علوي الباشا: استمرار الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه الإرهابية يمثل تهديداً لكافة المواثيق العالمية ويتطلب وقفة جادة
عاجل ..البارجات الأمريكية تدك بأسلحة مدمرة تحصيات ومخازن أسلحة مليشيا الحوثي بمحافظة صعدة
حيث الإنسان يبعث الحياة في سكن الطالبات بجامعة تعز ويتكفل بكل إحتياجاته حتى زهور الزينة .. تفاصيل العطاء الذي لن يندم عليه أحد
أردوغان يتوقع زخمًا مختلفًا للعلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة ترامب
تعرف على خيارات قوات الدعم السريع بعد خسارتها وسط السودان؟
شاهد.. صور جديدة غاية في الجمال من الحرم المكي خلال ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان
تعرف على مواعيد مباريات اليوم الإثنين والقنوات الناقلة
دراسة ألمانية مخيفة أصابت العالم بالرعب عن تطبيق تيك توك أكثر ..
إعادة انتخاب رودريجيز رئيساً لاتحاد الكرة بالبرازيل حتى 2030
كبار مسؤولي الإدارة الأميركية يناقشون خطط الحرب في اليمن عبر تطبيق سيجنال بمشاركة صحفي أضيف بالخطا
قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن الجهات التي تدعم ما وصفه بالانقلاب في مصر تحاول تبريره بالقول إنه إجراء ديمقراطي قام به الجيش المصري.
كما وجه انتقادات حادة لشيخ الأزهر أحمد الطيب، قائلا إنه أصيب بخيبة أمل حين ظهر إلى جانب (من يرعى الانقلاب)
وقد تطرق أردوغان إلى موقف الطيب الذي ظهر إلى جانب شخصيات أخرى خلال إعلان عزل الرئيس السابق محمد مرسي فقال:عندما رأيت شيخ الأزهر في هذا الوضع (فإنني شعرت بخيبة أمل)
النص أعلاه أوردته النشرة العربية لقناة «سي.إن.إن» يوم الثلاثاء 27 أغسطس، نقلا عن وكالة الأناضول التركية.
وقد وقعت عليه أثناء بحثي عن نص ما قاله رئيس الوزراء التركي بخصوص شيخ الأزهر،
وهو الموقف الأخير الذي رفع من وتيرة الأزمة بين القاهرة وأنقرة،
الأمر الذي كانت له أصداؤه القوية والغاضبة في مختلف الأوساط المصرية، وأدى إلى تهديد المصالح المشتركة بين البلدين.
ليس ذلك فحسب وإنما أطلق أيضا عاصفة من التعليقات الجارحة التي طالت أردوغان وحزبه وبلده، ولم تسلم منها المسلسلات التركية أو التاريخ العثماني.
كانت وسائل الإعلام المصرية قد تحدثت عن إساءة أردوغان إلى شيخ الأزهر وتطاوله عليه،
لكنني لم أجد صحيفة أو أحدا من المعلقين نقل إلينا نص ما قاله الرجل لكي نعرف بالضبط كيف كانت الإساءة.
كنت أعرف ما يعرفه الجميع عن موقف أردوغان وحكومته من التغيير الذي حدث في مصر وأدى إلى عزل الرئيس محمد مرسي من منصبه. وتمسكه بوصف ما جرى بأنه انقلاب عسكري، وهو ذات الموقف الذي يتبناه الاتحاد الأوروبي.
وسواء كان دافعه إلى ذلك تأثره بالخبرة التركية مع تدخل العسكر في الشأن السياسي،أو موقفه المبدئي إزاء آليات التغيير في النظام الديمقراطي، أو تعاطفه الخاص مع الإخوان المسلمين، فالشاهد أنه تبنى موقفا سلبيا وناقدا لما جرى في مصر مؤخرا.
وهو ما أشاع حالة من التوتر في العلاقات السياسية بين البلدين، أدى إلى سحب سفيري البلدين، وأثرت على تنفيذ بعض الاتفاقات الاقتصادية بينهما،
وفي هذه الأجواء جاءت كلمات أردوغان الأخيرة، حين دعى إلى الحديث في أكاديمية تحمل اسمه جرى تأسيسها في بلده «ريزا» التي نشأ فيها، والمطلة على موطن أسرته على ضفاف البحر الأسود.
في سياق التحقق من نص ما قاله أردوغان فإنني أجريت أيضا اتصالا هاتفيا مع مستشاره للشؤون العربية سفر توران الذي حضر المناسبة، فلم تختلف روايته في جوهرها عما نقلته وكالة الأناضول وبثه موقع «سى.إن.إن».
وفي وصفه لما جرى قال إن الرجل تحدث في كلمته بالأكاديمية عن مسؤولية أهل العلم وضرورة استقلالهم عن أهل السياسة، الأمر الذي دفعه إلى ضرب المثل بما حدث في مصر فقال إنه أصيب بخيبة أمل حين وجد أن شيخ الأزهر ظهر إلى جوار «قيادة الانقلاب» في المؤتمر الذي أعلن فيه عزل الدكتور مرسي،
وعلق على ذلك قائلا إن ذلك ليس مكان أو دور أهل العلم، واعتبر أن ذلك موقف «لن يغفره التاريخ».
هذه الرواية إذا صحت فإنها تمثل نقدا لموقف سياسي لشيخ الأزهر يتعذر وصفه بأنه تطاول عليه.
وهو عتاب يعكس خلافا في الرأي يمكن تمريره واحتماله في الظروف العادية،
إلا أنه كان من الأحكم تجنبه في ظل ظروف الاحتقان القائمة في مصر الآن، خصوصا في ظل دقة وحساسية العلاقة بين البلدين.
ولو أن أردوغان قرأ جيدا المشهد المصري لاكتفى بالموقف السياسي الذي أعلنته حكومته إزاء التغيير الذي تم، ولما ذهب إلى أبعد من ذلك كي لا يزداد التوتر وتتعمق الفجوة مع القاهرة.
بالمقابل فإن التحفظ المصري على كلام أردوغان كان يمكن أن يتم عبر القنوات الدبلوماسية الهادئة التي يلجأ إليها المتحضرون، دونما حاجة إلى حملة التجريح والتسفيه التي شنتها وسائل الإعلام المصرية، التي نعرف جيدا أنها إذا وجهت سهامها إلى صاحب رأي مخالف، فإنها تعتبره عدوا وتستبيحه، ولا ترعى فيه إلًّا ولا ذمة، إذا استخدمنا التعبير القرآني.
وهو ما تعرض له أردوغان الذي كان أول وأكبر مسؤول تركي التقى شيخ الأزهر حين زار القاهرة في شهر سبتمبر عام 2011 أثناء حكم المجلس العسكري،
وأصدرت حكومته توصيات للجامعات التركية بإعطاء الأولوية للأساتذة المصريين،
ووصل حجم التبادل التجاري مع بلاده ما بين 5 .6 مليارات دولار في العام،
إضافة إلى استثمارات تركية في مصر قدرت بملياري دولار، استخدمت في إقامة 350 مصنعا، يعمل بها 50 ألف عامل مصري.
إلى غير ذلك من المصالح التي تعصف بها الحملة الإعلامية الهوجاء التي نشهدها الآن، التي تكاد تهدم كل ما تم بناؤه في علاقات البلدين.
إن الانفعال الغاضب لا يطفئ نور العقل فحسب، ولكنه أيضا يعمى البصر عن المصالح الاستراتيجية العليا،
حيث عادة ما تكون الضحية الأولى في هذه المعارك العبثية التي يتكفل فيها الخلاف السياسي بنسف الجسور الأخرى المقامة مع الأشقاء