المبعوث الأممي يقدم إحاطة جديدة أمام مجلس الأمن بشأن آخر المستجدات في اليمن مع استمرار تدهور العملة بشكل مخيف.. البنك المركزي اليمني يعلن عن مزاد لبيع 50 مليون دولار وزارة الداخلية.. إحالة مسئولين في رئاسة مصلحة الأحوال المدنية إلى المجلس التأديبي وترقية موظفين آخرين مجلس القيادة.. اقرار خطة الإنقاذ الإقتصادي وخطة إعلامية وتوجيهات أخرى تخص حضرموت أكثر 5 محافظات في اليمن تشهد صقيع وبرد شديد خلال الساعات القادمة من هو الملياردير وفيق رضا الذي استقبله الشرع؟ و ارتبط اسمه بـ صفقة اليمامة نقابة الصحفيين اليمنيين تكشف عن أكثر من 100 حالة انتهاك خلال 2024 سارية لمدة 20 عاما… اتفاقية استراتيجية بين روسيا وإيران روسيا تشن هجوم واسع بالصواريخ الباليستية على أوكرانيا وكييف تصدر إنذارا جويا 3 آلاف شرطي يعتقلون رئيس كوريا الجنوبية المعزول واشتعال صدامات مع أنصاره
بالنظر إلى هتافات المؤيدين لصالح وشعاراتهم ،بعيداً عن دوافعها ، يلاحظ المشاهد مسافة كبيرة تتوسط بين ما تصير إليه الأمور بطبيعة الحال وبين ما يملأ السبعين من ضجيج فحواه ( لا ترحل ،،، ونحن مع الشرعية الدستورية ) حسب مفهومهم ، ولكن هذه المسافة بقدر ما هي فارق ينبئ عن فراق لا بد منه ، إلا إنها بنفس الوقت تعكس عبثية الحشود التي لا يريد صالح من ورائها غير تلبية ظمأ داخلي ، يتمثل في رغبته الشديدة بإعمال ما تبقى لديه من قدرات في إدارة البلاد ، على أي وجه كان ، ولو بأضيق نطاق !
الباعث على العجب أن هذه الألوف لا تمتلك من الوفاء للنظام المتآكل ، إلا بقدر ما يمتلكه من عبثٍ باذخ في توجيه المال العام ، إلى جيوبهم ومع ذلك تؤثر إلى حد كبير في تعاطي صالح مع المبادرات ، وبقراءة بسيطة لشخصيته يتضح أنه شخص يحس بالعظمة لمجرد سماعه أصوات أغلبها مأجورة ، ويتهاوى بسرعة لافتة عندما يستمع للصوت القادم من أرجاء الوطن الذي يطالبه بسرعة الامتثال لمطالبه .
ومن هنا تبدأ مرحلة الاستجابة الحتمية للصوت الأقوى والتي بدورها تدفعنا إلى قناعة مدلولها أن حشود السبعين إن ظلوا أوفياء إلى آخر نقطة لسبب أو لآخر فإن هذا يعني أن تنكر الرئيس لهم هو الأسبق في القفز إلى الإجابة على التساؤل ، وبصورة أدق فإن قبول المبادرات والتي تتضمن تنحيته ونظامه هي بداية التنكر ، لكنه من قِبل صالح يأتي كخيار لا بد منه ، في حين أن تراجع المؤيدين لصالح يوماً بعد آخر هو تنكر في الغالب يصب في إنجاح وتسريع عملية التغيير ويأتي كخطوة اختيارية في الوقت نفسه ونتيجة حتمية لمآلات الأمور ، بسبب أن النظام أصبح يفتقد كل ما يدعو لبقاء مؤيدين بعد أن راوغ وكذب ونهب ، وقتل ، واستخف بعقول مؤيديه قبل غيرهم ، ما عدا أولئك الذين يؤجرون مواقفهم مقابل وعلى قدر ما يقدمه النظام لهم ، فإنهم سيستمرون إلى أن يفقد النظام الرابط الوحيد بينه كمحتضر يفدي حياته بكل ما يملك ، وبينهم كأرضية لم تعد ترى أمطار سمائه ، وهؤلاء هم من سيتجهون مع الرئيس إلى مزبلة التاريخ ولكن بعداء وندم وخزي.
وحده الرحيل يجمعهم . وبالرغم من ممارسة الانقلاب بصورة متكررة من أحدهما ضد الآخر ، من خلال قبول المبادرات أو استلام المستحقات ثم التوجه إلى البيوت للتعبير عن عدم الرضا ، وعن الاستغلال المتبادل ، إلا أننا لا نزال ننتظر الانقلاب الأخير ، وحتى لا يظل الأمر على نحو ما سبق فالمطلوب من كليهم السبق في التنكر للآخر ، بصورة نهائية ،على الأقل لتقل بعد ذلك حدة الألم والندم ، وهي خطوة ستكون الأخيرة ، وسيشعر اليمن بارتياح كبير ، لأن السبعين خلا من ساكن القصر ، وضجيج الحشود .
وإذا أردنا أن نستعجل هذه الخطوة ، التي ستريح الوطن من عناء المتاجرة به ، فعلينا أن نضيف إلى جوار ضغط الشارع مخاطبة المؤيدين من خلال ضمائرهم على اعتبار أنهم الفاصل الوحيد أمام احتفال الوطن بالمجد . وخصوصاً أنه لا أحد في هذا الوطن لم يعد مستوعباً فكرة المرحلة القادمة وحتمية التغيير ، وأن الوطن ذاهبٌ إلى ذلك لا محالة .