الشيخ السديس إمام وخطيب المسجد الحرام
بقلم/ موقع محيط
نشر منذ: 15 سنة و 9 أشهر
الجمعة 13 فبراير-شباط 2009 08:55 م

 الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس أحد شيوخ الإسلام الأجلاء، وهو إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة، وله جهود عظيمة في مجال الدعوة، وخدمة الإسلام فعمل إماماً وخطيباً لعدد من مساجد الرياض ومحاضراً وأستاذاً مساعداً بكلية الشريعة بجامعة أم القرى، وقام بالرحلات الدعوية في العديد الدول العربية والأجنبية وشارك في الكثير من المحاضرات والندوات، وله الكثير من المؤلفات والدراسات والأبحاث.

التعريف به

هو أبو عبدالعزيز عبد الرحمن ابن عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله، ويلقب بالسديس، يرجع نسبه إلى "عنزة" وهي قبيلة شهيرة، من محافظة البكيرية بمنطقة القصيم.

ولد الشيخ السديس في الرياض عام 1382هـ - 1962م وبها نشأ، حرص والديه منذ الصغر على تحفيظه القرآن الكريم فقام والده بإلحاقه بجماعة تحفيظ القرآن الكريم بالرياض تحت إشراف عدد من الشيوخ مثل فضيلة الشيخ عبد الرحمن ابن عبد الله آل فريان ومتابعة الشيخ المقرىء محمد عبدالماجد ذاكر، فأتم الشيخ السديس حفظ القرآن في سن الثانية عشر على يد عدد من المدرسين في الجماعة كان أخرهم الشيخ محمد علي حسان.

تعليمه ومهامه

إلى جانب تعليمه وحفظه للقرآن الكريم التحق السديس بمدرسة المثنى بن حارثة الابتدائية, ثم بمعهد الرياض العلمي, وتلقى تعليمه على يد عدد من أشهر مشايخه مثل الشيخ عبدالله المنيف, والشيخ عبدالله بن عبد الرحمن التويجري وغيرهما، وتخرج منه عام 1399هـ بتقدير ممتاز، ثم تابع دراسته فالتحق بكلية الشريعة بالرياض, وتخرج فيها من قسم أصول الفقه عام 1403هـ، مجتازاً المرحلة التمهيدية بتقدير ممتاز.

وعقب تخرجه عُين معيداً بكلية الشريعة, كما عمل إماماً وخطيباً في عدد من مساجد الرياض, كان أخرها مسجد الشيخ العلامة عبدالرزاق العفيفي، كما عمل مدرساً في معهد إمام الدعوة العلمي.

لم يكتفي الشيخ السديس بدراسته بل قام بالإطلاع على مؤلفات العديد من المشايخ مثل سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز ابن باز، والشيخ العلامة عبدالرزاق عفيفي، والشيخ د. صالح الفوزان وغيرهم من المشايخ.

عين الشيخ السديس إماماً وخطيباً للمسجد الحرام بمكة المكرمة في عام 1404هـ، وواصل الدراسة فحصل على درجة الماجستير بتقدير ممتاز من كلية الشريعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية "قسم أصول الفقه" وذلك عن رسالته "المسائل الأصولية المتعلقة بالأدلة الشرعية التي خالف فيها ابن قدامة الغزالي".

عمل الشيخ السديس بعد ذلك محاضراً في قسم القضاء بكلية الشريعة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، ثم حصل على درجة الدكتوراه من كلية الشريعة بجامعة أم القرى بتقدير ممتاز عام 1416هـ مع التوصية بطبع الرسالة عن رسالته الموسومة "الواضح في أصول الفقه لأبي الوفاء بن عقيل الحنبلي- دراسة وتحقيق"، وقد أشرف على الرسالة الأستاذ أحمد فهمي أبو سنة, وناقشها معالي الشيخ د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي, الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي, والدكتور علي بن عباس الحكمي, رئيس قسم الدراسات العليا الشرعية بجامعة أم القرى ـ آنذاك.

وعقب حصوله على الدكتوراه عُيّن أستاذاً مساعداً في كلية الشريعة بجامعة أم القرى.

 

جهوده ونشاطاته

للشيخ السديس الكثير من الجهود والنشاطات في خدمة الإسلام والمسلمين حيث قام بالعديد من الرحلات الدعوية بداخل المملكة وخارجها فزار الكثير من الدول العربية والأجنبية، وشارك في المؤتمرات والندوات المختلفة، وألقى المحاضرات، كما افتتح عدد من المساجد والمراكز الإسلامية في العديد من دول العالم.

وبالإضافة لعمله في الإمامة والخطابة يقوم الشيخ السديس بالتدريس في المسجد الحرام وذلك في الفروع الدينية المختلفة من عقيدة وفقه وتفسير وحديث، بالإضافة للمشاركة بالفتوى في مواسم الحج وغيره. 

والشيخ السديس عضو في عدد من الهيئات والمؤسسات العلمية والدعوية والخيرية، وتم ترشيحه بواسطة الشيخ عبدالعزيز بن باز لعضوية الهيئة الشرعية للإغاثة الإسلامية التابعة لرابطة العالم الإسلامي وغيرها.

مؤلفاته

 وللشيخ السديس العديد من المؤلفات، والأبحاث والدراسات والتحقيقات والرسائل العلمية، نذكر منها المسائل الأصولية المتعلقة بالأدلة الشرعية التي خالف فيها ابن قدامة الغزالي، الواضح في أصول الفقه "دراسة وتحقيق"، كوكبة الخطب المنيفة من جوار الكعبة الشريفة، إتحاف المشتاق بلمحات من منهج وسيرة الشيخ عبدالرزاق، أهم المقومات في صلاح المعلمين والمعلمات، دور العلماء في تبليغ الأحكام الشرعية، رسالة إلى المرأة المسلمة، التعليق المأمول على ثلاثة الأصول، الإيضاحات الجليّة على القواعد الخمس الكليّة.

ومن أبحاثه في أصول الفقه: الشيخ عبدالرزاق عفيفي ومنهجه الأصولي، كلام رب العالمين بين علماء أصول الفقه وأصول الدين، معجم المفردات الأصولية, تعريف وتوثيق، الفرق الأصولية, استقراء وتوضيح وتوثيق، تهذيب بعض موضوعات الأصول على منهج السلف، العناية بإبراز أصول الحنابلة رحمهم الله. وخدمة تحقيق بعض كتب التراث في ذلك.

ونظراً لجهوده وقع اختيار اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم على فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس كشخصية العام الإسلامية في دورتها التاسعة للعام الهجرى 1426.