اغلاق مدارس اليمن في مصر يلحق الضرر بـ 6 آلاف طالب وطالبة هل العالم على اعتاب حرب نووية؟ بوتين يوقع مرسوماً خطيراً للردع النووي وهذه أبرز بنوده أمطار في عدة محافظات وتحذير من اضطراب مداري قد تتأثر به اليمن روسيا تعلن الرد بعد قرارات أوكرانيا استخدام النووي… وبوتين يعلن توقيع مرسوماً يوسع إمكان اللجوء إلى السلاح النووي ارتفاع أسعار النفط مع تعطل الإنتاج في أكبر حقول غرب أوروبا تهريب الذهب... تفاصيل واقعة صادمة هزت الرأي العام في دولة عربية اتفاقية تعاون جديدة بين روسيا والسودان روسيا تستخدم الفيتو ضد قرار بريطاني عن السودان استعداداً للانفصال.. ليفربول يستبدل صلاح بـ نجم شباك أول دولة خليجية عظمى تستعد في إنشاء ائتلاف عسكري مع الولايات المتحدة لحماية الملاحة في البحر الأحمر
ما يجري في اليمن حاليا اكبر من ان يكون مجرد صراع سياسي بين الحزب الحاكم واحزاب المعارضة ، واعتصامات الشباب السلمية حققت ماهو اهم واجدى من تغير رئيس وإسقاط سلطته .
الامرالذي يدفعنا للقول ان ثورة الشباب اليمنيين اكتسبت بعدا انسانيا يميزها ويرتقي بها عن الحدث السياسي المعتاد تكراره في قلب المشهد العام .
الاعتصامات السلمية مكنت الشباب من العثور على وطنهم المفقود وفيها وجدوا انفسهم وفي بيئتها الماهولة بقيم الحرية بداو يرسمون ملامح مستقبل اليمن الجديد (الوطن الحلم) .
في ساحة التغير أمام جامعة صنعاء ثمة يمن جديد اخذا في التشكل تتوفر فيه حقوق المواطنة ، وطنا يخلومن السلاح والعنصرية والرشوة ،وتتالف فيه مكوناته المتناقضة بانسيابية عجيبة تحيل من التنوع الثقافي والاجتماعي، لوحة اسرة للدهشة حافلةبخصائص المجتمع اليمني وسلوكيات ابنائه الطيبين بمختلف مظاهرهم الثقافية .
وفقا لمقولة صديقي أوراس الارياني (الإنسان اليمني بدون سلاح يبدوا جميلا كما هو في ساحات الاعتصام) ،والحياة ايضا بدون سلاح تبدو اكثر هدوء في اليمن .
بيئة الاعتصامات السلمية وفرت للشباب المعتصمين من اجواء الحرية وقيم الديمقراطية ما لم توفره جامعة صنعاء الاكثر سوء والاكثر رتابه بين جامعات العالم العربي ، وفي اماكن الاعتصام وجد الشباب المتنزهات والاندية والمسرح الذي لم توفره حكومة صالح العبثية، وهناك يتعلم الشباب كيف يقبلون ببعضهم وكيف يديرون خلافاتهم وفيها يتحاور اليساريون مع المتدينون بهدوء وانسجام بعيدا عن بوادر العنف المتوفرة في حوارات البئية الرسمية خارج الساحة .
اما على المستوى العام فان مردودات الاعتصامات السلمية اكثر من تحصى ، ومنها رد الاعتبارالانساني للهوية اليمنية بين الامم والشعوب وعززت ثقة الانسان اليمني بنفسه الذي وجد في هويته الان ما يجعله يشعر باعتزاز بالانتماء اليها .
لقد اثبتت الاعتصامات السلمية للعالم مدى تحضر الانسان اليمني وسمو اخلاقه وانه ابعد مايكون عن الارهاب ، كما كانت تصوره وسائل اعلام الرئيس وومثليه في السلك الدبلوماسي.
فها هم ابناء قبائل اليمن الابية ، يتوافدون الى ساحة الاعتصام عزل من الاسلحة ويتحلون باخلاق الصبر والسكينة في مواجهة الاستفزازات الامنية والهمجية التي تحاول جر هم الى مربعات العنف والمواجهات الدامية التي يسعى صالح الى فرضها على اليمنيين قبل رحيله.
كما ان وحدة مكونات الثورة وتناغمها في ساحة الاعتصام اسقطا كل المراهنات المروجة لمشاريع التمزق والتناحر المتحوصلة في عقلية صالح المكتظة باشباح الضحايا وويلات الحروب.
الان نستطيع القول ان سلطة صالح سقطت فعليا ولم يبقى الا ان نطوي مرحلة حكمه ونرميها في اقرب مقلب للنفايات التاريخية .
أما انفراط مسبحة شاغلي الوظيفة الرسمية واستقالات كبار دبلوماسيين اليمن في الخارج وكبار العسكرين في الداخل وانظمامهم الى ساحة التغير،فهو دليل واضح على ان الإعتصامات السلمية أقنعت الضمائر الإنسانية والعقول المستنيرة بعدالة مطالبها فاندفع غالبية اليمنيون من مختلف مواقعهم للانضمام الى ساحات الاعتصام ، ولم يكتفي بعضهم بمجرد تاييد مطالب الشباب بل أعلن استعداده وكلف نفسه واجب الدفاع عن المعتصمين ،كما فعل اللواء الركن علي محسن صالح ، الذي كان اعلان انضمامه لساحة التغير اشبه بالفتح المبين لثورة الشباب في اليمن ، خصوصا وان كبار قادة الجيش اليمني احتذوا حذوه وأعلنوا انضمامهم الى ثورة الشباب عقب اعلانه .
في مشهدٍ يبدو فيه قذافي اليمن ،معزولا عسكريا ومنبوذ شعبيا خلف أسوار النهدين محتميا بكتائب إجرامية من البلاطجة والمأجورين .
وهنا تتجلى المردودات الايجابية للاعتصامات السلمية في أزهى صورها ، ناهيكم عن ان مجزرة الجمعه البشعة كشفت الستار عن وجود صراع اخلاقي بين شباب ثوار تحتم عليهم اخلاقهم السامية انتهاج الوسائل السلمية في تحقيق مطالبهم ، وبين حاكم مستبد تدفعه اخلاقه الاجرامية الى مباغتة الابرياء بالقتل الغادر ، وهنا تتضح اهمية المقارنة بين اخلاق الفريقين ومشروعية مطالبهما .