آخر الاخبار

محافظ حضرموت يحرج البحسني .. السلطة المحلية بحضرموت تقر بوجود مصفاة وتكشف تفاصيل تهريب النفط والجهات العليا المطلعه مهازل الصراع بين عضو مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ حضرموت.. اتهامات وتدخلات وإقالات الأحزاب السياسية تناقش مع الاتحاد الأوروبي مستجدات الحرب والسلام ومطالب بتطوير العلاقات إلى المستوى الجيوسياسي التنموي انكسار جديد للمليشيات الحوثية شمال غرب تعز الإدارة الأمريكية تدعو سلطنة عمان للتخلي عن الحوثيين وإغلاق مكتبهم وتؤكد تحركها مع السعودية والإمارات لتوحيد الجيش اليمني وهزيمة الحوثيين مواجهة نارية بين ريال مدريد ومانشستر سيتي في ملحق دوري أبطال أوروبا .. العالم يتقد تسع كوارث مدمرة بدنية وصحية ناجمة عن إدمان الهاتف المحمول. رقم مخيف هز العالم ...تعرف كم ساعة قضاها المستخدمون أمام الموبايل خلال 2024 ؟ الريال يصطدم بالسيتي.. اليكم قرعة الملحق المؤهل إلى ثمن نهائي أبطال أوروبا وموعد المواجهات تعرف على أفضل تطبيق يتصدر فى الولايات المتحدة خلال عام 2024..

إيدز الوطن .
بقلم/ كاتب/رداد السلامي
نشر منذ: 16 سنة و شهرين و 24 يوماً
الأربعاء 05 نوفمبر-تشرين الثاني 2008 04:54 م

 اليمن تواجه معضلة تسترخي بثقة تامة ،وهي تفرض ذاتها بقوة الرفض للحل . معضلة نظام سياسي لم يعد قادرا على تمييز الخطا من الصواب ، فكل ما يمارسه صوابا ..!!

 يصم هذا النظام اذنيه عن ما يجب ان يسمعه ، ويمضي سادرا في غيه، دونما مراعاة لمشاعر شعب وفرقاء سياسيون يحاولون قدر الامكان إيقاض حواسه الممسوسة بخداع سحر كهنة نظامه ومن حوله من تجار وصحافيون ورجال أمن وساسة يحترفون لعبة الاتجار بالشعب وقضاياه العادلة وتلك المصيرية المهددة بالزوال .

فإذا كانت الديمقراطية التي يتغنى بها النظام إنجاز يستحق الاحتفاء به ، فإن ذلك الاحتفاء لم يكتمل لأنها تحولت الى معضلة أخرى وديكور يحمل في طياته أسوء المنتجات الضارة على الاطلاق وهل هناك أسوء من نظام فاشل يعيد إنتاج ذاته ويعمق الازمات بخطورة بلغت حد تهديد وحدة البلاد بالتجزؤ.؟؟

إن أكبر أعجوبة أوجدها النظام ويمكن أن تضاف الى عجائب الدنيا السبع أنه استطاع تحويل وسائل الحل الى جزء من المشكلة ، ووسيلة لخلق أزمات جديدة ، وحين يصل الامر الى هكذا تدمير للمكنات والوسائل العقلانية المنتجة للحول، والمفضية إلى وضع افضل وخيار أجمل ، فإن معنى ذلك ان هذا النظام أضحى "ورم سرطاني" عصي على الشفاء أو أنه نظام مصاب كما يطلق سياسيا بـ"الايدز" السياسي المخيف ، الذي يضعف معه البلاد ويسمح بظهور أمراض أخرى وأعراض قاتلة وأشد فتكا بالجسم الوطني برمته.

أحيانا نقول ان النظام سيعقل ونظل نتمسك "بلعل" و"عسى" و"ربما" ، ولكننا نجد انفسنا جميعا ضحية رجاء كاذب، وأمل خادع، وأحلام مشرعة أبوابها بالسراب في قيعان وطن يحن الى رشفة نظام مؤسسي.. مؤسسٌ لحياة كريمة.

نقف حائرين ما الحل ..؟؟

والجواب الشافي: أن الحل بيد الشعب .. لن يكون هناك لأحد ما شرعية بدونه .. ولن تكون هناك شرعية الا شرعية واحدة بعد أن هتكت شرعية الدستور والنظام والقانون والديمقراطية من قبل هذا النظام .. هي شرعية هذا الشعب ، فهو من يقرر أن هذا أو ذاك من وجوده شرعي وقراره شرعي وسلوكه شرعي.

لنفكر مع هذا الشعب سويا بما ستؤول اليه البلاد إذ لم ينجز عمليا ما يمكن اعتباره إيجابيا يصب في صالح الوطن.

حين نصل بالناس الى قناعة حقيقية أن ثمة خطورة في انتاج الفساد .. ثمة شيء مخيف في استمرار إدارة البلاد بهذه الطريقة التي عمقت مأسيه وهددت وحدته نستطيع تحريك الشعب نحو خيار يصب في صالح تحركه نحو ما ينقذه ، وما يصلح وضعه ويحفظ تماسك كيانه الوطني الواحد.

أسباب ما يحرك الشعب كثيرة ، فإذا كان أغلب الشعب يختار هذا النظام نتيجة خوف او طمع ، حيث يستثمر النظام كليهما " الخوف والطمع" في انتاج ذاته عبر الديمقراطية الشكلية ، فإن المعارضة تستطيع أن تقلب المعادلة في صالحها ، فثمة إمكانية لخق خوف هو أكبر قدرة من الخوف من النظام ، تخويف الناس من خطورة استمرار هذا النظام ، تخويفه على وحدته خلق صورة لواقع البلاد إذا ما استمرت في انتاج هذه الصيغة الادارية والسياسية المختلة ، الخيال الشعبي يحتاج الى إحياء صور ذهنية له من خلال تخيل وضعنا إذا ما ظل الخيار سيئا ، هناك خوف أقوى من خوف وخوف المستقبل الآتي سيكون له وقع تأثيري من الخوف الاني الذي يمارسه النظام ، ومن ثم استثمار طمع الشعب فيما يلقيه اليه النظام من فتات آني رخيص من خلال خلق طمع جديد لديه.. طمع بمستقبل أكثر امنا واستقرارا.. بلقمة خبز شريفة وحياة كريمة جميلة..بتعليم جيد ، بوجود حياة تتوفر فيها فرص العمل و أكثر جاذبية من هذه الحياة البائسة من خلال ذلك يمكننا تفويت فرص نجاح هذا الفشل ، لأن النظام فاشل ينجح بالغش وكطالب لم يجتهد كما ينبغي، فيلجا الى حيل تجعله أمام أقرانه كما لو أنه ناجح مع انه غير ذلك.