لأول مرة… الأردن وسوريا والعراق وتركيا في اجتماع عاجل يناقش التعاون الأمني في عمان
نصائح لا غنى عنها للأم المرضعة خلال رمضان.. الإفطار واجب بهذه الحالة
وزارة الإعلام السورية تحدد للمرة الأولى دولة تقف وراء أحداث الساحل الدامية
الكشف عن تفاصيل نجاح جديد للمقاتلة التركية قزل إلما في اختبارات الطيران
الكشف عن ضبط كميات من الأسلحة والذخيرة بأوكار فلول النظام السابق في اللاذقية
على ناصر محمد: نؤيد مشاركة الحوثيين والانتقالي في الحكم باليمن
حبس طبيب كويتي 5 سنوات وتغريمه اكثر من ثلاثة مليون دولار
القضاء البريطاني يرفض طلبا من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بشأن نهائي دوري الأبطال 2022
تمديد إيقاف حارس ميلوول إلى ست مباريات بعد إصابة ماتيتا المروعة
حيث الأنسان يصل صعيد شبوة ويرسم ملحمة إنسانية ينتشل مهندسا أقعده المرض الى مهندس يدير مشروعا هندسيا ناجحا
جامعة صنعاء أكبر وأهم الجامعات اليمنية ، وبقدر حجمها تنعكس معاناتها على طلابها ، طلاب جامعة صنعاء مظلومون ، طلاب جامعة صنعاء يفتقدون إلى أبسط مقومات العملية التعليمية ، في جامعة صنعاء يدفع الطلاب ثمن الفساد الإداري والأكاديمي والصراع السياسي ومشكلات أخرى.
أعبر عن تضامني مع طلابي في جامعة صنعاء لأني أعلم أنهم في كل مرة وبعد إنتهاء كل صراع بين الإدارة وأعضاء هيئة التدريس أو الموظفين يدفعون ثمن ذلك الصراع من خلال تحصيلهم العلمي ، ويمكن الإشارة إلى بعض مشكلات طلاب جامعة صنعاء كما يلي:
1- تبعات الإضرابات :لقد أعلنت نقابة أعضاء هيئة التدريس إضراباً مفتوحاً عام2010م والذي إستمر لمدة تقارب نصف فصل دراسي ، وبعد أن توافقت الإدارة والنقابة على معالجة ذلك الخلاف بعدد من البنود منها الأكاديمي ومنها المالي ومنها المتعلق بتعويض الطلاب بقدر الفترة التي توقفت فيها الدراسة ، من المؤسف أن الإتفاق بمجمله لم ينفذ باستثناء توزيع حوالي(500)حاسوب وتلك للأسف كانت ثمن تعطيل الجامعة لحوالي نصف فصل دراسي؟؟؟كما لم يعوض الطلاب بشكل كامل لفترة الإضراب ، وأعلنت الإختبارات في أغلب الكليات قبل انتهاء الفترة التعويضية ، وبالتالي دفع الطلاب ثمن ذلك الإضراب .
2- تعاني الجامعة من تسيب أكاديمي بلا حدود ، فبينما كان من النادر جداً خلال العقود الماضية أن يتغيب عضو هيئة التدريس ، نجد غياب أعضاء هيئة التدريس اليوم ظاهرة تزداد حدتها يوم عن آخر نتيجة التساهل من قبل عمادات الكليات وإدارة الجامعة حيث لايوجد من يحاسبهم لأنهم كما يقال قامات أكاديمية لايجب محاسبتهم!!! لذا تجد مثلاً بعض أعضاء هيئة التدريس دوامهم الإسبوعي يوم واحد فإذا تغيب يومان كأنه تغيب نصف شهر ونصف شهر يعني أكثر من (100) ألف ريال تهدر من المال العام ومع ذلك يصل إليه راتبه دون أن يمس!!!بل الأدهى والأمر أن بعض أعضاء هيئة التدريس منقطعين لأشهر ويتم تكليف معيدين بتدريس موادهم (ولا من شاف ولا من دري كما يقول المثل المصري)ويذهب هؤلاء لتسلم رواتبهم من بنك التسليف التعاوني من المحافظات التي يقيمون فيها ، وإن كانوا خارج البلد فيتسلم أولادهم رواتبهم بواسطة بطاقة الصراف الآلي!!!إذن للأسف يدفع الطالب ثمن فساد الإدارة الأكاديمية ، سيقول البعض لماذا يتستر العمداء ونوابهم الأكاديميون على مثل تلك التجاوزات الخطيرة سنجد الأمر غامض فإن سئلت العميد ونائبه الأكاديمي سيقول أنا أرفع إلى إدارة الجامعة بالأسماء وإذا سئلت المختصين في الإدارة العامة سيقولون لم يصل لنا شيء ، عجيب من هو اللوبي الذي يتغاضى عن غياب أعضاء هيئة التدريس الذي تحول إلى ظاهرة مقيته يتحملها الطلاب، العجيب في الأمر أن بعض الموظفين البسطاء وغير المسنودين وأصحاب راتب (30)ألف في جامعة صنعاء قد يقسّط من راتبه قسط يوم إذا تصادف مرور مراقب الدوام ولم يجده ، وربما تغيبه كان لساعات أثناء الدوام.
3- تعاني غالبية كليات الجامعة من فساد إداري منقطع النظير ، ومن أبرز ذلك تغيب بعض الموظفين المسنودين المعنيين بمعاملات الطلاب لذا فمعاناة الطلاب وخاصة الخريجين بلا حدود ، من المؤسف قد يقضي الطالب عام كامل لمراجعة الكلية والجامعة من أجل استخرج المؤهل ، فتأملوا معي كيف سيكون حال الطالب إن كان من محافظة أخرى ، أو حتى من داخل العاصمة وقد رتب نفسه للعمل بعد التخرج في أحد المرافق الخاصة ، فغالبية الأسر تعاني من ظروف معيشية صعبة ومع ذلك قد يقتطع رب الأسرة مصاريف الدراسة من قوت العائلة واضعاً إعتباره لأربع سنوات ، فإذا بسنة إضافية سببها سؤ الإدارة لقضايا الطلاب ومشكلاتهم ، وتصوروا معي إذا كان الطالب في كلية من كليات مأرب أو أرحب أو خمر ، كم من تكاليف المواصلات فقط يدفعها ، وعند وصوله إلى الكلية قد يقال له الموظف غير موجود ، تصوروا أنفسكم في مكان هذا الطالب المسكين من ينصره ، من المؤسف أن جامعة صنعاء فيما يتعلق بنتائج الطلاب وتوثيقها تتخلف حتى عن مدارس أساسية في التعليم العام ، ومن المؤسف أن تجد لوبي من الفاسدين يرفض حتى مجرد حل هذه المشكلات ، وعلى المستوى الشخصي كانت لي محاولة عندما كنت أعمل في لجنة الإختبارات في الكلية التي أعمل بها منذ أربع سنوات ورأيت حجم المعاناة التي يتحملها الطالب في البحث عن النتائج وتدوينها ، وقد دفعني ذلك للمبادرة بإعداد موقعاً اليكترونيا وعرضت على عميد الكلية حينها الموافقة على نشر النتائج عبر شبكة المعلومات دون أن تتحمل الكلية ريال واحد أي تطوعاً وبصورة مجانية وهدف ذلك أن يعرف الطالب نتائج إختباراته الفصلية من أي مكان يتواجد به فقط بدخوله على الموقع الإلكتروني المخصص لذلك ، وقد وافق العميد نهاية دوام ذلك اليوم وبعد ساعات فقط إعتذر لي وقال أن نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب رفض المبادرة ، معللاً السبب أن نيابة شئون الطلاب بصدد نشر كل البيانات الطلابية في الموقع الرسمي للجامعة ، ولم يتم ذلك بعد أشهر من طرح الموضوع فطرحت فكرة أخرى أن أتبرع بنشر نتائج الطلاب عبر صفحة الكلية في موقع جامعة صنعاء ، فتعلل أيضاً بأن الموظفين الان يأخذون دورة لهذا الغرض ، ومنذ ذلك التاريخ في 2009م وحتى الآن لازالت المشكلة قائمة ولازال الطالب يعاني في متابعة نتائجه أشد المعاناة فلا موقع جامعة ولاهم يحزنون ، بل لقد زادت حسرتي عندما وجدت أن طلاباً تركوا الكلية وهم في المستوى الرابع بسبب ضياع النتائج وغياب المختصين وطول المتابعة ، لذا نعتذر لطلابنا الأعزاء لأن لوبي الفساد ربما يستمتع بمعاناتكم وإذلالكم في ممرات وأروقة الكليات.
4- الطالب في جامعة صنعاء لايحس بالإنتماء إليها فإن وصل إلى المستوى الرابع تنفس الصعداء ، عجيب لماذا هذا الشعور للأسف تتحمل إدارة الجامعة المسئولية الكبرى فلا أنشطة ثقافية ولا رياضية ولا شراكة بين الطلاب والجامعة في العملية التعليمية ، الطالب دوره يقتصر على تسليم الرسوم والغرامات...وبعد ذلك عليه أن يحضر الإختبار في جو من الكبت والتوتر لأن الكليات تحاول تسيير الإختبارات بأقل كلفة ، حيث يتم الإعتماد في غالبية الكليات على الملاحظين والمعيدين محدودي الخبرة في إدارة الإختبارات يساعدهم عدد محدود من أعضاء هيئة التدريس حرصاً على النفقات المالية ، كون الكليات تتحمل تكاليف إدارة الاختبارات من موازناتها لذا تتجاهل غياب أعضاء هيئة التدريس حتى توفر أجورهم العالية مقارنة بالمعيدين والملاحظين ، ولذا فهم يسيِّرون العملية الإمتحانية بأقل التكاليف وأن إفتقدت إلى أدنى معايير الجودة الأكاديمية.
أخيراً من المؤسف أن الطالب في جامعة صنعاء هو آخر من يُلتفت إليه ، مع أن بناء الجامعة وتعيين أعضاء هيئة التدريس والموظفين وشراء التجهيزات المكتبية والعلمية ...إلخ كان من أجل العملية التعليمية التي محورها الطالب ، نأمل من جميع الأطراف المتصارعة أن تتذكر تلك الحقيقية وأن تتوقف الأعمال التي من شأنها الإضرار بمصالح الطلاب مهما كانت الخلافات.