إلـى ربي مُكُوثَي وانْصِرَافِي
خـــضـــوعـًا للـــذي خـَلق البرايا
بـِــإِخْــبَـاتٍ وخَوْفٍ و ارْتـِجَافِ
وفِي العَشْرِ الأواخِرِ مَا أُحَــيْـــلا
بـِلـَيْلـَةِ قـَـدْرِهَا القـُــرْآنُ شَافِي
أزَكِّـي النـَّفـْسَ بالصدقات فيها
و أمْنَحُ مَضْجَعِي رُوحَ التـَجَافِي