أردوغان والسيسي يوقعان اتفاقيات استراتيجية كبيرة بمناسبة اليوبيل الفضي لتوليه مقاليد الحكم...زعيم خليجي يصدر عفوا عن مئات المحكومين كويكب يضرب الأرض خلال ساعات.. والعلماء يحددون بأي دولة سيسقط الحوثي يسرق اليمنيين بأسم النبي.. هذا ماحدث في مديريتين من مديريات صنعاء فقط كارثة غير مسبوقة.. انفجار وشيك للناقلة النفطية (سونيون) في البحر الأحمر وزير في الحكومة الشرعية يوجه نداءً هاماً لجميع اليمنيين في الداخل والخارج مسؤول حكومي يعري الاعترافات المُفبركة التي تنشرها مليشيا الحوثي لنخبة المجتمع في صنعاء إغلاق مصانع وإلغاء وظائف.. ما الذي يحدث في قطاع السيارات الأوروبية؟ الكشف عن أكبر صفقة فساد جديدة في دولة عربية بقيمة 18 مليار دولار ضربة موجعة وغير متوقعة… مانشستر سيتي يقطع الطريق على ريال مدريد
يقولون في المثل "الكعكعة في يد الفقير عجبة" أو عجيبة.
فما بالكم لو توفق الفقير بشراء قميص أنيق، أو ربطة عنق، أو حصل على هاتف جوال هدية نظير فوزه في مسابقة "رمضان" أو حتى مسابقة "من طلب الجن ركضوه؟!".
* ما بالكم –وهو الأهم- لو أن الغلابا توفقوا بمرشح نزيه، يعرف جيداً أن حياتهم ضنك مستمر، وسيسعى بتعاونهم طبعاً –لإعادة الاعتبار- لابتسامتهم وللمواطنة المسحوقة بامتياز؟!
لا شك سيستكثرون عليهم ذلك، ويبدأ "السبوب" وتبدأ بانوراما الإنجازات وأحجار الأساس؟!..
* يريدون الفقير إنساناً مطروحاً على الأرض، يلبس ثياباً رثة ومرقعة مثل بعض نتائج الانتخابات!
ونقول أن الفقر هو أن يمرض أحد أقاربك، أو أنت، ولا تجد لحظتها قيمة فاتورة العلاج حتى لو ذهبت إلى المستشفى على ظهر سيارة مرسيدس، فإنك تظل فقيراً أمام شباك الصيدلي، وشباك الفحوصات وبوابة بيت "المحافظ" ليصرف لك معاونة علاج!!
* الفقر هو أن تتعطل الثلاجة أو الغسالة، وتحمل أياً منهما إلى أقرب محل إصلاح، ولا تعود إليه إلا وقد نشر إعلاناً مصحوباً بصورة الغسالة يطالبك أنت وجملة من الناس الغلابى أمثالك بسرعة أخذ أجهزتكم وتسديد المبالغ التي عليكم لأنه أفلس، ما لم فإنه سيبيع كل الأجهزة الموجودة لديه للإصلاح ويسدد بقيمتها ديون إيجار المحل؟!
* الفقر هو أن يخرب المطر سقف بيتك، ولا تستطيع إصلاحه أو.. إيقاف المطر عند حده؟!
إذ أن كل الذي تستطيع فعله حيال ذلك هو البرطعة وراء مسئول ما لمساعدتك، أو إقناع نفسك بأن المرقد الحقيقي هو القبر!!
* لو كان الفقر رجلاً لقتلته..
لكن ما العمل حينما يكون الفقر مجموعة رجال نهبوا الثروات؟!
إنك –كمواطن غلبان- ستكون المقتول الوحيد في هذا النزال اللص، ما لم تتعض من سابقات التجارب والدروس.
* يحاول المستفيدين من كراسي المقدمة دائماً تمييع مواجع الناس وشكاواهم من الفقر، مرددين "احمدوا الله، أنتم أحسن من غيركم في تسونامي أو الصومال مثلاً؟!".
لهم أن يقولوا ذلك وللغلابى أن يقولوا مراراتهم.
* الفقر عموماً هو أن يأتي العيد، وتنظر إلى سوق الحراج نظرة الصوفي لـ"الكعبة" وتنظر لأطفالك وأرحامك الذين ستزورهم وكأنهم متحصلي ضرائب.
* الفقر هو أن تكتب عن فساد في سوق "السمك" وتمر من أمام "الحيتان" الكبيرة مرور الكرام؟!
* الفقر هو أن تنتقد إزعاج سائقي الدراجات النارية، وتغمض عينيك أمام إزعاج ومخالفات وابتزاز مدير عام المرور نفسه؟!
* الفقر هو ذاك الذي يجعل "المصالح" بلا أخلاق، ويجعل الناس تتسابق على كشوفات "الزكاة" وتتملص أمام كشوفات التبرع لمريض يحتاج ثمن الرقود!!
* الفقر هو أن يعلن التلفاز –في العيد الوطني- عن خطاب هام لمسئول هام، تحجز لنفسك مكاناً استراتيجياً أمام الشاشة، وتظل طيلة وقت الخطاب تنتظر –بفارغ الصبر- قراراً يعيد للعملة اعتبارها، يقضي بمجانية التعليم، والصحة، وتسمع أن مليارات صرفت لتعزيز الأمن؟!!
* الفقر هو أن تنظر للضيوف الذين قرعوا باب بيتك وكأنهم مشاهد من فيلم رعب، وتجد نفسك فجأة وقد تحولت إلى خطيب مسجد يوزع الموعظة لأطفاله –وبصوت مسموع- لعل الضيوف يسمعوك وأنت تصرخ بلهجة متشددة: قال الله، قال الرسول (ص) قال الصحابة أجمعون: خففوا على أهل المروات؟!
وتردف قائلاً: الضيافة يوم، يومين، أما ثمان يا تعب حالي؟!
* الفقر هو أن يتفركش مشروع زواجك، أو مشروع دراستك، أو حتى مشروع المياه بسبب فواتير تراكمت عليك، وطرحتك أرضاً، وبالضربة القاضية؟!
* الفقر هو أن يرعبك "المؤجر" –مالك البيت- أكثر مما يرعبك حرس رئيس الوزراء، أو حتى رئيس الوزراء نفسه؟!
* الفقر هو أن تظل تكتب، وتكتب، ولا جديد يتغير في حياتك غير الزيادة في كشف الديون؟!
وأما قمة الفقر، هو أن تفرغوا جميعاً من قراءة هذا المقال.. وتتحسسوا جيوبكم.. وأتحسس جيبي؟!..