محمد صلاح في طليعتها.. صفقات مجانية تلوح في أفق الميركاتو الشتوي عاجل :حلف قبائل حضرموت يتحدى وزارة الدفاع والسلطة المحلية ويقر التجنيد لمليشيا حضرمية خارج سلطة الدولة مصابيح خلف القضبان.... تقرير حقوقي يوثق استهداف الأكاديميين والمعلمين في اليمن الإمارات تعلن تحطم طائرة قرب سواحل رأس الخيمة ومصرع قائدها ومرافقه بينهم صحفي.. أسماء 11 يمنيًا أعلن تنظيم القاعدة الإرهـ.ابي إعدامهم مكافئة للاعبي المنتخب اليمني وهذا ما قاله المدرب بعد الفوز على البحرين تعديل في موعد مباراة نهائي كأس الخليج في الكويت إضراب شامل في تعز احتجاجًا على تأخر صرف المرتبات ارتفاع ضحايا حادث تحطم الطائرة المنكوبة في كوريا إلى 127 قتيلا دولة عربية تسجل أكبر اكتشاف للغاز في عام 2024
قد تكون إجازة الأعياد أكثر الأيام التي تكثر فيها ظاهرة معاكسة الشباب للفتيات في شوارع ومراكز عدن التجارية ومتنزهاتها وكل متنفساتها العامة، لكن هذه الظاهرة لا تختفي بانتهاء تلك الإجازات، بل تظل متواجدة بشكل يهدد بنية الحياة الاجتماعية لكل أسرة يمنية، فالظاهرة ليس مقتصر تواجدها في مدن اليمن بل هي ظاهرة منتشرة في كل بقاع العالم لكنها لا تعنينا عالمياً، بل ما هو حاصل في مدننا اليمنية، التي أصبحت الظاهرة فيها وباء كما وصفها أحد اختصاصيي علم الاجتماع.
الظاهرة يعرفها الجميع ويعاني منها ويتغاضى عنها، لكن الجميع متفقون على أنها ظاهرة تتنافى مع أخلاق وعادات مجتمعنا، لكن للأسف الظاهرة تجاوزت حدود اللائق وخرجت عن المألوف في السنوات الأخيرة.
(السياسية) ومن خلال هذه السطور طرحت تساؤلا وحيدا حول هذه الظاهرة وهو لماذا انتشرت هذه الظاهرة بهذا الشكل؟ ونقلته إلى الشباب المعني وإلى الاختصاصيين ورجال الدين، وخرجنا بهذه الحصيلة:
* الأسرة أولا:
نبدأ من شوارع عدن حيث تضم في أرصفتها ومنتجعاتها ومتنزهاتها خلال الأعياد شبابا وشابات من كل محافظات ومناطق الجمهورية، كما تضم أيضا شبابا من دول عربية جاءوا لقضاء أيام حلوة في مدينة العيد (عدن).
في البداية لا شك أن رب الأسرة له دور كبير في عدم تعرض بناته للمعاكسات مصداقاً لقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته)، فلا بد للأب أن ينظر إلى المظهر الخارجي لبناته المتمثل في العباءة السوداء وغيرها والاهتمام بهذا الأمر تحاشياً لعد انجراف البنات مع صرخة الموضات ولبس العباءات المخصرة التي تظهر مفاتن المرأة وتقاسيم جسمها، وكذلك عدم لبس القفازات ولبس النقاب وهي ليست من اللباس الشرعي مما يعرضها لأن تكون سبباً مباشراً لإغراء الشباب لمعاكستها، وعلى الأم مسؤولية كبيرة في تربية أبنائها وبصفة خاصة بناتها؛ لقربها منهن في البيت وتربيتهن على اللباس الشرعي.
هكذا كانت وجهة نظر مجموعة شباب عرب، وخليجيين بالتحديد، أتوا إلى عدن لقضاء إجازة العيد فيها وللسياحة، ويضيفون: للأسف الشديد فقد بدأت سيطرة خطوط الموضة العالمية والأزياء الفاضحة على مجتمعاتنا وأصبحنا نسمع بالعباءات الأميركية واليابانية والسويدية مع أن نساءهم لا يلبسن عباءات.
تلك التصرفات الطائشة من الشباب نحوهن ما هي إلا نتيجة التبرج وعدم الالتزام باللباس الشرعي والحجاب من تلك الفتيات غير المربيات تربية إسلامية واللاتي يعشن في ظل المجتمع والأسرة التي تسمح لأبنائها بمشاهدة الأفلام العربية الفاضحة والداعية إلى كل رذيلة وانحلال، وذلك قبل اتهامنا للثقافات والعادات الغربية بغزو مجتمعاتنا الإسلامية وهذه الأيام بصورة خاصة نشاهد ونرى في وضح النهار زحف وانتشار العادات والثقافات الداعية إلى التحرر والانحلال.
وواصلنا تجوالنا في الأماكن الأنفة الذكر في عدن، حيث تجد العديد من الشباب والشابات، والملاحظ أن المراهقين يشكلون غالبية المتواجدين، شباب زي الفل كمال يقال بالمصري، اتخذوا مواقع يسمونها بعرفهم بـالإستراتيجية، أمام المحلات، وعلى أرصفة الممرات في المنتزهات، وفي وسط الحدائق، وعلى رمال الشواطئ الساحرة التي تتميز بها مدينة عدن، تصويب نظرات، إطلاق كلمات نابية خارجة عن إطار الذوق واحترام الذات أحيانا، وغزلية أحيانا أخرى، بهدف لفت انتباه أي فتاة مارة بجوارهم، لا تستجيب معظمهن، لكن من على شاكلتهم تقع في الهاوية التي لا ترحم، حيث يوقعها حظها، قد تنجو وقد تذهب إلى المجهول المظلم، وهذا قليل كما سنشير إليه لاحقا، لكن قد يقابل شباب المعاكسات بالسب والتهديد والوعيد من قبل الفتاة، يتطور إلى اشتباكات مع أهلها وينتهي بأحد أقسام الشرطة أو أحد المستشفيات، كما قد تقابل المعاكسات تلك من قبل فتاة أخرى بالتطنيش، ونظرات التحقير والاستهزاء وهذا أمر من السب والضرب كما يقول بعض هواة المعاكسات.
* تجاذبات الفتيات والشباب:
لكن العديد من الفتيات عبرن عن استيائهن بسبب ازدياد ظاهرة التحرش وتلطيشهن بعبارات غريبة ومنبوذة أصبحت على ألسنة الشباب حيث باتت هذه الظاهرة منتشرة وبشكل كبير، وأصبح الشباب يتقنون فن المعاكسة وابتكار المفردات.
كما أن الشباب يدافعون عن أنفسهم ويضعون اللوم على الفتيات وما يرتدين من موديلات اعتبرها الشباب لا تتلاءم ومجتمعنا الشرقي، وتشجعهم على التعليق والمغازلة، في حين اعتبرت الفتيات بعض الشباب مرضى نفسيين.
وقالت عبير ".م .ع" "إن هذه الممارسات تعد دخيلة على مجتمعنا واعتبر أنها مرتبطة بالتنشئة الأسرية للشباب ما ينعكس على سلوكهم السلبي، أشعر بالمضايقة عندما اسمع تعليقات، خاصة أننا في مجتمع شرقي تحكمنا فيه عادات وتقاليد وقيم أخلاقية. وباعتقادي أن الشباب الذين يستخدمون هذه الأساليب في المغازلة وتلطيش الفتيات يعانون من اختلالات نفسية معينة".
أما مها، فقالت اعتقد "إن الأفلام والأغاني لها تأثير على طريقة تفكير الشباب ما ينعكس على سلوكهم فيجدون المغازلة وسيلة للتباهي أمام أصدقائهم، واعتقد أن هذا تعبير عن الكبت النفسي الموجود عند الشباب والذي يعبرون عنه بهذه التصرفات".
وترى سلوى، انه يجب أن يقتنع الشخص بأن حريته تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، "وبرأيي أن التنشئة الأسرية لها دور كبير في توجيه طاقات وسلوك الشباب"، وقالت: "أصبحت أخشى الذهاب إلى الأسواق و(المولات) لما نتعرض له من تلطيش وعبارات وتعليقات غالبا ما تكون مقززة".
ورأت إيمان أن هناك بعض فتيات يتعمدن ارتداء ملابس تثير الشباب ويستمتعن بالمغازلة ويعتبرنها وسيلة للتباهي أمام الفتيات بعدد المعجبين، كما ويتعمد بعضهن القيام بتصرفات تثير الشباب للتعليق عليهن حتى يرضين غرورهن متناسيات العادات والتقاليد، ومثل هذه التصرفات تدل على بعد الوازع الديني في شخصية بعض الشباب والفتيات وعدم مقدرتهم على تحمل المسؤولية.
ومن ناحية الشباب، قال الشاب محمد نبيل، لا بد من تنشئة الجيل على الاختلاط منذ الصغر وبث القيم والأخلاق الاجتماعية الكريمة حيث أصبحت هذه السلوكيات تشكل ظاهرة مزعجة لدى كثير من العائلات خاصة الذين يذهبون إلى الأماكن العامة، حيث يتواجد مثل هؤلاء الشباب مما يجعل هذه الأماكن غير مرغوبة لدى الكثير من العائلات.
أما الشاب سامر فيقول: "ليس لدي مانع من المغازلة ضمن حدود، مع ضرورة عدم خدش الحياء العام ولا استخدم ألفاظا تتعارض مع التربية والعادات والتقاليد، وأرى شبابا يستخدمون تعليقات سخيفة ويتعمدون مضايقة الفتيات بالكلام والسلوكيات غير اللائقة، لكن يجب الاعتراف أن مثل هذه التصرفات أصبحت تمارس من قبل بعض الفتيات".
ويرى صالح أنه يوجد فتيات تستحق المعاكسة السلبية لما يرتدينه من لباس غير محتشم ويقول: "أرى فتيات في الجامعة يتنافسن في ارتداء ما لا يتناسب ومجتمعنا الشرقي، وكأننا في مسابقة للأزياء، وهناك فتيات لا يتأثرن بالكلام والتعليق مما يجعلنا نزيد من المعاكسة لأنها تستحق ذلك، واعتبر المغازلة والتعليق طريقة للتعرف على الفتيات".
* إغراءات وحجج وتساؤل مهم
يرى عدد من الشباب من الجنسين أن المعاكسات لها عواقب وخيمة ومخاطر جمة عليهم أولا وعلى أسرهم بشكل خاص. يقول الشاب هاني احمد: "إن المعاكسة هي الخروج عن الأخلاق السامية التي تعد من أهم ركائز الإيمان، فمتى انحرفت الأخلاق عن الفضيلة وهوت إلى الرذيلة فقد انحرف الإيمان من القلب إلى الهاوية".
ويتابع هاني: "إن من المعاكسة تؤدي إلى التشكيك في عقيدة المسلمين ونشر أفكار الكافرين وتمجيد حضارة الغرب ووصف تشريعات الإسلام بالتخلف والرجعية، حيث أضحى يسمع كل يوم من ينادي بالحرية المزعومة ويطالب بحرية الغرب".
لماذا إذا؟ يجيب هاني: "وجدنا أنفسنا هذه الأيام في هذه الدائرة، الخروج مع الأصدقاء والنظر إليهم ومتابعتهم وهم يمارسون هذه الظاهرة، جرت أرجلنا إليها، لكنني أقول وبكل صدق إن الفتيات هن السبب، صرعات في الموضة ومكياج صارخ، جراءة كبيرة، تدفعنا إلى ذلك، كما أن لوسائل التكنولوجيا دورها في ذلك خاصة القنوات الفضائية بكل أشكالها الفنية والمنوعة والخليعة، وكذا الانترنت وانتشاره. كذا غياب الاهتمام بنا من قبل القيادات والأهل والسياسات، حيث لا نرى ولا نسمع من المسؤولين في البلاد إلا المناكفات والمهاترات السياسية ما يدفعنا إلى الهروب من تلك الأخبار، التي أصبحت قديمة وبالية ولا تأتي بجديد، إلى ممارستنا لمثل هذه الظواهر السيئة.
أما الشاب إسماعيل صالح، احد زوار عدن، فيقول: إن أهم المخاطر التي تصيب مجتمعنا جراء هذه الظاهرة هو تفكك العلاقات الاجتماعية، داخل الأسرة والمجتمع. يواصل إسماعيل: معاكسة الشباب للفتيات يزيل حاجز الاحترام والأدب في التعامل فيما بينهم. كثيرا ما يكتشف الشباب بعد ملاحقتهم للفتيات أن تلك الفتاة تكون إما ابنة جارهم أو قريبة لهم، وهذا يؤدي إلى نزع العلاقة بينه وبين تلك الفتاة التي كان يلاحقها، فان استجابة له استحقرها وان تجاهلته كان لها موقف منه.
و عند سؤاله لماذا؟ يقول: "هناك أسباب كثيرة جدا لكن أهمها عدم السؤال من قبل الأهل عنا، ومتابعتنا الدائمة، لكن لهم أسبابهم فهم دائما يبحثون عن لقمة العيش، ونسوا أن لهم أولادا وبنات، والشارع يستقبلنا بكل ترحاب، والمغريات كثيرة من قبل الفتيات هذه الأيام، والموبايل له دور، والديش له دور، والانترنت له دور، و،....الخ.
منى زكريا فتاة تشبه عروسة المولد في الزينة التي تزن بها نفسها، تقول: "الحرية حق من حقوق الإنسان وهذه تعد من الحريات الممنوحة لنا في كل الأنظمة والقوانين"، لكنها طرحت علي سؤالا جميلا جدا، أين نذهب؟ لا توجد نوادي ثقافية ولا مكتبات عامة ولا اهتمام مسؤول بنا من أي طرف سواء المجتمع أو الأسر أو السياسات، كل يصارع الآخر، ونحن الضحية. وهذه الأماكن تنفس عن ما نعانيه في داخلنا، لا فرص عمل لنا ولا تشجيع لهوياتنا وإبداعاتنا وتنميتها، أين نذهب؟ كما أن تكاليف الأفراح والزواج قضى على كل أمل للشباب الذين لا يملكون ثروات، على فكرة الزواج وبناء أسرة، أين نذهب؟
أما جيهان احمد فتحمل المسؤولية المدرسين والمدرسات في مكافحة هذه الظاهرة ومقارعتها والقضاء عليها. مشيرة إلى ما يحمله المدرسون والمدرسات من رسالة مقدسة ومكلفين بإبلاغها لمن تحت أيديهم، وتقديم النصح لهم، وتوجيههم حتى لا يقعوا في هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر السيئة. وتقول: "كما يجب أن لا ننسى أن على الدعاة والخطباء تبيين مثل هذه الأمور والتحذير من الوقوع فيها بالتي هي أحسن وتوجيه الجيل إلى المثل العليا والخلق الكريمة".
* الآباء والأمهات
ويرى الشاب أيمن صالح انه إذا تمكن الآباء والأمهات من إتقان التحكم في الأبناء من خلال معرفة من يخالط الابن، ومن تخالط البنت، وجلوس الأب مع أصدقاء ابنه، والأم مع صديقات ابنتها، وأن يعرف سر كثرة المكالمات وما الغاية منها وما الهدف المرجو من هذه المكالمات؟ وكذلك تراقب الأم ابنتها ولا تتركها مع سماعة الهاتف في خلوة، فالمراقبة تحرز بعد ذلك حسن العاقبة. ويقول: من الأسباب التي أدت ببعض الشباب والفتيات إلى الوقوع في هذه الظاهرة هو فقد التوجيه والتربية الحسنة والتباعد بين الوالدين وأبنائهما عندما لا يجد الابن أو البنت التوجيه السليم حول خطورة هذه الظاهرة وما تجره من الخزي والعار.
من جانبه يرى زميله باسم عبد الله أن على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والمنتديات أن تلعب دورا هاما في مكافحة هذه الظاهرة والقضاء عليها. ويقول: لا بد من نشر النصح والتوجيه العام حول خطورة هذه الظاهرة عبر الإعلام أو في المنتديات العامة أو عن طريق عقد ندوات ومحاضرات لأجل كشف آثار هذه الظاهرة واستخلاص العلاج الناجع لها وإعطاء النصيحة للشباب والفتيات للابتعاد عن هذه الظاهرة.
* علم النفس والاجتماع:
المعاكسة -حسب ما يعرفها علماء النفس والاجتماع- هي ظاهرة نفسية واجتماعية لا تقتصر على مجتمع من المجتمعات، بل هي واسعة الانتشار، وتعد وسيلة للوصول إلى احد الأجناس البشرية من قبل الآخر، وهي ترمي فاعلها خارج نطاق التفكير الواعي.
فالمجتمعات وإن اختلفت في مستويات تقدمها ورقيها، تشهد هذه الظاهرة رغم التباين في الأساليب والمضامين. وفي هذه الظاهرة تقع على الفتاة في الغالب الأضرار، إلا أن الشباب يكونون عرضة أحيانا لهذه الظاهرة أو السلوك.
* الدين:
يرى العديد من علماء الدين أن أهم الأسباب وراء انتشار هذه الظاهرة التي وصفوها بالسيئة، ضعف الإيمان في نفوس الشباب. يقول الشيخ محمد احمد، وهو رجل دين معروف في مدينة عدن، إن هؤلاء المعاكسين أو بالأصح المتسكعين، يفتقرون إلى استشعار ومراقبة الله سبحانه وتعالى في السر والعلن، ما أدى بهم إلى امتهان هذه الظاهرة ومشاركتهم في انتشارها.
يضيف الشيخ: "أي إيمان للعبد حينما يعلم أن المعاكسات خيانة للدين وللعرض وللمجتمع الذي يعيش فيه، ويقدم على ذلك، يقع في عالم تنعدم فيها قيم الإسلام وتنمحي منه أخلاق العرب، فلو تذكر هؤلاء أن ديننا الحنيف قد أمر بغض البصر وكف الأذى عن الطريق، كما يقول المصطفى (صلى الله عليه وسلم) لأصحابه: "إياكم والجلوس في الطرقات, فقالوا : يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها , فقال : إذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقها , قالوا : وما حق الطريق يا رسول الله ؟ قال : غض البصر , وكف الأذى , ورد السلام , والأمر بالمعروف , والنهي عن المنكر" (متفق عليه) ، ما أظن أن يتجرأ أي شاب على معاكسة فتاة.
و يذكر الشيخ في هذا الجانب أيضا أن الفراغ والبطالة وعدم وجود أندية رياضية مجانية يمارسون فيها بعض الرياضات، أو وجود أماكن تعقد فيها الندوات العلمية والثقافية في أوقات ما بعد الظهر وبداية الليل، حيث تكثر في تلك الأوقات ظاهرة المعاكسات، وعدم تقيد الأسر ومتابعة فتياتها المستمرة والمراقبة الدينية لهن، كل هذه الأسباب تأتي على مقدمة انتشار الظاهرة بشكلها الحالي، والذي قد يأتي يوما تكون مشرعة ولها منظماتها كما يحصل في الدول الغربية في مثل تلك الظواهر التي لا تتفق مع ديننا ولا أخلاقنا الإسلامية.
من جانبه يرى الشيخ نبيل لطف أن فقد الرادع وضعف الوازع يعدان من أهم الأسباب في انتشار هذا المرض المزمن، فمن أمن العقاب أساء الأدب يقول الخليفة عثمان رضي الله عنه "إن الله ليزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن"، فإذا أمن الشاب العقاب تمادى في طغيانه حينما يعلم أنه لا رب يحاسبه ولا يراقبه. مشيرا إلى أن البنت على عكس الشاب فهي في خوف دائم تخشى أن يعلم أهلها بذلك وهذا مع الأسف بسبب التفريق في هذه المسألة من قبل الأهل بين الشاب والفتاة مع العلم أنهما في الجزاء عند الله سواء. ويقول: هذا هو العيب والنقص في تربية الأبناء، فمراقبة البنت وإطلاق قيد الولد بلا رقيب ولا حسيب هو الخطأ والخطر في نفس الوقت؛ لأن الأهل ساهموا من حيث لا يعلمون في انتشار هذا المرض الخبيث (مرض المعاكسات).
* الصـحــبــة:
يعد الصديق أهم أسباب انحراف عدد من الشباب فإذا كان الصديق حسن الخلق والأدب فانه يسهم في محاربة هذه الظاهرة من خلال التأثير على العديد من الشباب السيئين، وليس أن ينخرط معهم ويترك أدبه. يقول الأكاديمي ناصر احمد، خريج علم النفس جامعة عدن : يترك الصديق ذو الشخصية القوية دائما انطباعا لدى الصديق ضعيف الشخصية، فإذا كان قوي الشخصية منخرطا في هذه الظاهرة فانه يؤثر على كثير من الشباب ويجعلهم يقومون بمعاكسة الفتيات دون اهتمام. ويعرف ناصر احمد الصديق بأنه من صدقك ويحضك على فعل الخيرات وترك المنكرات، الصديق هو الذي يريك الباطل ويحذرك منه، ويدلك على طريق الجنة ويحذرك طريق النار، وهو الذي تسمو بصحبته إلى مكارم الأخلاق، أما صاحب السوء فليس بصديق بل عدو مضل، يأخذ بصاحبه إلى طريق الهلاك ويقوده إلى الضياع وينحدر برفاقه إلى المخازي والانحطاط، ويلقي بهم في بحر المعاصي والمحرمات.
موانع الزواج: ويرجع عدد من علماء النفس والمختصين انتشار هذه الظاهرة إلى موانع الزواج المتمثلة في التعذر بالدراسة أو صغر السن، وغلاء المهور. يقول الأكاديمي علاء احمد: الزواج نعمة انعم الله به على البشرية من أجل حفظ الإنسان والمجتمعات من التفكك وصيانة لأعراضهم من الضياع وحماية لأجسادهم من الأمراض وسمو بأخلاقهم إلى الطهارة والعفاف. مشيرا إلى قول رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم): "ثلاثة حق على الله عونهم، المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد السداد، والناكح الذي يريد العفاف".
وأضاف: وورود ذكر الناكح بين هؤلاء الثلاثة دليل على حرص هذا الدين العظيم على هؤلاء الذين يريدون العفاف؛ لأن عليهم تقوم المجتمعات الصالحة النظيفة من درن الرذيلة والفساد، ولا شك أن من أسباب انتشار المعاكسات وجود موانع غير شرعية في طريق الزواج.
ونختم برأي علم الاجتماع حول هذه الظاهرة، بأن تصرفات الشباب لا تنتج من فراغ بل هي انعكاس لعملية التربية والتنشئة الاجتماعية، وعند وجود خلل في دور الأسرة التربوي يؤدي إلى اكتساب الشباب عادات وأساليب من الشارع.
وأن عامل الفقر والبطالة يؤديان إلى الإحباط والكبت ويظهران على شكل سلوكيات غير صحيحة في تفريغ الطاقات الجسمية والفكرية، ونوهت إلى وجود عوامل بيولوجية تدعو بعض الشباب إلى ممارسة هذه التصرفات غير المسؤولة. وينبه علم الاجتماع، من آثار هذه السلوكيات التي ستؤدي إلى خوف الفتيات وعدم الثقة بالزملاء والأصدقاء وعدم الرغبة في الخروج من المنزل بسبب نظرات الشباب والتعليق عليهن.
* صحيفة السياسية