أسرار قذرة لوزير الدفاع محمد ناصر أحمد
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 7 سنوات و 10 أشهر و 7 أيام
الثلاثاء 27 ديسمبر-كانون الأول 2016 07:01 م
 

في أحد أيام 2013م كنت في لقاء مع قائد عسكري كبير برتبة لواء ركن " وكان من كبار قادة الجيش الذين أعلنوا تأييدهم لثورة الشباب" فسألته عن وزير الدفاع "محمد ناصر أحمد" فتبسم ضاحكا ثم قال " ظل علي عبدالله صالح يبحث عن نعل فيه كل المقاييس ليضعه وزيرا لدفاع حتى عثر على "محمد ناصر" .

في أحد المقايل من عام 2012م تحدث محمد ناصر أحمد عن نفسه قائلا "لم اشعر أني وزير دفاع طيلة فترة عملي مع "علي عبدالله صالح إلا في عهد هادي (حيث عين وزيرا للدفاع في حكومة باجمال 2006 , واقر بعد ترشيح المخلوع له وبموافقة هادي وزيراً للدفاع في حكومة باسندوة 2011م .

محمد ناصر أحمد وزير دفاع يمني سابق متخم بسجل قذر حافل باللصوصية والغدر والخيانة لشرف الجيش وللمؤسسة العسكرية على حد سواء.

 لم يعرف التاريخ المعاصر وزير دفاع إستمات في خيانته لمؤسسة الجيش والجمهورية والوطن كـ"محمد ناصر أحمد" , وكان له نصيب الأسد بعد المخلوع في كل الجرائم التي لحقت بالجمهورية وبالجيش اليمني, وظل يعمل مع هادي عدة سنوات كحية رقطاء خبيثة ,حتى حقق كل ما كلفت به .

 لكي نكتشف تأصيل "دناءة هذا الرجل " فللعلم فقد ظل أكثر من 32 عاما وهي فترة ملازمة عملة كمتخصص في تزويد مؤسسة الجيش بالبيدات" الأحذية " وعلب الفول وتوابعها طيلة حياته العسكرية التي بدائها في عام 1975 بتعيينه نائبا لمدير دائرة الإمداد والتموين بوزارة الدفاع بالشطر الجنوبي سابقاً ’ وظل يتنقل بين فروع دائرة التموين والإمداد طيلة 3 عقود من الزمن حتى ترقى وزيرا للدفاع في عهد المخلوع عام2006 م .

ما جعلني أسطر بعض مفردات "خيانة هذا العلقمي هي بعض الشهادات التي وردت ضمن البرنامج الوثائقي " السلاح المنهوب عبر قناة الجزيرة قبل عدة ايام , ومن أهمها شهادة " اللواء عبدالله الصبيحي"الذي أتهمه بالخيانة ومؤكدا أنه "هو أكثر من عمل على تسليم أسلحة الجيش اليمني للحوثيين وكان أكثرهم تعاونا معهم .

كانت تلك الشهادة التي وثقت أحد الصفحات السوداء في تاريخ هذا الرجل "المسخ نفسيا وعسكريا"كان أيضا أحد شركاء تصفية العميد حميد القشيبي قائد اللواء 310, وتسليم محافظة عمران للحوثيين.

محمد ناصر أحمد هو أيضا أحد المخططين في "العملية الفاشلة" لتصفية الفريق الركن على محسن الأحمر خلال تواجده في الفرقة الأولى مدرع "سابقا" بعد توجهه إليها بعد سقوط العاصمة صنعاء لقيادة العمليات العسكرية ضد الحوثيين بأمر من هادي .

الفريق محسن تلقى يومها وعودا من هادي ووزير الدفاع بدعمه بعدة ألوية لمواجهة زحف الحوثيين لمنع تدفقهم على العاصمة صنعاء ,لكنه فوجئ أثناء تواصله مع قيادات الجيش بالتحرك حسب ما أتفق أن وزير الدفاع لم يصدر أي توجيهات عسكرية للدفاع عن العاصمة صنعاء , بل كانت كل القيادات العسكرية كانت تؤكد أنها تلقت توجيهات منه بالتعاون مع الحوثيين وعدم مواجهتهم وإن طلبوا منهم التسليم فليسلموا .

عشية سقوط صنعاء أغلق "الخائن " هاتفه منتظرا فقط خبر تصفية "علي محسن" في الفرقة ألأولى المدرع التي انهالت عليها الصواريخ والقذائف من كل من الجبال المحيطة بها "من نقم والصباحة والنهدين " ولم يتمكن"علي محسن" يومها من النجاة من ذلك الفخ والمؤامرة سوى مغادرة مقر الفرقة على متن سيارة اللواء محمد يحي الحاوري قائد المنطقة الثالثة حينها.

ما وورد في تقرير قناة الجزيرة لا يساوي إلا سطور في صفحة سوداء من عدة مجلدات من جهود "علقمي اليمن المعاصر" في تسليمه لمخازن وعتاد الجيش اليمني للمليشيات الحوثية .

يعد محمد ناصر أحمد أيضا أحد أهم ركائز الإنقلاب العسكري الذي تم في اليمن , وكان دائما يرغب في توجيه ضرباته الموجعة لمؤسسة الجيش وهو خارج اليمن ,حيث سقطت عمران وتم تصفية القشيبي في 8 يوليو 2014م وهو خارج اليمن, وفي 5 ديسمبر 2013ساهم في تسليم وزارة الدفاع لعناصر تنظيم القاعدة وهو خارج اليمن , وسقطت دار الرئاسة في 20-1-2015م وهو وخارج اليمن .

وسبق ذلك مشاركته في إسقاط المناطق العسكرية التي لم ترضخ للمخطط الذي كان يقوده وتسليمها لتنظيم القاعدة كما حصل مع قيادة المنطقة العسكرية الثانية بمدينة المكلا التي سقطت في 30 سبتمبر 2013م وهو خارج اليمن .

كل ذلك التهرب خارج اليمن يأتي في سياق محاولته إبعاد أي شبهه حول أي دور له تجاه كل تلك الجرائم التي شارك مع المخلوع صالح في كل فصولها لتدمير الجيش اليمني وتسليم مقدراته وقياداته لكل القيادات الخائنة التي ستتعامل مع الحوثيين لاحقا ومع الإنقلاب .

في أوائل فبراير من عام 2014 اصطحب وزير الدفاع السابق محمد ناصر أحمد" لفيفا من كبار قادة الجيش اليمني الذين شكلوا النواة الأولى لقيادة الثورة المضادة في اليمن واستهداف منجزات ثورة الشباب وكان وجهتهم جميعا إلى الولايات المتحدة الأمريكية في مهمة أعلن عنها يومها أنها كانت رسمية .

لكن بعد 6 أشهر من تلك الزيارة بدأ المخطط الانقلابي بممارسة الدموية ضد الرافضين له وكان تصفية العميد القشيبي هو أول ثمار تلك الزيارة التي باركها الأمريكان وباركوا "مخطط الإنقلاب وتسليم صنعاء للحوثيين .

يمكن توصف زيارة "محمد ناصر أحمد " الأخيرة إلى واشنطن بأنها مثلت أكبر بيعة أو خيانة قذرة في تاريخ "مؤسسة الجيش اليمني" وفيها وضعت اللمسات الأولى لإبعاد كل رموز قادة الجيش من مؤيدي ثورة الشباب تحت مبرر هيكلة الجيش التي قاد تفصيلها رموز من رجال المخابرات الأمريكية وخبراء من الجيش الأردني.

بعد أن أكمل "علقمي اليمن" مهمته في مؤامرة الانقلاب وتسليم معسكرات وأسلحة الجيش اليمني للحوثيين غادر اليمن بعد نجح في تكون ثروة مالية كبيرة تقدر بعشرات الملايين من الدولارات من ممولي الإنقلاب الدوليين مكنته من إقامة شبكة تجارية واسعة فروعها اليوم تتوزع ما بين "عمان والأردن والإمارات العربية المتحدة.

سيأتي اليوم الذي سيحاكم فيه هذا الخائن , فإن عجزت هذه الأجيال المعاصرة عن ذلك فسوف يحاكمه التاريخ , فالتاريخ لا يرحم الخونة دائما.