رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع في أول مهمة دولية تبدأ بالقاهره وتمر عبر الإتحاد الأوروبي مجلس الأمن يوجه دعوة عاجلة للحوثيين تفاصيل لقاء وزير الخارجية السعودي مع نظيره الأمريكي بخصوص مستجدات المنطقة مؤسسة توكل كرمان تطلق برنامج تدريبي يستفيد منه أكثر من عشرة آلاف شاب وتأهيلهم لسوق العمل وتمكينهم عبر الذكاء الاصطناعي مؤشر السلام العالمي.. اليمن الدولة الأقل سلاماً في المنطقة والكويت الأكثر سلمية توكل كرمان في مؤتمر دولي: الفضاء الرقمي منصة قوية للوحدة والمناصرة والتغيير العالمي 3 صدامات عربية… مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة إب: الحوثيون يفتعلون أزمة في الغاز المنزلي وسعر الإسطوانة يصل ألى 20 ألف ندوة فكرية بمأرب تناقش تلغيم المناهج الدراسية والجامعية بالأفكار السلالية. اغلاق مدارس اليمن في مصر يلحق الضرر بـ 6 آلاف طالب وطالبة
لم يكن عام 2011 عاماً عادياً بالنسبة لليمن وغيره من دول الربيع العربي، فلقد كان عاماً نفض اليمنيون فيه عن عقولهم سنوات الإستكانة والرضوخ، ولم يقلعوا عداد التمديد كما ذكر أحدهم متبجحاً بل وعداد التوريث. يدخل عام 2012 واليمنيون يحذوهم الأمل في عام أفضل وهم الذين كانوا يرون كل سنة تمر أسوأ من التي قبلها حتى عشعش اليأس في صدورهم. هاهي ثورة التغيير بدأت تؤتي ثمارها وتنسم اليمنيون معاني الحرية وبدأت قيم الفساد تتدحرج وتتهاوى فلم يعد الفاسد اليوم محل الاحترام بل أصبح المحتقر، ولم يعد هو القدوة لأجيال الصغار بل صارت التضحية هي عنوان الرجولة والوقوف أمام الظلم هو البطولة. في العام الماضي أظهر اليمنيون أن لديهم مخزون هائل من قيم التضحية والإستبسال والتحدي للظلم والدفاع عن الحقوق مما يمكنهم من بناء دولة مدنية حديثة تسودها العدالة والحرية. ودارت عجلة التغيير ليبدأ اليمنيون عامهم الجديد نحو الثورة التالية وهي ثورة القيم وتغيير الذات، فلم يكن نظام صالح ليستمر كل تلك الفترة لولا كثير من القيم الخاطئة في ثقافتنا و مجتمعاتنا، ولكي يحدث التغيير الحقيقي فان الثورة التالية في العام الجديد هي الثورة الثقافية من أجل تغيير القيم الخاطئة وبناء قيم جديدة تكون أساساً لبناء اليمن الجديد. إن تغيير النظام الحاكم ليس كافياً لإحداث التغيير في حياة الناس ما لم تتغير القيم الذي يحلمها الحكام الجدد وفي نفس الوقت مالم تتغير القيم لدى الشعب حتى يظل هو الحارس الذي يقوم خطأ الحكام ويعيدهم إلى جادة الصواب عند انحرافهم أو يسارع في عزلهم قبل أن تستفحل المشكلة وترتفع ضريبة التغيير. سيظل التغيير شكلياً فقط طالما كانت عملية التغيير تقتصر علي استبدال أشخاص النظام الحاكم بأشخاص آخرين يحملون نفس القيم والمعايير والنظرة للوطن والشعب والأخرين .
في عام 2011 أثبت الشعب بكل أطيافه قدرة عجيبة علي التحدي والثبات والحشد وبنفس هذه القدرات يمكن الإستمرار في العام القادم لإحداث التغيير الثقافي وبناء القيم الجديدة لليمن الجديد، قيم القدرة علي التعايش مع الجميع، واحترام الاخر والتفاني في أداء الواجب، قيم احترام العلم والدفع بجيل الأبناء نحوه لبناء نهضة علمية واقتصادية والتخلي عن العادات الاجتماعية السيئة، قيم احترام النظام والقانون والإلتزام به والوقوف أمام كل من يخالفه .
لا شك أن هذه هي الثورة الأصعب والتحدي الأكبر لأنها تستدعي الوقوف أولاً أمام العادات التي اكتسبناها عقوداً طويلة والفناها مما يجعل التخلي عنها أمراً ليس بالسهل، لكن روح الأمل التي أظهرها اليمنيون تثبت أن هذا هو الوقت المناسب وأن النفوس حالياً في أفضل مراحل الإستعداد لتقبل هذا النوع من التغيير، ويحتاج الأمر لنفس الحشد الإعلامي والمادي والتنظيمي الذي حدث في عام 2011. وكما انتصر اليمنيون في تغيير النظام السياسي وزرع الأمل محل اليأس فبلا شك أنهم سينتصرون في ثورة التغيير الثقافي .