هل العالم على اعتاب حرب نووية؟ بوتين يوقع مرسوماً خطيراً للردع النووي وهذه أبرز بنوده أمطار في عدة محافظات وتحذير من اضطراب مداري قد تتأثر به اليمن روسيا تعلن الرد بعد قرارات أوكرانيا استخدام النووي… وبوتين يعلن توقيع مرسوماً يوسع إمكان اللجوء إلى السلاح النووي ارتفاع أسعار النفط مع تعطل الإنتاج في أكبر حقول غرب أوروبا تهريب الذهب... تفاصيل واقعة صادمة هزت الرأي العام في دولة عربية اتفاقية تعاون جديدة بين روسيا والسودان روسيا تستخدم الفيتو ضد قرار بريطاني عن السودان استعداداً للانفصال.. ليفربول يستبدل صلاح بـ نجم شباك أول دولة خليجية عظمى تستعد في إنشاء ائتلاف عسكري مع الولايات المتحدة لحماية الملاحة في البحر الأحمر صواريخ تضرب تل أبيب
على وقع أوامر ملكية تتواصل مسيرة الإصلاح الهيكلي للدولة، وتنهي السعودية عاماً آخر من طريق طويل في تعزيز الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، طريق مرسوم ليواكب التطورات التي تجتاح العالم وتحديات جمة ليست ببعيدة عنها، وبحثاً عن مستقبل لا يمكن الولوج إليه إلا بالوسائل التي تناسبه وتتكيف معه، مستقبل بدأت تظهر ملامحه في قفزات تحققها وزارات تعمل وفق حوكمة ومؤشرات أداء، وقيادة تشير بإصبعها إلى مكامن الخلل وتصلحه، ومجتمع متماسك لا تهزه مؤامرة هنا أو حملة ظالمة هناك، وميزانية تركز على خدمات المواطنين وتميزها، ومؤشرات أداء اقتصادي مبشرة، فالعجز ينخفض والإنفاق يرتفع، وفوق هذا كله مواطنون ينتظرون دائماً الأفضل من بلادهم باعتبار أنه حق من حقوقهم. فعلاً السعودية تتغير إلى الأفضل، والسعوديون مؤمنون بأن الأجمل لم يأتِ بعد.
قادت المرأة السيارة عندما ظن الكثيرون أن ذلك أمر محال، وبين ليلة وضحاها أصبحت النساء جنباً إلى جنب يقودن سياراتهن في شوارع الرياض وجدة والخبر وجازان وباقي المدن السعودية، لم يحدث المحظور كما تخوف الكثير، ولم تسجل حالة تحرش واحدة بالنساء منذ السماح لهن بالقيادة، وهو ما يلفت النظر فعلاً كيف لهذا المجتمع أن يتطور ويتغير إيجاباً دون أن يتخلى عن مكتسباته ومبادئه. لم تكن قيادة المرأة وحدها طبعاً هي المؤشر على ذلك وإنما مثال واحد فقط، ففي هذا الشهر وحده استضافت الدرعية الجميلة سباق «فورمولا إي» وشاهده نحو 80 مليون شخص حول العالم، وما أن ينتهي السباق الدولي الكبير حتى طل علينا «شتاء طنطورة» في العلا، والعالم خلالها ييمم وجهه للمملكة مراقباً كيف تواصل هذه الدولة العريقة تحديثها وانطلاقتها للمستقبل في سرعة قياسية، وفي نفس الوقت لا تزال تتمسك بأصالتها.
حتى الجدل الذي يحدث داخل أروقة المجتمع السعودي حول بعض من الإصلاحات الاجتماعية في تقديري جدل صحي، فمن حق الجميع أن يدلي بدلوه ويعبر عن وجهة نظره، ومن حق من لا تعجبه مثلاً أي من تلك التغييرات ألا يشارك فيها، هذا حق أصيل لا ينازعه عليه أحد، ومن الطبيعي أن أي تحولات يشهدها المجتمع لا يستوعبها الجميع في آن واحد، فهناك من يحتاج إلى فترة أطول من غيره لاستيعاب المتغيرات الطارئة عليه، مع الاتفاق طبعاً أنه ليس من حق أحد أن يفرض قناعاته الشخصية على الآخرين، إلا أن حجم التفاعل الشعبي غير المسبوق للسعودية المنطلقة في ثوبها الجديد يعطي دلالة على المدى الذي يرحب به السعوديون لهذا التغيير الذي انتظروه طويلاً، ونظرة سريعة للإقبال الشديد من عشرات الألوف على فعاليتين فقط تفصل بينهما أيام قليلة مثل «فورمولا إي» و«شتاء طنطورة» تشرح تعطش السعوديين وحماسهم لما تشهده بلادهم.
وطالما أن الحديث عن الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها السعودية، فإن هناك من يربط ذلك دائماً بالإصلاح السياسي، ومن حيث المبدأ فإن الإصلاح مطلب لكنه أيضاً وسيلة وليس غاية، كما أن تحديد الأولويات مسؤولية كل مجتمع، ولا توجد مسطرة واحدة تسير عليها كل الدول في مشاريعها الإصلاحية، فالمجتمعات تتطور وفق احتياجاتها وثقافتها، وما يناسب المجتمع الفرنسي ربما لا يناسب المجتمع الأميركي، وما تقوم به الصين من إصلاح اقتصادي مهول ليس شرطاً أن يتشابه مع الإصلاحات الاقتصادية في مكان آخر بالعالم، ومحاولة فرض سياسات أو أجندات بعينها أثبتت أن ضررها أكبر من نفعها ناهيك عن عدم واقعيتها، فكل مجتمع قادر على تحديد أولوياته النابعة من احتياجاته.