صراع الأغلبية وقلب الموازين بمجلسي النواب والشيوخ بعد فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية اكتساح جمهوري لمجلسي الشيوخ والنواب.. آخر النتائج في اجتماع استثنائي.. الحكومة الشرعية تناقش خطة انقاذ اقتصادي تمهيدا لإقرارها وتشدد على مواصلة ضبط المتلاعبين بالعملة لماذا تتراجع العملة اليمنية في مناطق الشرعية؟.. تقرير أممي يُجيب ويؤكد أن الريال فقد ربع قيمته مؤخراً كامالا هاريس تُقر بالهزيمة وتكشف ما قالته لترامب بعد ظهور النتائج أول اجتماع لتكتل الأحزاب في عدن وهذا ما اتفق بشأنه المجتمعون وأكدوا عليه الحوثيون يعلقون على فوز ترامب وهل ستتأثر هجماتهم بالبحر الأحمر تعرف على نتائج القرعة.. اليمن في المجموعة الثالثة في كأس آسيا للشباب الرابحون والخاسرون من فوز ترامب.. محللون يتحدثون حماس تعلق على فوز ترامب.. وتكشف عن اختبار سيخضع له الرئيس الأمريكي المنتخب
إن أي ثورة هي بحاجة إلى إعلام ناجح وفقيه ومتكامل يغطي أحداثها، ويتابع حلقاتها أولا بأول، إذ الإعلام الناجح أو الفقيه والمتكامل، من شأنه أن يجعل أحداث الثورة تسير بوتيرة متسارعة، وقطع شوطا كبيرا في تقريب نضجها وجني أو قطف ثمارها، وهو – بتصوري - ما ينقص ثورة اليمن، إذ تعاني من هذا الضعف الإعلامي، ومكبر الصوت، فنفيرها ما زال خافتا جدا؛ إذ إن قناة سهيل بتجربتها الوليدة وبأدواتها المتواضعة هي عاجزة أن تغطي أحداث وحلقات الثورة في اليمن بشكل متسارع وبث مباشر.
ولا ننسى الأهمية الكبيرة للدور الإعلامي في تقريب نضج الثورات وقطف ثمارها، لهذا وصف الله عز وجل اليهود بأنهم (أكثر نفيرا) في الآية 6 من سورة الإسراء (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا). ولا يخفى على أحد الدور الإعلامي العالمي - الذي حظي به اليهود - في التأسيس لدولتهم، ولولا أن الحركات الإسلامية كانت حجر عثرة أمام التقدم اليهودي المتسارع، وأمام توسع دولتهم المنشودة من النيل إلى الفرات؛ إذ لولا ذلك الدور الرائع التي قدمته الحركات الإسلامية - وحماس على وجه التحديد - لكان قد تم لهم ذلك التوسع لدولتهم منذ زمن؛ إذ كان للنفير الإعلامي الصهيوني العالمي الموجه لخدمة مشاريعهم وقيام دولتهم الشأن الكبير في تسارع قيام دولة إسرائيل.
ومن هنا أوجه نداء عاجل إلى الجزيرة التي أراها تنظر إلى ثورة اليمن من طرف خفي، ولم تعطيها حقا من الاهتمام، إذ ولت تجاه ليبيا بكلتي عينيها، وقد كنا نتمنى منها أن تجعل لنا حيزا من ذلك الاهتمام، وتنظر إلى اليمن وثورتها بإحدى عينيها؛ ولا أحد يجهل الظرف الليبي والسيناريو الإجرامي الذي يتبع في مواجهة الثوار وقمعهم بما يشبه الإبادة الجماعية؛ بيد أنه من خلال الموقف الدولي المتخاذل والمتواطئ أصبح يفهم للجميع بأن السيناريو الليبي نال رضا غربيا واسعا، وهو المتوقع تمريره – لا سمح الله – في اليمن من قبل أمريكا، فهذه الأخيرة – بتصوري على الأقل – هي راضية تمام الرضا عن سيناريو ليبيا، وقد كانت تتمنى أن يحصل السيناريو نفسه في تونس ومصر، لولا أن جيشي هاتين الأخيرتين الوطنيين فوتا الفرصة عليها ولم يحصل لها ما تمنت، والسيناريو الليبي إنما نال رضا أمريكيا وغربيا لأنه يخدم تطلعات إسرائيل؛ إذ هذه الأخيرة لا تخدمها ثورات الشعوب العربية على أنظمتها؛ إذ هذه الأخيرة وفرت الحماية والأمن لإسرائيل، والسيناريو الليبي القمعي الوحشي من شأنه – حسب تصور أمريكا – أن يوقف الثورات أو حتى يضعفها على أقل تقدير.
وإذا نجح او لم ينجح السيناريو الليبي في وأد ثورة ليبيا – وهو لن ينجح – قد تلجأ أمريكا وحلفاؤها في تمريره أو تطبيقه على اليمن؛ إذ هذه الأخيرة متقاربة إلى حد كبير من حيث التركيبة الاجتماعية القبلية، خاصة وأنها - أي القبيلة - هي الورقة قبل الأخيرة التي ما زال حتى الآن يراهن عليها النظام في اليمن، وتحركات الرئيس اليمني تجاه القبائل في الآونة الأخيرة يؤيد ذلك، كما لا يخفى في الوقت نفسه تصريحات القذافي الأخيرة، وتهديده بتسليح القبائل، ولعل النظام اليمني الآن ومعه أمريكا يرقبان الوضع في ليبيا فإذا ما نجح فإن الدور سيأتي على اليمن لا محالة لكن أمريكا تريد والنظام اليمني يريد والله يفعل ما يريد.
ومن هنا فإن الشعب اليمني كله يهيب بالجزيرة - قناة الشعوب وشريان الثورات - أن تتفضل على اليمن وثورتها بإحدى عينيها؛ ومن هنا نتمنى في القريب العاجل أن نسمع أو نرى (عين على اليمن) كما كنا نشاهد ونرى عين على إيران وأخرى على السودان. إن ثورة اليمن بحاجة ماسة الآن إلى نفير إعلامي كبير من الدن الجزيرة، يشد من عضدها، ويوصل صوتها وهنا استحضر طلب موسى عليه السلام من ربه: (وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي ` يَفْقَهُوا قَوْلِي) (طه:28- 29)؛ إذ كان في سيدنا موسى عيب خلقي لا يكاد يبين من خلاله، ومن هنا لا استطيع القول بأن سهيل لا تكاد تبين؛ بيد أنها تأخر تلك الإبانة نتيجة تواضع أدواتها وقلة إمكانياتها، كما لا ننسى بالإضافة إلى ذلك أنها قريبة عهد بالعمل الإعلامي فلا تفقهه كما الجزيرة.
والثورة اليمنية هي في أمس الحاجة الآن لأن يفقه قولها ويسمع صوتها إلى الجميع في الداخل والخارج وبالوتيرة نفسها هي بحاجة إلى إدراك متسارع لأحداثها، ومثل هذا حمل لا ينوء به إلا أولي الخبرة من الإعلاميين؛ بمعنى أن حمل الثورات لا تنوء به سوى قناة الشعوب وشريان الثورات ومكبر الأصوات (الجزيرة)؛ صاحبة الزخم الإعلامي والحب الجماهيري؛ وإذا ما ضلت الجزيرة تنظر إلى اليمن وثورتها من طرف خفي؛ فإن هذا يعني أن نصف الثورة اليمنية مفقود، وهذا يؤدي إلى تباطؤ أحداثها وتأخر نضجها وقطف ثمارها، ولا ننسى عين أمريكا على سيناريو ليبيا وعزمها إلى أن يستمر في اليمن وأمريكا والنظام اليمني يرتقب، وإنا لمرتقبون شريان الثورات أن يصل إلينا وأن تطل علينا الجزيرة بإحدى عينيها.