مكافئة للاعبي المنتخب اليمني وهذا ما قاله المدرب بعد الفوز على البحرين تعديل في موعد مباراة نهائي كأس الخليج في الكويت إضراب شامل في تعز احتجاجًا على تأخر صرف المرتبات ارتفاع ضحايا حادث تحطم الطائرة المنكوبة في كوريا إلى 127 قتيلا دولة عربية تسجل أكبر اكتشاف للغاز في عام 2024 الكويت تعلن سحب الجنسية من 2087 امرأة إنستغرام تختبر خاصية مهمة طال انتظارها حملة تجسس صينية ضخمة.. اختراق شركة اتصالات أمريكية تاسعة اشتعال الموجهات من جديد في جبهة حجر بالضالع ومصرع قيادي بارز للمليشيات الكشف عن إستراتيجية جديدة وضربات اوسع ضد الحوثيين
بالرغم مما قيل في اصولها اليمنية و غير اليمنية ، و ما تناوله الفنانون في خصوصياتها و علاقتها الجمالية بملامح فنية اخرى في البيئة اليمنية ، تبقى الستارة أو العباية الصنعانية التقليدية أبرز ملامح الزي التقليدي للمرأة اليمنية غير أنها تمثل لوحة فنية ما تزال تكتنز الكثير من الاسرار ابقتها مفضلة لدى كثير من النساء بالرغم من تعدد منتجات بيوتات العبايات .
ترتدي ام عبدالله (35سنة) و التي تسكن في احد احياء صنعاء القديمة الستارة منذ ادركت نفسها بمعنى منذ بلغت سن الرشد وهكذا معظم الفتيات في صنعاء و بعض المناطق في محافظات يمنية و إن اختلفت انواع الستائر و اساليب النساء في لف اجسادهن بها.
وخرجت من حديثي مع ام عبدالله بنتيجة مفادها ان غالبية النساء في صنعاء منذ يبلغن سن الرشد يرتدين ا
لستارة مع فارق في الوانها و زخارفها ، وحسب المتعارف عليه يوجد من الستارة نوعين احدهما يسمى "بقري" و هو الاجود و الأغلى ثمنا ، فيما يطلق على النوع الثاني "غنمي" و تقل جودته و ينخفض سعره عن السابق .
لا تدري ام عبدالله العبرة من اطلاق تلك الاسماء على نوعي الستارة .
بداية الحكاية
استخدام المرأة الصنعانية لهذا النمط من الزي ولهذا الاسلوب في لف الجسد به بدأ بقطعة من القماش الملونة بالوان زاهية ، تدعى "المصوُّن" كانت تمهيدا لظهور "الستارة" التي تعرفها أمة الرزاق جحاف مدير عام
البيوت اليمنية التقليدية بانها قطعة قماش قطنية مربعة الشكل ، كان لون ارضيتها ابيض في البداية ، و زُخرِّفت باشكال هندسية باللونين الاحمر و الاسود ، تميزت بنقوشها و زخارفها المزدحمة في الوسط و الحواف و الاركان .
و تضيف "هذا النموذج كان سائدا في البداية فقط لكن على مايبدو انه كلما تحضرت المدينة يحدث ما يسمى بالازاحة لازياء المناطق الاقرب جغرافيا، لذا انتقل ذلك النموذج للمناطق والمدن المجاورة لصنعاء ، لهذا نجد تلك الستارة اليمنية القديمة مازالت حاضرة في بعض المناطق كما هو حاصل في رداع حتى اليوم ".
وقالت " اختفى ذلك النموذج الذي عُرف لاحقا بالستارة الرداعية في صنعاء، و حل بدلا عنه ستارة اخرى يجلبها التجار من الهند و من المرجح انها صنعت خصيصا لليمن ووفقا للطلب يغلب على ارضيتها اللون الاحمر ، و اضيف اليها الاخضر و الاصفر و الازرق إلى جانب الزخرفة النباتية ".
وذكرت جحاف "صنع ذلك النموذج في فترة السبعينيات في مصنع الغزل النسيج بصنعاء قبل جلبه من الهند ، ثم توقف الانتاج فتم جلبها من الهند و هو الامر الذي ما زال مستمرا حتى يومنا هذا للاسف الشديد".
لم نتمكن من الحصول على مراجع وثقت لبداية ارتداء واستخدام "الستارة " في صنعاء و اليمن عموما ، ووفقا لأمة الرزاق جحاف فقد قيل ان الامام يحيى بن الحسين الرسي عندما جاء من صعدة الى صنعاء أمر النساء بلف اجسادهن بقطعة قماش عند خروجهن من منازلهن وحسب جحاف فانه في تلك الفترة كانت بداية استخدام" الستارة التي مازالت مستخدمة حتى الان في مدينة صنعاء و في المناطق المجاورة لها مثل بني حشيش وسنحان و حبابة وخولان وغيرها، لكن ليس بنفس الكثافة التي كانت عليها قبل تحول النساء الى ارتداء العبايات السوداء"
وأضافت إن "الشرشف" الذي جاء به الاتراك الى اليمن ، وبالرغم من هيمنته وحداثته مقارنة بالستارة لم يستطع ازاحة الستارة، اذ ظلت حاضرة حتى بعد ظهور العباية الحديثة (البالطو) التي ربما عملت على ازاحه شبة كاملة لـ" لشرشف"، لكن " الستارة بقيت حاضرة في صنعاء تستخدمها النساء على اختلاف اعمارهن متزوجات و ارامل و عازبات في تنقلاتهن القريبة، كما ترتديها البائعات في الاسواق بشكل رئيس.
وتتفرد علاقة نساء صنعاء بالستارة بارتباطها بقطعة قماش اخرى ملازمة لها في العادة كغطاء الرأس وبشكل رئيس الوجه بقطعة قماش شفافة بعض الشيء وتسمى "المغمُق" تصنع من الحرير او القطن يغلب عليه اللون الاسود و نقوش ملونة باللونين الابيض و الاحمر، تتدرج الوانه من الخارج الى الداخل، مكونةً دائرة مركزها نقطة سوداء. ترتدي " المغمُق" معظم النساء في الغالب مع فارق ان النساء المعمرات و المتزوجات يرتدينه مع قطعة اخرى، تدعى "رأس المغمق"وهي قطعة من القماش المطرز بالفضة او بالمرجان الاصلي او بالمرجان غير الاصلي حسب قدرة المراة المالية .
ومن وجهة نظر الكاتبة و الناقدة الفنانة التشكيلية الدكتورة آمنة النصيري فقد شكلت الستارة الصنعانية جزءا مهما من هوية البيئة الصنعانية لاسيما و ان منظر المرأة بالستارة مع باقي تلك التفاصيل يجعلها تقترب من تقاسيم البيت الصنعاني من الخارج برخارفه و الاحزمة التي تتوج واجهاته، و التي تبدو قريبة الشبه من تزيين المرأة لملبسها،بما في ذلك الستارة .
و ارجعت رسم عديد من الفنانين للستارة باعتبارها مظاهرا هاما من مظاهر الموروث الشعبي ، والذي وظُف باشكال مختلفة داخل اللوحات الفنية، منها اللوحات التي اعتمدت النقل الفوتغرافي للواقع بما فيه الازياء الشعبية ، ومنها ما اصبح ضمن موضوعات اللوحة، منوهة بوجود لوحات اخرى وظفت الستارة فيها ضمن مفاهيم تشكيلية معاصرة،مستفيدة من العناصر الفنية الموجودة فيها .
ومن اولئك التشكيليين - حسب امنة النصيري - الفنان طلال النجار ،الذي استخدم الستارة بشكل حداثي مبتكر في بداياته في عام200.. حيث اشار للمضمون الفني في الستارة و التي تحمل عناصر فنية من ناحية اللون و الزخرفة.
من جانبه يقول طلال النجار: " الستارة شكل جمالي مميز،وظيفته اجتماعية موجودة ومحددة ضمن الحياة الاجتماعية كجزء من شخصية المرأة والبيئة الصنعانية ..معربا عن خوفه من ان يأتي اليوم الذي تختفي فيه الستارة من الشارع الصنعاني.
ومن التشكيليين الذين استهواهم رسم الستارة ايضا الفنانة ميسون حسين التي ذكرت ان ما يميز الستارة فنيا عن باقي الازياء اليمنية، هي النقوش التي توجد وتختلف من منطقة الى اخرى في الستارة , و الامر ذاته مع الالوان، فهي متداخلة بشكل منسجم و متناسق، تنم عن ذوق فني رفيع و مدروس " لانه ليس من السهل ان يتناسب أي لون احمر مع أي لون ازرق مثلا او ابيض ، لكن عنصر اللون في الستارة شكل حافزا فنيا
، وكأنها بحد ذاتها لوحة فنية مستقلة". و كذلك الحال مع التشكيلية سوزان غيلان والتي تضيف" الخصائص الفنية في الستارة مكتملة ، لاسيما في الانسجام اللوني ، نستطيع بواسطتها ابراز ذوق المرأة اليمنية او الصنعانية.
واشارت الى ان " الفنان التشكيلي لايستطيع مطلقا التدخل في الشكل الخاص بالستارة ، في لوحاته لانها بما تحويته تغنيه عن البحث او اظهار جمالياتها ، لانها تفصح عن جمالها من تلقاء نفسها ، ولاتترك للفنان مجالا للعب بالالوان غير ما تبدو عليه!!.".
ماتزال الستارة مادة خصبة، يفتقر الباحث الى الكثير من المعلومات حولها وهذا يجعل مع مهمة الحفاظ على التراث الشعبي بمختلف الوانه مهمة تقتضي اولا توفير المعلومات و الدراسات التي توثق لكل مظهر من مظاهر التراث ، ومن ثم مواصلة جهود الحفاظ عليها وحمايتها من الاندثار بشاريع تعزز من حضورها بخصوصيته اليمنية.
عن سبا نت