آخر الاخبار

مليشيا الحوثي تسخر من تهديدات ترامب تدخل إنساني رفيع من برنامج حيث الانسان مع الصيدلي الذي دفع ثمن إنسانية كل ما يملك.... هكذا عادات الحياة من جديد مع فايز العبسي قرابة مليار دولار خلال عدة أشهر ..مليشيا الحوثي تجني أموال مهولة من موانئ الحديدة لتمويل أنشطتها العسكرية . اللجنة الدولية للصليب الأحمر تكشف عن دعمها للمرافق الصحية والمستشفيات في مناطق سيطرة الحوثيين عقب الهجمات الأميركية عقوبات أمريكية جديدة على إيران وكيانات وشبكات تهريب تموّل الحوثيين هل تغيّر واشنطن خطتها ضد الحوثيين لتكون أكثر حسماً.. أم ستكرر السيناريو؟ نتائج المنتخبات العربية في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2026 خلال اجتماع موسع مع قادة الكتائب والسرايا والضباط..قائد شرطة حراسة المنشآت وحماية الشخصيات بمأرب يشدد على رفع الجاهزية وتثبيت الأمن مأرب: الجمعية الخيرية لتعليم القرآن تنظم برنامج سرد القرآني ل200 طالب. تتضمن 59 مادة موزعة على 6 أبواب.. الفريق القانوني يسلم الرئيس مسودة القواعد المنظمة لأعمال مجلس القيادة تمهيداً لاعتمادها وإصدارها بقانون

في وداع شهيد
بقلم/ د.عسكر بن عبد الله طعيمان
نشر منذ: 13 سنة و 10 أشهر و 18 يوماً
الأحد 01 مايو 2011 05:24 م

يااالله, إنا لله وإنا إليه راجعون, حسبنا الله ونعم الوكيل, حسبنا الله ونعم الوكيل, هذه أول كلمات قلتها عندما رأيت صورة الشهيد محمد بن علي بن جلال, هذه الصورة المحببة إلى نفسي, وما فتئ لساني من الدعاء له والترحم عليه, ولا أستطيع أن أصف هول الصدمة التي أصابتني لأني لم أكن أعلم أنه هو الجريح وإذا به قد مات..,, ولم أجد ما أعزي به نفسي وأنا في البلد الحرام إلا أن أهدي له عمرة وأدعو له ما حييت ضمن كوكبة أحبابنا الذين سبقونا إلى ربنا,,, عرفت أخي محمداً منذ عشرين سنة ولا تزال ابتساماته ماثلةً أمامي, ولا تزال ضحكاته تنبض حيةً في الخاطر, وكلماته الودودة السريعة أكاد أسمعها ترن في أذني!! وأثر أخلاقه العالية تتمثل شاخصةً في ضميري!! وصداها يتردد في روحي!!, كان يعيش في نفسي وإن فرق بيننا الزمان,, وأحسه قريباً مني وإن باعد بيننا المكان,, عشت معه في محاضن التربية ردحاً من الزمن, التقيت به في بغداد أيام دراسته, وهو هو: الرجل الكريم الذي لا تستطيع أن تتخلص من دعوته لإكرامك بأي عذر, وهو البشوش الذي لا تملك الفكاك من أسر محبته والإعجاب به إذا ما جالسته يوماً, فكيف بمن عاشره سنين؟!! ترى فيه الصدق والوضوح, وتشاهد فيه الحياء والسخاء... ولست هنا في مقام تعداد صفاته وسجاياه, فلا مزيد على ما سطره يراع الأستاذ علي الغليسي في تأبينه المؤثر, ولكن أردت تسجيل كلماتٍ قليلةٍ عن بعض مكنون صدري, وطرفاً مما جاش به خاطري في وداع أخٍ عزيز.

وكلمةٍ يسيرة أخاطب بها أهل الشهيد وأحبابه بعد أن أقدم لهم أحر التعازي وأصدق المواساة, مذكراً لهم بالصبر والرضا كل الرضا عن كل أقدار الله ومنها رحيل الأحباب, ولو كانت الدنيا منتهى الحياة لحُق للقلوب أن تبكي حتى تتقطع على هذا الرجل وأمثاله,,, فكفكوا الدموع لأنكم -ولا شك- تؤمنون وتعلمون أن لحياتنا امتدادٌ آخر هو أطول وأعز وأغلى من هذه المرحلة الفانية التي نحياها, فالمؤمن وإن افتقده أهله ومحبوه بموته فهم يرجون له الحياة الحقيقية الخالدة عند الله أرحم الرحماء وأكرم الكرماء, وهو ينتظرهم هناك. . وتأتيه أخبارهم. . ويستبشر للخير يصيبهم, ويفرح بطاعتهم لربهم.

وكلمةٌ لرفاق دربه أن لا تهنوا ولا تحزنوا ولا تأسوا على رحيل أخيكم, فعزاؤنا أنه بفضل الله على خير وإلى خير, ﴿وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ﴾, فهم أحياء عند ربهم يرزقون لم ينقطعوا عن حياة من بعدهم ولا عن أحداثها، فهم متأثرون بها، مؤثرون فيها، والتأثير والتأثر أهم خصائص الحياة.

ولكن ينبغي أن نجعل من دماء شهدائنا, ورحيل إخواننا وقوداً لنا وزاداً يثبتنا, ويقوي من عزائمنا في طريقنا إلى الله الذي يحتاج إلى زادٍ وإلى صبر,, فنصبر ونصابر كما أوصى الشهيد, والنصر بإذن الله ليس بعيداً, والطريق ليس طويلاً إلا على من لا يرجو الله والدار الآخرة, فاصبروا واعلموا أن دماء شهدائنا جميعاً الذين ارتفعوا ولا أقول سقطوا لأن الله اصطفاهم- نحسبهم والله حسيبهم- في هذه الثورة المباركة ستظل قطرات دمائهم لعناتٍ تتوالى على علي صالح ونظامه البائد, وستبقى تلاحقه في الدنيا ويوم يقوم الأشهاد, عندما يقف الشهيد أمام الحكم العدل جبار السماوات والأرض فيقول: يارب سله لماذا قتلني؟؟؟

نعم إن دمائهم تحاصره الآن حتى لم يعد يجد مقعداً في الأرض ولا مصعداً في السماء, إنه الآن وإن حاول أن يماطل, أو أراد أن ينتقم -في ظنه- ممن لهم دورٌ بارز في زوال ظلمه وجبروته, وعلى الرغم من سعيه الواضح لأنْ ينتقم من الشعب فيدخله في حربٍ أهليةٍ لا تنتهي,, كل ذلك إلا أنه أصبح على يقينٍ لا شك فيه من أنه راحلٌ لا محاله, وهو لا يدري أنه في كل يومٍ بتدبيره غير الموفق إنما يسعى في تضييق الحلقة على نفسه, وفي تضخيم التبعات عليه في الدنيا والآخرة لو كان يُشفق على نفسه, ولكن الله لا يصلح عمل المفسدين, ولله في خلقه شئون, وله في كل تدبيرٍ حكمه.

اسأل الله أن يكتب إخواننا من الشهداء الأبرار, وأن يتقبلهم في عباده الصالحين, وأن يخلفهم في عقبهم بخير, وأن يمن بنصر عاجل كانوا يحلمون به, وأن لا يحرمنا أجرهم ولا يفتنا بعدهم وأن يغفر لنا ولهم. . آمين.