صخر الوجية والحوثيين ..!!
بقلم/ د.مروان الغفوري
نشر منذ: 9 سنوات و 10 أشهر و 29 يوماً
الثلاثاء 09 ديسمبر-كانون الأول 2014 10:45 ص

صخر الوجيه، محافظ الحديدة، يقدم استقالته للرئيس هادي بعد أن اقتحم الحوثيون مبنى المحافظة واشتراطهم موافقة قائدهم أبو حرفشة على كل شأن في المحافظة، وتعيين ممثليهم في كل المكاتب الإدارية ... إلخ.

باختصار نظر الحوثيون للحديدة كأنها صعدة على البحر، ولصخر الوجيه كأنه فارس مناع.

قدم صخر استقالته لهادي.

الحديدة محافظة تختلف عن الحوثيين مذهبياً، أي أنها لا تؤمن بطقوسهم الدينية ومعتقداتهم عن العرق والتفوق السلالي والاصطفاء وحاكمية الفقيه والفقيه النبي، إلخ. وهي بلدة مكتظة بالبشر المختلفين عقديا، الذين يجبرون الآن بقوة السلاح على الامتثال لعقيدة غير عقيدتهم. هذا اللون من الانتهاك بالنسبة لكل العالم هو جزء من تاريخ البشرية الحالك.

أي أن تخضع لسلطة سياسية وعسكرية تعتمد كلياً على امتيازها العقائدي والديني.

وهو لدينا واقع جديد، لا يلقى حتى أبسط قدر من النقد والاشمئزاز من الرهائن في صنعاء.

كارل بوبر، الفيلسوف الانجليزي النمساوي الأشهر، ذهب الى الاعتقاد أن أثينا خضعت للفرس مؤقتا، لقوة السلاح الفارسي. وما إن حاول المحتل فرض عقيدته الدينية كتأليه الحاكم وتقديسه على بلدة عرفت الفلسفة والفن والخيال والحرية حتى نهضت أثينا كلها، ونالت حريتها كاملة. تنهزم المجتمعات عسكريا وتتعايش مع الآلة العسكرية القاهرة للمحتل، لكنها لا تمتثل لعقائده. بالنسبة للحوثية فهي ليست سوى عقيدة مسلحة تقوم سلطتها السياسية على خرسانة دينية مسلحة، بالكامل.

أي شرح سياسي خارج هذه الحقيقة الكبرى لن يضيف سوى مزيد من الخداع، والممرات الآمنة للكهنة المسلحين

الشرق الأوسط ذكرت تقريراً أول أمس عن دفعات جديدة من الأسلحة الثقيلة تسلمها الحوثيون عبر ميدي والحديدة.

أسلحة ثقيلة.

يتفرج ملايين اليمنيين على جماعة إرهابية تجرف بلدهم وتسحق كرامتهم وتهرسهم مرة أخرى في ديوان العبيد.

ويبدو أنهم يتقبلون الأمر. أنا لا.

*عن صفحة الكاتب بالفيس بوك