بحضور دبلوماسي ومباركة رئاسية .. عدن تشهد ميلاد أكبر تكتل وطني للمكونات السياسية يضع في طليعة أهدافه استعادة الدولة وإقتلاع الإنقلاب وحل القضية الجنوبية مجلس القضاء الأعلى بعدن يصدر قرارات عقابية بحق إثنين من القضاة مقتل امرأة في قعطبة بالضالع برصاص الحوثيين صحيفة أمريكية: هجوم ايراني قريب على اسرائيل سيكون اكثر عدوانية من السابق توقعات المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر حول الأمطار ودرجات الحرارة في المحافظات الشمالية والجنوبية بسبب موقف ترامب وهاريس من غزة.. الناخب المسلم أمام خيارين ''كلاهما مُر'' ترامب أم هاربس؟ شارك في توقع من سيفوز برئاسة أميركا بيان إشهار التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية في اليمن الانتخابات الأمريكية.. النتائج النهائية قد تستغرق أياماً للإعلان عنها وهذا ما يحتاجه المرشح من أصوات المجمع الإنتخابي ليصبح رئيساً جلسة لمجلس الأمن اليوم بشأن اليمن تناقش نظام العقوبات التي تنتهي منتصف هذا الشهر
السياسة مصطلح مفهومه عند عامة الناس أنها المساحة التي يجوز للإنسان أن ينسى فيها كل القيم والأخلاقيات وأنها تعني المكر والخديعة واللف والدوران والغاية تبرر الوسيلة .. وغالب متعاطيها لا يجد في نفسه حرجا أن يتقلب على كل الأرائك وأن يبدل جلده بين الحين والحين .. فالمهم أن يحقق غايته ويبقى حيا يرزق يقتات من هذا وذاك .. وهناك نماذج حية كثيرة أشبعتنا قديما تنظيرا وتأطيرا وأقنعت المواطن المسكين في خطبها الرنانة أنها نصيرة الوطن والكادحين وان ما يتدفق في شرايينها ليست كريات دم حمراء وإنما هي نظريات ومنهجيات كلها تتغنى بحب الوطن والمواطن والصحيح أنها تتغذى عليهما .. وبعد برهة ومع انقلاب الموازين وتغير المواقع تغيرت هذه الدماء ولم يعد يناسبها اللون الأحمر وأصبحت تتغنى بغيرها من أخضر وأصفر وتتبرأ مما قد مضى واندحر .. وإذا بهم قد نزلوا من القارب المتهالك القديم واخذوا مكانهم القيادي في المركب الجديد .. وبقي الجلد واللحم مع انتفاخ واضح فيهما .. وتغير اللسان والفهم أما القلب والإحساس فلا وجود لهما مطلقا من الأساس ,واليوم في ظل المعمعة السياسية في البلاد يدرس هؤلاء الرجال ( الحرباء ) الوضع جيدا حتى إذا أيقنوا أن الكفة مالت لجهة ما فسرعان ما سيغيرون الانتماء وينضمون لهذه الجهة .. وهذا دأبهم ولا عجب فيه ولكن العجيب هو مدى تقبلنا لهم وإظهار الفرحة بهم وتصديقنا لما سيقولونه .. وحدة تصفيقنا وإعجابنا بما سيؤلفونه .. وسيحُمَلون على الأعناق وترفع صورهم فوق الرؤوس.. وسيختلقون أكاذيبَ بأنهم كانوا في الصف المعادي فقط من اجل خدمة القضية وانه كان لهم تواصل وتخطيط مع جهات الشرف والعزة ( المنتصرة طبعا ) .. متناسين أنهم بالأمس كانوا يتنعمون في بلاط الحاكم بكل ما لذ وطاب من القصور والخدمات مع وظائف لهم ولأبنائهم حتى الحفيد .. وما كان يهمهم المواطن والوطن لا من قريب ولا من بعيد .. إنهم الآن يتحينون الفرصة ويدرسون الوضع فإذا ما رأيت احدهم قد ترك صنعاء وعاد .. وأعلن انه عن الفساد قد حاد .. فاعلم أن الأمر لا يخلوا من اثنتين لا ثالث لهما :
ـ إما أن له مطلبا لم يتحقق أو مصلحة لم تنفذ وبهذا يضغط على ولاة الشأن ليحققوها له وقد حصل هذا مع كثير منهم حتى إذا ما نالوا مطلبهم سبحوا بحمد زعيمهم وأثنوا على رمزهم .
ـ وإما انه يرى أن مؤشرات الحسم تميل للأخر ويريد أن يحجز مقعده لديهم فيسارع باتخاذ موقف يحافظ به على ما حازه سابقا من مال وممتلكات أو لعله ينال حظوة عندهم ومنصبا ..
ـ هم على كل جنب ينامون ومع كل موجة يسبحون ولكل قناة عندهم تردد مباشر ولا تستعصي المشفرة منها عليهم فهم أساتذة الفك والتشفير .. لا يتوانون أبدا عن التلون بكل ألوان الطيف .. واتخاذ شكل الحكم الموجود وهيئة الحاكم المعهود .. ولديهم بوق لكل صوت ونفير !!
بالأمس كانوا متنعمين بالسلطة والجاه وتغنوا بالحزبية وان لا صوت يعلو فوق صوته وأينما وجههم جنودا توجهوا .. وإذا بكثير من قياداتهم من المكتب السياسي واللجنة المركزية وشبيبة فتاح قد خلعوا الجلباب المهترئ وصاروا أعضاء في المؤتمر الشعبي وفي نفس التفوق الوظيفي والمركز القيادي ما بين اللجنة الدائمة والأمانة العامة ومن وزير إلى وكيل أو مدير .. وها هم اليوم كذلك متنعمين في ظل حكومة الوحدة بصنعاء .. فلل وحراسات وفي عدن قصور وعمارات .. فهل سنراهم غدا بنفس الوجوه والأجسام في صف المعارضة القوية كمسئولين ومناضلين وذلك بعد تيقنهم من اقتراب فوزها وتحقق نصرها لأنهم يملكون قرون استشعار عجيبة يميزون بها مراكز القوة ومواطن الانفراج فيتخذون الخطوة الصحيحة للبقاء على الشاشة كنجوم أساسيين لمسلسل طويل يتميز بالحبكة القصصية وفن الإخراج .
الوطن لا يحتاج هؤلاء .. التغيير يحتاج وجوها جديدة ناصعة عفيفة تقوده نحو العدل والمساواة من خيرة توجهات أبنائه .. فلا حاجة لنا بمن كان بالأمس جيفارا واليوم قبليا وجمهوريا وغدا يريد أن يكون سلطانيا أو مناضلا جنوبيا .. ولا تعجب إن وصلت للسلطة حكومة بتوجه إسلامي ورأيت أحدهم وقد اعتلى المنبر خطيبا وواعظا مؤثرا بثوب أبيض قصير .. وسالت دموع الناس من خطابه .. فذلك هو أكثر ما يجيدونه .. وبلا ثمن .. إبكاء المواطن ولعق جراح الوطن ,