انسانية من لا إنسانية لهم..!
بقلم/ منال القدسي
نشر منذ: 8 سنوات و 7 أشهر و 25 يوماً
الثلاثاء 15 مارس - آذار 2016 11:48 ص
على مدى عام وتعز تعاني الالالم والجراح، دماء أبناءها ونساءها وأطفالها خضبت كل الشوارع، خيرة رجالها وشبابها يستشهدون كل يوم دفاعاً عن أعراضهم وكرامتهم ومدينتهم أمام غازي متوحش جاء ليقتل ويدمر.. مئات الأُسر جمعت بأيديها أشلاء أبناءها ومئات الأبناء جمعوا بأيديهم أشلاء أباءهم.. نيران حقدهم لم ترحم صغيراً ولا كبيراً ولا مريضاً فدمروا المنازل والمدارس والمساجد والمنازل.
كل هذا حدث ومازال يحدث في تعز دون أن تتحرك مشاعر المفسبكين المخمليين.. فقط تحركت مشاعرهم وظهرت وتنعششت إنسانيتهم لمشهد سحل قناص قاتل!!! تلك الصورة القديمة التي يطالعنا بها المفسبكين وهي صوره سبق نشرها ولا يوجد فيها ما يستدل على أنها في اياً من شوارع تعز!!!..
ولنفترض ومجاراة لذكور الانسانية ان ذلك المشهد وقع في تعز من قبل أحد ذوي الضحايا فلماذا يتم اثارة تلك الزوابع وتضخيم الحدث واعطاءه أكبر من حجمه وتبدأ المزايدة بالإنسانية؟!
لماذا لا تتحدثون أيها المفسبكون المخمليون عن الاسرى الذين مايزالون يقبعون في سجون المدينة السكنية بالجند ويذوقون أصناف التعذيب والهوان، ويتم التمثيل بهم وهم أحياء ثم قتلهم ورميهم على قارعة الطرق؟! لماذا لا تتحدثون عن المخطوفين الذين يتم استخدامهم كدروع بشرية في مخازن وأقبية مُستهدفة من قبل الغارات الجوية للتحالف العربي؟!.
لم تتحرك مشاعركم وإنسانيتكم لتلك الاشلاء التي تتطاير والاطراف التي تُبتر جراء الغام الحقد التي زرعها المجرمون القتلة في شوارع تعز وفي الاحياء السكنية.. لم تحرك انسانيتكم قذائف مدفعية الدبابات وصواريخ الكاتيوشا التي كان ومازال المجرمين يمطرون بها تعز على مدى عام ولا تلك القذائف التي كان المتوحشون يقذفونها متعمدين على طوابير النساء والاطفال وهم يجلبون الماء من خزانات المياه بالحارات..
انسانيتكم انتقائية بالمزاد العفاشي، قابعين في بيوتكم على الواتس والفيس بوك تنشرون ثرثراتكم دون أن تكلفوا أنفسكم معرفة حقيقة ما يدور حولكم.. تعز تذبح كل يوم وكل ساعة وانتم في بيوتكم والآن تستكثرون على تعز لحظات انتصار تعيشها، لحظات ثمارها عتق كرامتكم وحريتكم المسلوبة على امتداد المناطق التي دنستها العصابات الإجرامية. 
ان صورة واحدة من مشاهد المهانة والاذلال والشتائم التي كان يتعرض لها النساء والشيوخ في معبر الدحي كل يوم هي أكثر إيلاماً ووجعاً لمن لديه احساس او كرامة او انسانية من سحل قناص ميت أزهق أرواح العشرات من أبناء تعز وهم أحياء اطفالاً ونساءً وشيوخا وشبان.. عن أي انسانية تتحدثون وأين كانت انسانيتكم على مدى عام؟!.
أيها المتشدقون بالانسانية.. 
من يعتدون على تعز ويقطعون الطرق والغذاء والماء وقبلها اعتدوا على بيوت المواطنين وقاموا بتفخيخها ودمروا بيوت الله وسفكوا الدماء واسروا الشهيد حميد القشيبي وقتلوه بعد اسره وشنعوا بجثته، وافعالهم تندرج ضمن جرائم الحرابة بخروجهم المسلح للاعتداء واحداث الفوضى والنهب والسلب وسفك الدماء وقطع الطرق وتهديد أمن المجتمع وتحدِ تعاليم الدين والنظام والقانون كل تلك الاعمال تندرج ضمن جرائم الحرابة وحد الحرابه ان تُقطع الأيادي والأرجل من خلاف والصلب!!!! وشرعاً ينفذ فيهم حد الحرابة قال تعالى (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم).
ان السحل والتمثيل لا تعرفه تعز، انه جزء من تاريخ عصابات الإجرام بحق الأبطال والشرفاء من أبناء تعز من قبل نظام حكم طائفي عنصري، وهل ننسى مشهد سحل بطل حرب السعبين الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب في قلب العاصمة صنعاء بعد قتله.. انه مشهد مايزال ماثلا أمام أعيننا وأعين من عاصروه ومن لم يعاصره.
فالسحل سلوك تلك العصابات الرجعية الحاقدة ومايحدث الان ماهو إلا امتداد لتلك الحقبة المظلمة من تاريخ اليمن، فالشهيد عبدالرقيب سُحل وهو من الابطال الذين دافعوا عن الجمهورية وكسروا حصار السبعين عن صنعاء، قُتل وسُحل بعد ان كان رئيساً لهيئة الاركان فقط لانه "برغلي".. لم يكن معتدياً ولا غازياً، قُتل في منزل علي سيف الخولاني (احد القيادات التي فرت من صنعاء اثناء حصار السبعين)، وكان مُصدر اوامر قتل الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب هو الفريق حسن العمري رئيس الوزراء الذي عُرف بعنصريته وانتهى به الامر فاراً من اليمن بعد ان اقدم وهو مخموراً على قتل المصور الحرازي.. قتل وسحل الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب لم يكن سلوك فردي بل سلوك نظام كان يحكم البلد، ولولا تدخل الشيخ احمد علي المطري الذي قام بكسر جهازه (غمد الجنبية) ودعى القتلة الذين كانوا يحتفلون ويبترعون حول جثة الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب في ميدان التحرير، دعاهم بحق القبيلة الى إكرام جثة الشهيد بالدفن، وقبله عاب الشيخ قاسم منصر وهو كان أحد قيادات الملكيين (قبل الصلح) عاب القتلة بقوله: "حمى عليكم تعبثوا بجثة بطلكم". 
تاريخ مفعم بالوحشية 
السحل وجز الرؤوس هو سلوك متوارث لتلك الميليشيات الإجرامية التي أسرت من أبناء تعز (المقاطرة) حوالي الفين قاموا بجز رؤوس الف منهم واجبروا الالف الاخر على حمل رؤوس اخوانهم من تعز الى المركز المدنس مشياً على الاقدام عقب الاطاحة بثورة الخزفار في عهد حكم امامهم يحيى حميد الدين، وحين وصلوا الى المركز المدنس امر الامام عكفته بجز رؤوس الالف الحاملين لرؤوس اخوانهم، اي بشاعة واية وحشية لنسل مجرمي فارس.
ان قتل رئيس دولة (الشهيد ايراهيم الحمدي) على مائدة الطعام مستضافاً للغداء وقتل اخيه الشهيد عبدالله الحمدي وجلب جثتي فرنسيتين لمحاولة تشويه تاريخه كانت صورة اكثر ايلاماً لنا من صورة سحل قناص قاتل!!! ان صح انها حدثت في تعز.
انتصارات تعز قد كشفت تلك الفئة المتلونة وكشفت عوراتها المتسترة بثوب الانسانية. اين كانت انسانيتكم عند قصف المستشفيات ومنع دخول الاكسجين للامراض والاطفال الخدج في تعز؟ اين كانت انسانيتكم حين مُنع الماء والغذاء والدواء من الدخول لمدينة تعز المحاصرة ونهب مواد الاغاثة والدواء وقنص اي جسد يتحرك امامهم دون تمييز بين طفل وامرأة وعاجز وجائع وظمآن؟. 
توقفوا عن التباكي ليتكم تعلمون حالة الغثيان التي نشعر بها ازاء انسانيتكم المخملية التي لا يمكن قياسها إلا بالدجل المقرف !!!
احترموا انفسكم قليلاً واقبعوا في منازلكم واخرصوا خيراً لكم من كشف عوراتكم النتنة.. الجميع يعلم ان هذا التباكي المزيف هو لخدمة الحوافيش واعلامهم المظلل ولا يهدف سوى تشويه تعز الصابرة الصامدة ومحاولة خطف اضواء الانتصارات التي حققتها.. ولكن ستبقى تعز اكبر من نباح الخونة والعفافيش المأجورين..
تعز انتصرت وحررت نفسها بسواعد شبابها ورجالها ونسائها واطفالها الصامدين.. تعز أكبر من أن يتناولها مجموعة عبيد مأجورين تصنيفهم من قبل اسيادهم "زنابيل".. عاشت تعز وعاشت اليمن وعاش أبناء اليمن الاحرار الشرفاء والمجد والخلود لتيجان رؤوسنا شهدائنا الابرار.
عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالعزيز العرشاني
الشيعة رأس الحربة لإنشاء إسرائيل الكبرى
عبدالعزيز العرشاني
كتابات
د. محمد جميحالحل في الرياض
د. محمد جميح
إلهام محمد الحدابيصالح الذي ظن نفسه بطلاً
إلهام محمد الحدابي
علوي الباشا بن زبعالأكيد...
علوي الباشا بن زبع
هادي أحمد هيجتعز ولذة النصر
هادي أحمد هيج
تعز ومشروع المستقبل
د. عبده سعيد مغلس
مشاهدة المزيد