على طريقة الاحتلال الإسرائيلي.. مليشيات الحوثي تهدم منزلاً على رؤوس ساكنيه ماذا ينتظر وكلاء طهران في اليمن بعهد ترمب...وهل سيكون هناك استهداف للقادة الحوثيين من المستويات العليا؟ كيف نجا البرنامج النووي الباكستاني من مخططات إسرائيل والهند ؟ السعودية تحدد أقصى مبلغ يسمح للمقيمين بتحويله إلى خارج السعودية وعقوبة بالترحيل الفوري مفاجآت صحية حول تأثير البرتقال على الكبد والكلى رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع في أول مهمة دولية تبدأ بالقاهره وتمر عبر الإتحاد الأوروبي مجلس الأمن يوجه دعوة عاجلة للحوثيين تفاصيل لقاء وزير الخارجية السعودي مع نظيره الأمريكي بخصوص مستجدات المنطقة مؤسسة توكل كرمان تطلق برنامج تدريبي يستفيد منه أكثر من عشرة آلاف شاب وتأهيلهم لسوق العمل وتمكينهم عبر الذكاء الاصطناعي مؤشر السلام العالمي.. اليمن الدولة الأقل سلاماً في المنطقة والكويت الأكثر سلمية
كنت حتى الأمس القريب ضد الغربة ، لقد جربتها سنوات في مصر فكانت مريرة بطعم العلقم.!
كانت لدي قناعة بقضاء ما بقي من عمري في الوطن رغم أنه لم يبق لنا منه إلا رائحته ، لقد صار الوطن لغيرنا ونحن فيه أتعس من اللاجئين ، على الأقل اللاجئ هناك منظمات تهتم به وتوفر له أساسيات الحياة .
الآن تحطمت قناعتي وبت أسعى للهجرة واللجوء الإنساني إلى أي دولة حتى موزمبيق ، وقضاء من بقي من العمر في المنافي الباردة طالما سيتوفر لي الحد الأدنى من أساسيات الحياة ، وهو على كل حال لن يطول لأسباب كثيرة أولها صحتي التي تدهورت كثيرا ولن أتحدث أكثر من هذا .
سنترك التغني بالوطن للشعراء وللحالمين ، ولمن ذاقوا خيره وعرفوا نعيمه.
لقد قررت منذ فترة أن لا أكتب عن مرضي ، رغم أني أعتبرها فضفضة أخوية أشعر بعدها بارتياح معنوي ، تذكرني بتلك القصة التي رواها الكاتب الروسي الشهير أنطون تشيخوف عن " حوذي " سائق عربة يجرها حصان ، مات ولده الوحيد ولم يجد من يستمع إليه فجعل يحدث حصانه عن ولده وكيف مات .!
نحن بشر ونحتاج من يستمع إلينا ونحن نحكي.
سأروي لكم قصة سأتحدث عنها لأول مرة :
قبل سنوات ألفت كتابا قضيت فيه عدة أشهر بلياليها وأيامها وأنا غارق بين الكتب والمراجع والمصادر ، وضعت فيه عصارة ذهني وخلاصة جهود مضنية ثم وجدتني مضطرا لبيعه لينشر باسم شخص آخر .!
لقد كنت في حاجة ماسة للمال وبعت الكتاب بثمن بخس مقارنة بما فيه من الجهد الكبير .
بعد ذلك طبع الكتاب في الخارج ونال صاحبه من الشهر والامتيازات والأموال ما زاد حزني وحسرتي عليه رغم اني كنت في حالة من الضرورة حيث أغلقت أمامي كل الأبواب وبقيت لأشهر عاجزا عن شراء قرص علاج ناهيك عن غيره من أساسيات الحياة.
أن تبيع كتابك كأنك تبيع ولدك ، تخيل ترى ولدك الذي صار باسم شخص آخر وقد نجح وصار يشار إليه بالبنان بينما أنت تنظر إليه من بعيد ولا تجرؤ على الاقتراب منه ، ترمقه بنظراتك وتذرف الدمع وتعض بنان الندم .
والله إنه نفس الشعور وقد عشته وعصرني الحزن حتى أشتعل الرأس شيبا .
بعد ذلك حدثت بعض الإخوة عن قصة الكتاب فقال لي أحدهم :
- لماذا لم تخبرني ؟!
في بعض الأحيان يفضل المرء أن يبيت على الطوى على أن يحفظ ماء وجهه أمام إخوانه .
ولأنه ليس لي حصانا كذلك الحوذي في قصة تشيخوف هانذا أروي لكم وأخبركم أنني مضطرا لبيع كتابي الثاني الذي يعز علي بيعه ولدي يقين أنه سينجح وسيصبح شيئا مذكورا بإذن الله ، وبأنني سأحزن عليه ولكن المضطر يأكل الميتة ويركب الصعب والحمد لله على كل حال.
أجدني مضطرا للتوقف عن الكتابة لفترة الله وحده يعلم كم ستستمر .