الإسلاميون والفضائيات والإنترنت؟
نشر منذ: 17 سنة و 11 شهراً و 29 يوماً
الأحد 05 نوفمبر-تشرين الثاني 2006 11:26 ص

تتطور الحياة وتتغير أساليبها وتتبدل الوقائع يوما بعد يوم .. والغيورون على الإسلام يطالبون بضرورة أن تتطور وسائل الدعوة الإسلامية لتواكب تطور الواقع، فهل استفادت الدعوة الإسلامية بشكل مناسب من تطور وسائل الإعلام والاتصال متمثلة في الفضائيات والكمبيوتر والانترنت؟

يقول د. على سليمان أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر إن الكمبيوتر للداعية شديد الأهمية .. فهو يوفر له وقته وجهده .. فأمهات الكتب التي لا يستطيع شراءها يجدها الآن متوفرة إما على اسطوانات أو على مواقع الانترنت .. وهذا يمكنه من أن يكون تحت تصرفه كل أو معظم تفاسير القرآن الكريم .. وكذلك كل أو معظم كتب السنة. والأهم من ذلك أن البحث أصبح سريعا فإذا كان يحضر خطبة ويحتاج لمراجعة تفسير بعض الآيات فيمكن استدعاؤها بسرعة وتدوين بعض الملاحظات. أما بالنسبة للأحاديث فيفتح البخاري مثلا أو مسلم ويبحث في الباب الذي يريده عن حديث أو أحاديث ويعرف درجة صحته، وعليه فلم يعد مقبولا أن يعتمد على حديث ضعيف أو موضوع .. لأنه إذا بحث فسوف يعرف بسهولة درجة صحة الحديث.

أما الخطب التي تهمه أو الفتاوى التي لا غنى عنها فيمكن حفظها في جهاز الكمبيوتر والعودة إليها عند الحاجة. وإذا كانت هناك مجلة إسلامية أو بحثية ويتعذر عليه الحصول على نسخ منها فيمكن أن يطلع عليها باستخدام الانترنت. كما يمكن للداعية الشاب أن يستشير رجال الدعوة والفتوى باستخدام البريد الالكتروني. وهكذا فالتقنيات الحديثة يجب استغلالها والاستفادة منها بشكل واسع لخدمة الدعوة الإسلامية.

تجربة داعية ناجح

يعتبر الداعية الإسلامي الشاب عمرو رأفت من أبرز الدعاة الشباب الذي يستخدمون التقنيات العصرية لخدمة الدعوة الإسلامية.

وقد تخرج عمرو رأفت في كلية أصول الدين بالأزهر الشريف وعمل بعد تخرجه إماما وخطيبا بوزارة الأوقاف، وواصل دارسته بعد تخرجه في كلية أصول الدين وكلية دار العلوم. ويقول عمرو رأفت: إن استخدام الداعية للتقنيات الحديثة يساعد في نجاحه, فأنا استخدم الكمبيوتر وأشاهد البرامج المتخصصة في الفضائيات وتعجبني المواقع التي تقدم بابا للفتوى حيث تتلقى فتاوى القراء والمشاهدين وتجيب عليها بعد وقت قصير. كما يعجبني الشركات التي تنتج الاسطوانات التي عليها أفلام هادفة للأطفال وأناشيد إسلامية وخطب ومحاضرات للشيوخ والدعاة وندوات علمية وفكرية جديدة.

أما الداعية الشاب يوسف بهاء وهو شهير في حي مدينة نصر بالقاهرة وبعض مناطق مصر الجديدة، فيقول: إنني أجمع فتاوى كبار الفقهاء في مصر والسعودية وأفهرسها ثم أحفظها على اسطوانات وأذاكرها جيدا، وأهتم بالفتاوى ذات الطابع الحي بمعنى التي يقابلها الناس باستمرار ويسألون عنها، وأفعل الشيء نفسه في خطب وأحاديث كبار رجال الدعوة حتى تجمعت لدى مكتبة عظيمة كلها محفوظة على الكمبيوتر. كما أفعل شيئا مماثلا مع البرامج الحوارية الهادفة وندوات الفكر .. لأنني مهتم بالشق الفقهي والشق الفكري معا. ولا أقوم بتخزين هذه المادة لمجرد التخزين وإنما أرجع إليها بصورة شبه يوميه وأبحث فيها لأخدم خطبي ومحاضراتي .

وأرى أننا جيل محظوظ فالداعية القديم كان يقضي الأيام يسأل وينقب عن حديث معين أو تفسير أية معينة أو فتوى معينة وقد يجدها وقد لا يجدها، وقد يكلفه الأمر الانتقال إلى المكتبة العامة لساعات طويلة أو الاستعارة من المكتبات أو الأصدقاء في حالة عدم القدرة على شراء الكتاب المطلوب، لكن الآن لا حجة لمن يريد أن يستزيد من العلم، فهذا الأمر لا يستغرق أكثر من ساعة من الزمن باستخدام الكمبيوتر والانترنت.

وينبه يوسف بهاء إلى ضرورة الانتباه للاستخدامات السيئة للوسائل الحديثة .. ففي الفضائيات والدش جوانب سلبية تضر شبابنا وفتياتنا وثقافتنا عموما .. وكذلك الأمر عبر الشبكة العالمية ( الإنترنت) .. لذلك يجب على الأبوين مراقبة هذه الوسائل وتعظيم الاستفادة من الشق الايجابي منها والحذر من جانبها السلبي.

الفضائيات لخدمة الدعوة الإسلامية

أما د. مصطفى حلمي أستاذ الفلسفة بكلية دار العلوم فيقول إن استغلال المقتنيات الحديثة في الدعوة الإسلامية أمر ايجابي كنا ندعو إليه ونتمنى أن نراه واقعا .. فمن غير المعقول حينما يتحقق أن نهاجمه. إن تجربة استغلال الهاتف في الفتوى خاصة إذا كانت فتوى سرية لا يريد الإنسان أن يجهر بها فالهاتف أسلوب عصري وجيد في هذا الشأن.

وإذا كان البعض يقول إنه لا يجوز أخذ المال نظير الفتوى والمال هنا هو قيمة المكالمة التليفونية، فإنه يمكن الرد على ذلك بأن المبلغ الزهيد نظير استخدام التكنولوجية الحديثة ونظير حبس الذين يعدون الفتوى لوقتهم. وإذا تم اختيار فقهاء على مستوى عال للإجابة على الفتاوى، فإن التجربة تكون جيدة وواعدة. ولذلك فإن استخدام القنوات الفضائية في الفتوى الإسلامية أمر له قيمته، وما أشد تأثير برامج د. يوسف القرضاوي الأسبوعية على هذه القنوات التي ينتظرها الناس.

كما أن مريدي الشيخ القرضاوي وكثير من المشايخ الآخرين قاموا بإطلاق العديد من المواقع على شبكة الانترنت لتضم كتبهم ومقالاتهم وفتاواهم، وهذا أمر جيد يستحق الإشادة.

تطوير الخطاب الديني

أما د. ليلى عبد المجيد عميدة كلية الإعلام بجامعة 6 أكتوبر فتقول إن إعلامنا كان يفتقد البرامج الحوارية في الإذاعة والتلفزيون، ولم يكن لدينا إلا البرامج الخطابية الوعظية.. أو على أحسن تقدير البرامج الحوارية .. أما الآن فقد استطاعت الفضائيات العربية تطوير هذا الواقع ورأينا البرامج الحوارية المفتوحة حيث يكون المذيع ومعه ضيف أو أكثر يشاهدون الحوار ويشتركون فيه، وعلى الطرف الآخر هناك المشاهدون الذين يتفاعلون مع البرنامج ويتصلون بالهاتف ليعقبوا عليه.

وهذا التفاعل الايجابي هو الأكثر تأثيرا. وهناك العديد من البرامج الناجحة في هذا الشأن.

وقد أدى ذلك إلى الارتقاء بالخطاب الديني وتطويره والتعرف بايجابية على مشكلات المشاهدين. كما نجحت الفضائيات أيضا في إثارة العديد من القضايا التي كانت محظورة من قبل وصار هناك جرأة كبيرة في التناول، وهذا بالتأكيد في صالح الدعوة الإسلامية وفي صالح الخطاب الديني عموما.

الانترنت وتسهيل الفتوى

يرى د. حلمي صابر الأستاذ بكلية الدعوة أن انتشار تكنولوجيا الحاسبات والانترنت في بلادنا في السنوات الأخيرة شجع على استخدامها في مجال الدعوة فكثير من الفتاوى تأتيني وتأتي زملائي عن طريق البريد الالكتروني ونقوم بالرد الفوري عليها .. وفي هذا تسهيل للفتوى .. فربما كان الفقيه مسافرا .. وهذا كثير ما يحدث لكنه أثناء السفر يفتح جهاز الكمبيوتر ويتصل بالانترنت من أي مكان ويشاهد البريد الالكتروني ويستطيع الرد على الفتوى فورا, هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فهناك مواقع كاملة للقرآن الكريم والسنة النبوية فقط فيها تجويد للقرآن وفيها أهم وأشهر وربما كل كتب التفسير .. ويستطيع المستخدم أن يبحث بالآية والسورة .. ويستطيع الاستماع إلى المقرئين الذين يحبهم. وكذلك يستطيع المستخدم البحث في كتب السنة النبوية، وربما كتب العقيدة والسيرة والتاريخ، هذا كله يفيد الطالب والباحث ويثري الدعوة الإسلامية. هذا بالإضافة إلى المواقع التي تبث خطب المشاهير وكتبهم .. وربما شاهد المستخدم على شاشة الكمبيوتر أفلاما دعوية ودروسا وخطبا .. وهذا كله له تأثير إيجابي وقدرات واسعة لم تكن متاحة قبل ذلك.

تفاصيل فضيحة برنامج التحدي لجورج قرداحي
صاحب فضائيات الخلاعة يتهم العرب
"10" سنوات من «الجزيرة»
أمريكا وكوريا الشمالية .. لعبة القط والفأر
لزيارة ناس برس.. ضد المنع والحجب
مشاهدة المزيد