العطاس يطالب بإخراج صالح وأعوانه من اليمن للسيطرة على الوضع
بقلم/ مأرب برس - متابعات
نشر منذ: 12 سنة و 7 أشهر و يوم واحد
الأحد 08 إبريل-نيسان 2012 11:53 ص
 
 

تفاصيل الحوار الذي أجرته "سوسن أبو حسين" للشرق الأوسط مع حيدر العطاس:

* هل يصمد اليمن أمام التحديات الراهنة؟ وهل المبادرة الخليجية تعد حلا نهائيا لكل المشاكل المطروحة على الساحة، خاصة أنه من الواضح أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح ما زال يعتبر نفسه شريكا في السلطة بحكم منصبه في رئاسة حزب المؤتمر؟

- هذه إشكالية كبيرة تواجه الثورة اليمنية.. إن علي عبد الله صالح لا يعترف حتى الآن بأن عهده ومهمته قد انتهت وكذلك المحيطون به من النظام السابق فهم يغذون هذه الحالة التي أعتبر أنها في تقديري الشخصي، إذا ما استمرت ولم تلجم من قبل القوى السياسية في اليمن، فسوف تجر اليمن إلى متاهات كبيرة جدا.

* لكن صالح حضر مراسم تنصيب الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي، كيف ترى هذا التناقض بين القول والفعل؟

- الرئيس السابق علي عبد الله صالح ما زال عنده أمل هو ومجموعته بالعودة مرة أخرى من خلال وجودهم في السلطة. والخطأ الكبير الذي وقع فيه المجتمع الدولي هو إعطاء الحصانة للرئيس السابق وأعطوا لجزء من نظامه الشراكة خلال الفترة الانتقالية، وهذا هو اللغم الذي قد ينفجر في أي وقت. ومن ثم فعلى الإخوان في اللقاء المشترك والمعارضة أن يحسموا أمرهم تجاه هذه المسألة. وما دامت المبادرة الخليجية أصبحت أمرا واقعا فلا بد من اتخاذ إجراءات أخرى للحد من تأثير وجود هؤلاء في السلطة.. والحل في تقديري، ومن منطلق حرصي على استقرار اليمن، يجب أن يغادر علي عبد الله صالح البلاد، فورا ومن دون تأخير، وأن تصر المعارضة على هذا الأمر، وأن تسحب مراكز القوى من عناصره التي ما زالت في السلطة، وتحديدا في جانب هيكلة الجيش والقوات المسلحة والأمن.. كما أنني أحذر من أنه إذا ظل رجال علي صالح يسيطرون على المفاصل الأساسية في الدولة والأموال فسيكون وجودهم خطيرا جدا، وقد ينفجر الوضع وتنهار المبادرة بشكل كامل في اليمن.

* وماذا عن رئاسته لحزب المؤتمر؟

- خطأ.. لا يجوز الإبقاء على هذه الرئاسة معه لأنها ستكون المدخل للعودة مرة أخرى.. وعلي عبد الله صالح يجب أن يحترم ما أعطي له من حصانة، وهي لم تقدم لأي رئيس فعل ما فعله. وهذه الضمانات التي حصل عليها مفترض أن يحترمها ويخرج ويترك البلاد بعد انتخاب الرئيس بإرادة شعبية.

* هل تنصح الرئيس عبد ربه منصور هادي بتشكيل حكومة وحدة وطنية بعيدا عن التوافق الحزبي؟

- أعتقد أن الرئيس عبد ربه مقيد بالمبادرة الخليجية وبنودها وآلياتها.. لكن ربما لا يستطيع أن يعيد تشكيل الحكومة من دون وجود وزراء من حزب المؤتمر، ولكن الشيء الذي من المفترض أن يتم هو هيكلة القوات المسلحة والأمن وسحب عناصر القوة من الرئيس السابق والتي يعتمد عليها في السيطرة ويهدد الآخرين بها ويعبث من خلالها بمناطق عديدة وبالذات في الجنوب.. وهذا سوف يساعد في تقديري حتى تتمكن حكومة الوحدة الوطنية من ممارسة مهامها في إدارة الفترة الانتقالية بسلام.

* كثر الحديث عن تمركز تنظيم القاعدة في الجنوب، ما هي أسباب انتشار هذه الظاهرة؟

- ما يتردد عن وجود تنظيم القاعدة في الجنوب هو من صناعة النظام السابق، وعلي عبد الله صالح عبث بالأمن في الجنوب بشكل كبير، لأنه منذ حرب 1994 شعر صالح أنه احتل الجنوب وكسر الوحدة السلمية الطوعية بالحرب.. وهذا الإجراء فتح شهيته في التصرف بشكل عنيف ضد الجميع، وبدأت كل الأدوات تساعده على الاحتفاظ بالسلطة بالجنوب، واستخدم كثيرا موضوع تنظيم القاعدة وتهديده الدائم بها حتى يكسب تضامن المجتمع الدولي وخصومه السياسيين ودول الجوار، وقد بدا ذلك واضحا قبل الثورة مباشرة، عندما ظهر الحراك الجنوبي، حيث هدد بمخاطر تنظيم القاعدة في رسالة بأن البديل لنظامه في الجنوب هو «القاعدة»، ولكننا نؤكد كجنوبيين أن بيئة الجنوب طاردة لـ«القاعدة» والعنف، ونرى أن العنف الذي يمارس حاليا هو عنف الدولة التي تنظم تهديدات ما يسمى بـ«القاعدة» التي وجدت بشكل طفيف في الشمال، وسبق لصالح أن قام بالحوار معها وهي مجموعة متطرفة ونمت عند تجنيد عناصر للقتال في أفغانستان، أما الجنوب فلم يسمح بذلك.. كما سبق للشمال أن جند عناصر متطرفة للحرب مع العراق ضد إيران، وبالتالي وظف علي عبد الله صالح هذه العناصر بعد عودتها عندما تحدث أزمات مع خصومه. وهذه السياسة أدت إلى فساد كبير في الشمال والجنوب بدرجة وصلت إلى منح شركائه الذين قادوا الحرب في الجنوب مساحات شاسعة من الأراضي وحقوقا كبيرة لم يحلموا بها ومصالح اقتصادية ضخمة وكذلك مصادر النفط. وهنا المفارقة.. هل يعقل أن تملك هذه العناصر من المشايخ والعسكر مصادر النفط في الجنوب على حساب شعب الجنوب الذي رفض كل هذه الممارسات في صيغة الحراك الشعبي، لأن صالح حرم أهل الجنوب من المشاركة حتى في إدارة شركة من شركات النفط، ونفس الشيء في كل الموارد الموجودة بالجنوب سلمها لأنصاره حتى يأمن حماية نظامه؟ ولا أنكر أن الفساد في الجنوب طال أيضا جنوبيين، لكن الجزء الأساسي قامت به أسرته والمحيطون به وكل هذا ضد شعب الجنوب. والجانب الأخطر أن علي عبد الله صالح أنهى الدولة في الجنوب، والمؤسسات، وحاول نقل تجربة القبيلة إلى الجنوب والتي تخلص منها منذ زمن بعيد حتى يساوي الوضع القبلي في الشمال والجنوب باعتباره أحد أدواته في الحكم حتى يكون الجميع في نزاع مستمر. وقد انهار هذا النظام مع الثورة اليمنية.

* لكن بماذا تفسر المقولة التي سادت طيلة الفترة الماضية عن أن أهم إنجاز للرئيس السابق أنه حافظ على وحدة اليمن ومنع الانفصال؟.. واليوم هل يفكر الجنوب في الانفصال؟ وهل من أطر جديدة للوحدة؟ وهل أنتم مع الفيدراليات المطروحة حاليا؟

- علي عبد الله صالح لم يحافظ على الوحدة بل أساء لها بشكل كبير، لأن الوحدة هي تراض وشراكة، وقد تمت في عام 1990 بصورة سلمية وطوعية، وقام بحرب عام 1994 لينهي هذه الحالة التي قامت عليها الوحدة، وهي الطوعية والسلمية، وبالتالي هو بذلك أسقط فكرة الوحدة الطوعية والشراكة.

* هل تقصد أن حرب 1994 أسقطت الوحدة؟

- الرئيس السابق أسقط الوحدة بالحرب وعزز ذلك بالممارسات من خلال إقصاء شعب الجنوب تماما عن الأرض والثروة، وأصبح تابعا وملحقا بالشمال، وسلب من أبنائه القرار وكل المناصب المهمة، حتى القضاء في الجنوب أساء له، وعليه يرفض أهل الجنوب الاستمرار في هذا الوضع بعد أن فقدوا الأمن والدولة وأصبحت الحالة المعيشية صعبة. ونحن لا نمنع أن يستفيد إخواننا في الشمال من الثروة في الجنوب ولكن بطريقة صحيحة وفي إطار دولة الوحدة والمواطنة المتساوية. وسبق أن وضعنا برنامجا إصلاحيا سياسيا واقتصاديا بعد عام 1990 وكان الهدف منه هو بناء الدولة المدنية ودمج المجتمع القبلي في الوحدة، ولكن عند التنفيذ في عام 1992 بدأت حرب شعواء على هذا البرنامج وحدثت حملة اغتيالات طالت نحو 150 شخصية من قيادات الجنوب، وحاولوا تفجير منزلي مرتين، وحتى بوصفي رئيس وزراء وقتها، واجهت شخصيات شمالية ترفض هذا البرنامج الذي كان يهدف إلى بناء دولة الوحدة. وبعد تأزم الوضع السياسي جرى حوار وانبثقت عنه وثيقة العهد والاتفاق، وكانت محاولة أخرى للمحافظة على الوحدة وسحبها من يد صالح الذي بدأ يعبث بها ويهددها بممارساته التي تتناقض تماما مع مبدأ الشراكة بين الجنوب والشمال في دولة الوحدة، ومن ثم اندلعت الحرب في عام 1994 ضد وثيقة العهد والاتفاق، لأنه لا يريد بناء دولة الوحدة، وكانت الحرب أكبر خطيئة ارتكبها علي عبد الله صالح ضد الوحدة، ولذلك لا بد من تصحيح المفاهيم الخاطئة التي تتحدث عن دور صالح في تحقيق الوحدة واعتبارها إنجازا تاريخيا، فهو في الأصل دمر الوحدة.

* الرئيس اليمني الحالي جنوبي.. هل يمتلك فرصا لتصحيح أخطاء الرئيس السابق ضد الوحدة؟

- الرئيس الحالي جنوبي، ورئيس الوزراء جنوبي، وليس لهم علاقة بموضوع الوحدة أو الانفصال. وفي تقديري الشخصي ليس لهم علاقة بالحوار الوطني الذي يجب أن يكون خلال الفترة المقبلة، ومفترض ألا يكون القرار لهم وإنما للشعب في الجنوب والشمال، ممثلا في القوى الوطنية الفاعلة.. يجب أن نتفاهم ونتحاور بشكل إيجابي حتى نجد المخرج المناسب الذي يلبي مطالب الشعب.

* تضمنت المبادرة الخليجية التي دعمتها الأمم المتحدة والجامعة العربية أن يجري حوار وطني في اليمن، ولكن حتى الآن لم يحدد بعض أجندة الحوار وأطرافه المشاركة.. في تقديرك من سيشارك في الحوار؟ وما هي الأجندة المطلوبة؟ وأين سيعقد، خاصة بعد الجولة غير الرسمية لرؤساء الأحزاب التي انعقدت في برلين؟

- انعقد بالفعل لقاء غير رسمي في برلين بداية الشهر الماضي، وقد شاركت في هذا اللقاء الذي يعتبر استكشافا، برعاية ألمانية. وهم يرغبون في وضع خريطة لفتح آفاق للحوار بين اليمنيين، وبالذات بين الشمال والجنوب، لأن الخطورة في الأمر أن الذي يهدد الوضع إذا تأزمت العلاقة قد يؤدي إلى انفلات أكبر وتساء العلاقة.. وأهم قضية يجب أن نحافظ عليها هي وشائج الإخاء والمحبة بين الشمال والجنوب.. والوحدة والانفصال ليسا هما الغاية وإنما الغاية هي الإنسان واستقراره وأمنه. وهناك طرق كثيرة للشراكة.. إذن التي أعلنت في عام 1990 وأفسدها علي عبد الله صالح بالحرب في عام 1994 يمكن أن تتم بشكل آخر.

* هل من بينها الفيدرالية كما يتردد في اليمن حاليا؟

- هي أحد الخيارات المطروحة كمرحلة لمدة خمس سنوات، ونترك لشعب الجنوب أن يقرر هل يريد أن يستمر في الوحدة وهل الفيدرالية فعلا يستقيم عليها الوضع، خاصة أن علي عبد الله صالح دمر دولة الجنوب وأيضا دولة الشمال، لكن الجنوب يمكن أن يستعيد دولته ولا يستطيع أن يعيش من دون دولة مدنية، أما الإخوان في الشمال فيمكن أن يعيشوا من دون دولة، ومع ذلك نتمنى أن يقيم الشمال دولة مدنية حتى يمكن لدولة الجنوب أن تقيم معهم دولة الوحدة وبذلك نحقق الوحدة الطوعية.

* نعود لمؤتمر برلين.. ما هي النتائج التي انتهى إليها؟

- أهم ما خرج به مؤتمر برلين بين الأحزاب هو محاولة إيجاد صيغة لمرجعية الحوار. بمعنى آخر.. أين المشكلة ومن أين بدأت؟ البعض يقول إن المشكلة انتهت ونحن أمام مشكلة في 2011، ونحن نقول لهم: لا.. إن المشكلة بدأت مع الوحدة وحرب 1994 وكانت بداية لما وصلنا إليه اليوم وتقاعس الجميع في التصدي لعلي عبد الله صالح وترك الجنوب بمفرده يكافح، وهذا ما يهدد اليمن بالانفلات.

* أي انفلات تقصد؟

- انفلات أمني.. وهذا خطير جدا مع قوة السلاح الموجود في الشارع اليمني.

* وإلى أين وصل الاتفاق على مرجعية الحوار؟

- تحدث الإخوان أن المرجعية هي المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن رقم 2014، ونحن قلنا لهم إن هذه بداية غير صحيحة لأنها تبدأ من حرب 1994 وقرارات مجلس الأمن 924 و931، وبالتالي حددنا مرجعية الحوار في هذه النقاط. أما أطراف الحوار، فالحوار بين الشمال والجنوب، وبذلك نحل المشاكل المتراكمة والتي حدثت منذ عام 1994 وصولا إلى الثورة اليمنية وقضية الحوثيين مع وجود المبادرة الخليجية، وأيضا المرجعية المحلية الوطنية، وهناك من يقول إن المرجعية يجب أن تكون الثورة، وهي تجبّ ما قبلها، ونحن قلنا: لا.. الحراك الجنوبي حدث قبل الثورة، ويأتي بعده قضية الحوثيين ثم الثورة. وبذلك تكون مرجعية الحوار ثلاث قضايا: الحراك الجنوبي، والحوثيون، والثورة.

* هل اتفقتم في برلين على هذه المرجعية للحوار؟

- نحن اتفقنا على هذه المرجعية.. كما اتفقنا على مسارات للحوار وأن يبدأ الحوار بالقضايا الأساسية الجوهرية التي ذكرتها.. أي قضية الجنوب التي يجب أن تناقش بطرفيها الشمال والجنوب، وطبعا لا يوجد دولة في الشمال والجنوب، لكن يوجد شعب، ويمكن اختيار من يمثله عبر قوى وطنية حتى نصل للصيغة المناسبة، وقد لمست في حوار برلين أن إمكانية التفاهم موجودة لأن الجميع يدرك خطورة ما حدث، ولذلك أرى أن خطوة الحوار مهمة وأن تكون برعاية دولية لأن الملفات مفتوحة وقرارات مجلس الأمن لا تسقط بالتقادم.

* إذن مؤتمر برلين غير الرسمي اتفق فيه على أجندة الحوار الرسمي والمسارات والأطراف التي ستشارك، وبقي مكان الحوار.. أين سيكون؟

- لم يتفق عليه بعد، لكن هناك آراء بأنه يمكن أن تعقد الحوارات الوطنية في القاهرة، لكن الحوار في ظل وجود علي عبد الله صالح لا أعتقد أن هناك أفقا لنجاحه.

* هل تتوقع ثورة أعنف في اليمن إذا بقي الرئيس السابق؟

- أعتقد أن الشباب محتقن ولن يسمح أن تنحر ثورته، وكذلك بالنسبة لأبناء الحراك الجنوبي السلمي.

* هل الثورة سوف تصمد في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة في اليمن؟ وكيف يمكن حل هذه المعادلة؟

- الخيار الأفضل أمام اليمن هو السير في طريق المبادرة الخليجية، بالإضافة إلى المرجعيات التي تحدثنا عنها، مع العمل على إخراج أدوات التوتر من اليمن وهي معروفة.. علي عبد الله صالح ومجموعته التي يجب أن تخرج من السلطة تماما والابتعاد عن النهج العسكري، وأرى أن الأزمة الأساسية هي سياسية بالدرجة الأولى ويجب حلها أولا، وإذا لم تحل فسوف ندور في حلقة مفرغة.

* إذا تحدثنا عن خريطة لإنقاذ اليمن.. من أين نبدأ؟

- الخطوة المطلوبة الآن تنفيذ خطة الحوار برعاية دولية وإقليمية، وأن تذهب العناصر المعطلة إلى الخارج، علي عبد الله صالح وأعوانه، ومع هذه الخطوة تنتهي مشاكل الكهرباء والوقود، وتغلق الأبواب أمام محاولات أعوان الرئيس السابق لتفجير الوضع.. وبعد ذلك يأتي دور الدول المانحة لحل القضية الاقتصادية.

* هل الرئيس عبد ربه منصور هادي قادر على قيادة المرحلة؟ وهل طلب منكم المساعدة والدعم؟

- نحن سنعمل مع الجميع، ونطلب منه ألا ينسى قضية الحراك الجنوبي وأن يأخذ حذره عندما يعالج أي قضية، ويجب أن يدرك أن أزمة اليمن لم تبدأ مع ثورة فبراير (شباط) 2011 وإنما منذ عام 1994 مرورا بالحراك الجنوبي في عام 2007.

* ألا تعتقد أنها أعباء يصعب التعامل معها في توقيت واحد؟

- بالتأكيد.. ولهذا أريد من القوى الوطنية أن تتحمل مسؤولية الحوار الوطني والقرار في إدارة البلاد، ولا نريد أن يكون الرئيس عبد ربه والأخ محمد سالم باسندوة (رئيس الوزراء اليمني)، طرفا في هذا الحوار لأن البعض يقول إنهما من الجنوب، وانتهت القضية عند هذا الحد.. ونحن نقول إن قضية الجنوب لا تحل بأن يكون الرئيس جنوبيا ورئيس الوزراء كذلك، وإنما المطلوب حل مشاكل شعب الجنوب الذي مر بمرحلة قاسية جدا تحطمت خلالها كل عناصر الثقة في دولة الوحدة.

* أين دور الحزب الاشتراكي الذي غاب عن الساحة التي سيطر عليها حزبا المؤتمر والإصلاح؟

- الحزب الاشتراكي منقسم بسبب قضية الوحدة، ولو تمسك الحزب الاشتراكي بالقضية الجنوبية لكان وضعه أفضل، وقد اتهمه علي عبد الله صالح، في حرب نفسية ضد كل من كان ينتقد الوضع في اليمن بعد عام 1994، بالانفصالي، ونحن نرى أن الانفصالي هو من قام بالعمل ضد شعب الجنوب، ونقول أيضا إن الحزب الاشتراكي لا يمثل كل شعب الجنوب، فمجموع أعضائه لا يتجاوز 23 ألف عضو فقط، وأعضاء الحزب لديهم حياة كريمة، أما الشعب فيعاني من كل شيء، لأن رؤية الشمال للجنوب تنحصر في أن الجنوب فرع والشمال الأصل، وقلنا لهم: إذا كانت هذه رؤيتكم فإن الوحدة لن تستقيم، والأفضل أن يقال إن الجنوب أصل وهو اتحد مع الأصل، وإذا كان لديكم تفسير غير ذلك فأنتم تسيرون بالبلاد في الطريق الخطأ.. وأذكر بعد الحرب أن اتصل بي الرئيس صالح وطلب عودتي، وأن نعالج بعض القضايا، وقلت له الحزب الاشتراكي خرج من السلطة، وأن المشكلة هي أن شعب الجنوب موجود، واقترحت على صالح في ذلك الوقت أن يستفتي شعب الجنوب لاختيار قيادة جديدة تنتخب جمعية وطنية بدل مجلس الشعب وأن يعيد صياغة الوحدة مع شعب الجنوب، وكان رده أن الموضوع انتهى، وقد رفض صالح، واستمر في الخطأ إلى أن وصل إلى ما يحدث حاليا.

* هل تفكر في العودة إلى اليمن؟

- لا أفكر في العودة قريبا.. ولكن سأظل أساهم مع الجميع إلى أن توجد الحلول لكل المشاكل، وفي المقدمة القضية الجنوبية.

* وهل هناك ما يمنع من عودتك إلى اليمن؟

- الوضع الآن غير مطمئن وسيئ، ونرى القتل والدمار في حضرموت من أبناء حضرموت، وتخيلي أن تنظيم القاعدة لا يختار سوى أبناء الجنوب! وهذا يعني أن عمل «القاعدة» منظم.

* ما هو تفسيرك لمساهمة القوات الأميركية في الحرب على «القاعدة» باليمن؟

- علي عبد الله صالح قدم تنازلات كثيرة أثناء حرب 1994 للأطراف الدولية، وهي التي وقفت معه أثناء الحرب، وكان هناك تعهد لمجلس الأمن برسالة وقعها القائم بأعمال رئيس الوزراء وقتها الدكتور محمد سعيد العطار باسم الدولة، بأنهم ملتزمون بقرار مجلس الأمن، وسيجري الحوار، وبالفعل عقدنا جلسة من الحوار في جنيف، واتفق على عقد الجلسة التالية في أبوظبي، ولكن الرئيس صالح تنكر للوضع ورفض استمرار الحوار وعطل كل شيء، وطبعا مقابل هذا قدم تنازلات كثيرة تتعلق بلعبة «القاعدة»، وكلها عناصر تدعم من الأمن، كما حدث في زنجبار من ترك مخازن السلاح، وغيرها من الممارسات التي تؤكد أن «القاعدة» ضمن أدوات صالح لإدارة الأزمات.. واليوم انكشف كل شيء وانتهت المسرحية، وعلى الرئيس السابق أن يغادر اليمن، وألا يعبث به، وألا يحول الجنوب إلى ساحة صراع محلي وإقليمي ودولي.. أقول ذلك لأن الجنوب يتمتع بأمرين، هما الموقع الاستراتيجي والممر المائي؛ باب المندب. وكذلك احتمالات وجود الثروة النفطية الهائلة، وبالذات في مناطق شبوة وحضرموت، وعليه أطلب من الجنوبيين الانتباه لهذا، وإلا سيكونون أدوات في الصراع على السلطة، وكذلك ألا يدخلوا في الصراع الإقليمي والدولي.