آخر الاخبار

إعلام إيراني يتحدث عن سر الاستنفار الحوثي في الحديدة الاحتلال الحوثي يرفع وتيرة التصعيد في صنعاء - هدم منازل ومتاجر وطرد للتجار والباعة والمتسوقين حزب الاصلاح بمحافظة المهرة يحتفي بذكرى التأسيس واعياد الثورة ويدعو لاستعادة مؤسسات الدولة قيادي حوثي يجني شهريا أكثر من 190 مليار ريال من وكالات الشحن البحري مقابل عدم اعتراض سفنها التجارية في البحر أحد كبار القيادات العسكرية الأمريكية يسخر من تعاطي الإدارة الأمريكية مع مليشيا الحوثي في اليمن وزارة الأوقاف تبدأ عملية المسح الميداني لشركات النقل لضمان جودة خدمات النقل الأمن وراحة الحجاج مقتل عبد الملك الحوثي كيف سيؤثر على الحوثيين وإيران؟ .. تقرير أمريكي يناقش التداعيات ويكشف عن الخليفه المحتمل منظمات حقوقية تطالب بالإفراج عن الصحفي المياحي من سجون مليشيا الحوثي ثلاث كاميرات سرية في واتساب.. تنقل عنك كل التفاصيل.. تعرّف عليها اسعار صرف الدولار والسعودي في اليمن مساء اليوم

مدينة شعوب التاريخية
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 14 سنة و أسبوع و يوم واحد
الأحد 24 أكتوبر-تشرين الأول 2010 05:31 م

" شعوب " ، هو اسم لمدينة قديمة ، يعود تاريخها إلى الفترات المبكرة من تاريخ اليمن القديم إلى المرحلة العتيقة من تاريخ دولة سبأ ، وقد كانت تقع إلى شمال مدينة " صنعاء " التي ظهرت في فترة متأخرة فيما بعد ، من فترة ظهور مدينة " شعوب " ، أما الآن فقد أصبح الاسم يطلق على حي من أحياء العاصمة صنعاء ، وهو ذلك الحي الذي اتسع بعد الإسلام وتركز حول قبر الصحابي الجليل " فروة بن مسيك المرادي " الذي ما يزال المسجد الذي بناه في المنطقة يحمل اسمه .

مدينة " شعوب " ، ظهرت في النقوش كحاضرة لقبيلة " مأذن " التي كانت تنتشر في أراضي القاع المعروف حالياً بقاع " الرحبة " ، و" وادي ضهر " ، على أن معارفنا عن قبيلة " مأذن " قبل فترة ملوك سبأ وذي ريدان تكاد أن تكون معدومة ، حتى أن نقش النصر الذي سجله الحاكم السبئي " كرب إل وتر بن ذمار علي " مكرب سبأ والموسوم بـ ( RES.3945 ) ، لم يذكرها بالرغم من ذكره لأراضٍ شاسعة من نجران إلى الخليج العربي ، وقبائل مختلفة كانت تنتشرعلى تلك الأراضي – بغض النظر عن أحداثه العسكرية – ويؤكد الدكتور " محمد عبد القادر بافقيه " ، أن عدم ذكرها في ذلك النقش لا يعني أو يثبت أنه حُجـة مقبولة لإثبات وجودها من عدمه ، ويضرب مثلاً بقبيلة " سُمعي " التي لم يذكرها ذلك النقش بالرغم من وجودها في تلك الفترة التي يعود إليها النقش ، ولكن هناك نقشاً من نفس الفترة وهو النقش الموسوم بـ ( CIH.37 ) ، يدل على أن عدم ذكر " سمعي " ـ أو السكوت عنها ـ في نقش النصر إنما كان سببه أنها كانت حينذاك على وئام مع سبأ ، بل وكانت تعيش في ظل السلام السبئي ، فهل كان عدم ذكره " لمأذن " هو لنفس السبب ؟ .

ويؤكد الدكتور " بافقيه " ، أنه ليس هناك ما يمنع أن تكون " مأذن " قديمة الوجود في المنطقة التي عرفت بها ، حتى لو كان وجودها فيها جاء نتيجة انتقالها من مكان آخر لأي سبب من الأسـباب ، فإن ارتحال شعب من الشعوب إلى مواطن جديدة أمر معهود على مدى التاريخ ، ويضيف ولكن هذا إنما هو مجرد احتمال إذا جاء ما يشبه فان تفسير سكوت نقش النصر عن " مأذن " يكون شبيهاً بسكوته عن جارتها " سمعي " .

فقد كانت قبيلة " مأذن " في فترة ملوك سبأ وذي ريدان ، على علاقة حسنة بملوك سبأ طيلة تلك الفترة ، وقد أقيمت نتيجة لتلك العلاقة الطيبة مدينة صنعاء على أراضيها ، وإلى الجنوب من حاضرتها " شعوب " تلك الحاضرة التي مثلت العاصمة الإدارية لمملكة " مأذن " فقد ظهرت قبيلة " مأذن " في فترة تبدو مبكرة ، حيث ذكر أحد النقوش التي نشرها الدكتور " محمد عبد القادر بافقيه " عبارة ( ملك / مأذنم ) ، وقد احتمل الدكتور " بافقيه " أن تحول " مأذن " من مملكة إلى مقولة ـ وحدة إدارية ـ ، ضمن مقولات دولة سبأ ، يشابه كثيراً حالة مملكة " سُمعي " ، التي تحولت ـ أيضاً ـ إلى مقولة لدرجة أن أقيالها كانوا يرتبطون بصلة قرابة مع ملك " سُمعي " .

وذلك يجعلنا لا نستغرب أن تتحول " مأذن " من مملكة إلى مقولة وأن يصبح حكامها الجدد أقيالاَ من سلالة لا تربطهم في الظاهر على الأقل ، صلة بسلالة الملوك ، أو بمعنى آخر فالأقيال الذين عرفوا في النقوش بأنهم أقيالاً " لمأذن " فالأرجح أنهم من غير الأسرة المالكة التي ظهرت في ذلك النقش الذي ذكر مملكة " مأذن " .

وهكذا ظلت قبيلة " مأذن " تسيطر على أراضيها حتى ( القرون الثلاثة الهجرية الأولى ) ، حيث ورد ذكرها عند " الهمداني " ، حيث قال : ( كما يجمع ضهر وضلع وريعان مخلاف مأذن ) وهو ما يعرف اليوم بضلع همدان ووادي ضهر ، ويقع في الشمال الغربي من صنعاء ويشمل الحصبة المكان الواقع غرب شعوب ، بمعنى أن شعوب ظلت تقريباً حتى ( القرن الثالث الهجري ـ التاسع الميلادي ) حاضرة لقبيلة " مأذن " ، ولكنها اليوم أصبحت حي من أحياء العاصمة صنعاء .

* شبكة نداء السياحية\ شفيق علي