آخر الاخبار

الرئيس العليمي يهاتف طارق صالح للإطمئنان على صحته عقب تعرضه لهذا الامر قيادي حوثي يتحدث عن طبخة دولية بمشاركة مصر ستنضج قريباً للإطاحة بمشروع الولاية :المعادلة ستتغير بعد الانتخابات الأمريكية رسالة من صلاح “تصدم” جماهير ليفربول الرئيس العليمي يصل مصر بدعوة من نظيره عبدالفتاح السيسي.. ما لمهمة؟ قائد عسكري أمريكي رفيع يتحدث عن مايجب على واشنطن فعله لوقف هجمات الحوثي على السفن التجارية مساعد جهاد.. تقرير مجلس الأمن يكشف عن مهمة عسكرية لقيادي بارز في الحرس الثوري بـ صنعاء مجلس القيادة يعلن تحمّله مسؤولية معالجة الوضع الاقتصادي ويناقش تقلبات اسعار الصرف طارق صالح خلال اللقاء الموسع للقيادات العسكرية بالحديدة: المشروع الوطني هو الضامن لاستعادة الدولة وهزيمة إيران والبندقية هي من ستعيد الدولة شاب يمني يلفظ أنفاسه الأخيرة في رحلة الهجرة إلى أوروبا واشنطن بوست: دول عربية تقاوم توسلات واشنطن وترفض الضغوط الأميركية لإدانة الحوثيين؟

يابلاشة ..!! مأساة في مكتب الخطوط اليمنية
بقلم/ محمد جواد عبد الصمد أحمد
نشر منذ: 14 سنة و 5 أشهر و 25 يوماً
الأحد 09 مايو 2010 04:43 م

كنت مضطراً للسفر من مدينة جدة إلى صنعاء في رحلة عمل تستغرق عدة أيام ، فتوجهت للفور إلى أحد مكاتب الطيران المنتشرة في جدة للحجز على متن الخطوط السعودية أوأحد شركات الطيران الخاصة مثل ناس أو سما ولكني للأسف لم أجد، فنصحني أحد الزملاء بأن أحجز على متن الخطوط اليمنية، فأتجهت من فوري إلى مكتب الخطوط اليمنية الإقليمي الواقع في وسط مدينة جدة وفي أحد أرقى أحيائها.وصلت إلى المكتب في تمام الساعة 4:45 عصراً فوجدت المكتب مقفلاً وما هي إلا دقيقتين حتى جاء رجل كبير في السن يتجاوز السبعين ويرتدي ثياب رثة رابطاً عمامة متسخة على رأسه، للوهلة الأولى ظننته أحد المتسولين المنتشرين في شوارع جدة، لكنه ما أن جاء حتى أخذ يفتح الأبواب الحديدية للمكتب وفاجأني بطريقه غير مهذبة بقوله: "المكتب يفتح في تمام الساعة 5:00 عصراً، يعني عاد باقي 10 دقائق" فعرفت أنه موظف الأمن الخاص بالمكتب، انتظرت 20 دقيقة حتى فتحت الأبواب الزجاجية أي الساعة 5:10 مساءاً، ودخلنا المكتب أنا ومجموعة من المنتظرين. في الحقيقة المكتب منظم ونظيف وتظهر عليه سمات الحضارة اليمنية حيث أن الرواق الداخلي للمكتب مزيّن بالقمريات الملونة والنوافذ ذات العقود الجبسية المنقوشة، أخذت رقم تسلسلي وجلست أمام كاونترات خدمة العملاء أنتظر دوري. لفت نظري أن موظفي المكتب لا يرتدون الزي الرسمي الأنيق مع ربطة العنق كما تعودنا أن نشاهد موظفي مكاتب خطوط الطيران في جميع أنحاء العالم. كان قبلي أحد الأشخاص على كاونت والخدمة فانتظرت مستمعاً للحديث الذي دار بينه وبين موظف مكتب الخطوط وكان الحديث دائراً حول القات وأسعاره وكيفية الحصول عليه في مدينة جدة حيث أن القات يعتبر من الممنوعات التي يحظر بيعها في المملكة العربية السعودية، حيث أسهب موظف المكتب قائلاً: "أنا في اليمن أبدأ التخزينة من بعد العصر حتى العشاء"، أستغربت كثيراً من هذا الأمر حيث لم أشاهد في حياتي موظف يعمل في مكتب خطوط طيران يتكلم مع العملاء في هذه الأمور التافهة فضلاً عن كونها تعد محظورة في المملكة العربية السعودية، مرّت 20 دقائق وجاء دوري نادى الموظف على رقمي بصوت عال جداً وكأنه يعرض بضاعته في سوق السمك!! جلست أمام الموظف وأخذ يسألني عن تاريخ وموعد الرحلة التي أود أن أسافر على متنها، وبعد أن حددت الموعد ، قال لي الموظف: "هناك مقعدين على متن الرحلة بدرجات مختلفة" فسألته عن الأسعار فقال لي بسخرية :"أكيد تريد البلاش؟"- يقصد السعر المنخفض- فقلت له: "ممكن توضح أكثر" قال: "هناك الدرجة الأولى بـ 530 ر.س، و الدرجة الإقتصادية بـ 320 ر.س ويابلاشة"، مع أنه من المعروف في جميع مكاتب خطوط الطيران في أنحاء العالم أن الموظف دائماً ما يعرّف العميل بالأسعار المتاحة بالتفصيل ويعرض عليه أرخص الأسعار و العروض وينصحه بالأقل ثمناً ثم يترك الخيار للعميل حيث أن العميل غالباً ما يهتم بالسعر دون الدرجة ولأن ذلك أيضاً يدخل ضمن مهام موظفي خدمة العملاء في جميع شركات الطيران ، وبعد أن حددت الدرجة ودفعت الرسوم قال لي بأسلوب وقح :"شوف هذا السعر عبارة عن عرض و لفترة محدودة يعني إذا لم تسافر في التأريخ و الوقت المحددين ستخسر المقعد نهائياً ولن يحق لك الحجز بهذه القيمة مرة أخرى".

خرجت من مكتب الخطوط اليمنية وأنا عازم أمري ان لا أزور المكتب هذا مرة أخرى وإذا أردت أن أحجز على متن الخطوط اليمنية يمكن أن يتم ذلك عن طريق أحد مكاتب الطيران الخاصة والتي تقدم للعملاء مستوى راقي جداً من الخدمة وحسن التعامل. نتمنى من الخطوط اليمنية التي ترفع شعار" سفير اليمن الطائر" وتتشدق به في جميع إعلاناتها أن تكون بمستوى هذا الشعار وتحسّن من مستوى خدماتها فضلاً عن تأهيل موظفي مكاتبها داخل الوطن وخارجه لرفع كفائاتهم المتواضعة جداً في البيعات وخدمة العملاء لاسيما في المكاتب الإقليمية في كبريات المدن والعواصم حيث أن العملاء ليسوا يمنيين فقط بل عرب وأجانب من جنسيات مختلفة ، وهذا ما يسيء لسمعة الوطن كون اليمنية تعتبر شركة طيران حكومية. وفي تصوري أن هذا لايكلف شيئاً مقارنة بالدخل الكبير الذي تحظى به الشركة علماً أن قيمة التذاكر يعتبر مرتفعاً جداً مقارنة بخطوط طيران عربية من نفس المستوى كالمصرية والسورية مثلا، ولا أتوقع أن إلتزام الموظفين بالزي الرسمي الأنيق والتعامل المهذّب والمواعيد الدقيقة للرحلات وسرعة الخدمة ورقيها وقبل هذا وذاك الرغبة في التطوير والتحسين إقتداء بمثيلاتها من شركات الطيران العربية والأجنبية سوف يكبد الشركة خسائر مادية كبيرة.