معلومات جديدة عن قصة اعتقال صدام :كان في ملجأ وليس حفرة..وسر الخيانة والتسجيلات الصوتية
نشر منذ: 18 سنة و 6 أشهر و 28 يوماً
الإثنين 29 مايو 2006 05:56 م

شكلت الصور التي بثتها القوات الأمريكية في العراق عن إخراج الرئيس العراقي السابق صدام حسين من حفرة في مزرعة عراقية صدمة للكثيرين، فأثارت ارتياح وفرحة معارضيه، وشكوك مراقبين اعتبروها صورا مركبة. وبصرف النظر عن مدى مصداقية هذه الصور فقد تركت لدى الرأي العام العربي صدمة وهو يرى زعيما عربيا بلحية كثة طويلة وبنادق الجنود الأمريكيين تحيط به وقد ارتدى ثيابا متسخة بدلا من بزته العسكرية الشهيرة. وتعددت القصص الصحفية بعد ذلك والتي عالجت خفايا وأسرار هذه الحفرة، إما تصويرا أو عبر لقاءات صحفية مع مرافقين لصدام حسين. وفي معلومات جديدة تنشرها "العربية.نت"، يقول صحافي عراقي يصف نفسه بالمستقل "إنه تمكن من جمع معلومات موثقة من مصادر عديدة تؤكد أن صدام كان في ملجأ وليس في حفرة، كما أن أحد حراسه الشخصيين ألقي القبض عليه في بغداد وانهار في التحقيق أمام القوات الأمريكية فقادهم إلى المرزعة التي توارى فيها صدام لمدة 4 أشهر.

وكانت الولايات المتحدة قد ذكرت أن اعتقال صدام تم حيث كان "يختبئ داخل خندق ضيق متصل بحفرة عمقها ستة أقدام تحت الأرض وقد قادت إليه معلومات استخبارية".

ملجأ سري منذ 1991

وروى الصحفي العراقي المستقل سعد الأوسي تفاصيل جديدة لـ"العربية.نت"، قائلا: "أحد المرافقين السابقين لصدام يدعى قيس النامق يملك مزرعة في قضاء الدور، والثاني حارس شخصي لصدام واسمه محمد المسلط والذي قرر مع صدام اللجوء إلى منطقة الدور، وعندما وصلوا ترجل الحارس الشخصي محمد المسلط وطرق باب منزل قيس النامق في مزرعته فطلب منه أن يستضيف صدام حسين عنه فوافق على الفور".

وروى الصحفي العراقي المستقل سعد الأوسي تفاصيل جديدة لـ"العربية.نت"، قائلا: "أحد المرافقين السابقين لصدام يدعى قيس النامق يملك مزرعة في قضاء الدور، والثاني حارس شخصي لصدام واسمه محمد المسلط والذي قرر مع صدام اللجوء إلى منطقة الدور، وعندما وصلوا ترجل الحارس الشخصي محمد المسلط وطرق باب منزل قيس النامق في مزرعته فطلب منه أن يستضيف صدام حسين عنه فوافق على الفور".

ويتابع "كان السبب الرئيسي لاختيار مزرعة قيس النامق وجود ملجأ سري فيها منذ عام 1991 عندما أمر صدام حسين بإعطاء قروض للناس لبناء ملاجئ في بيوتهم لحماية أنفسهم من الهجوم على العراق".

يشير الأوسي، رئيس تحرير أسبوعية "الشاهد المستقل" العراقية، إلى أن ما سماها "معلومة مثيرة"، وهي "بقاء صدام حسين 4 أشهر في هذا المكان".

كمين في "العرصات"

ويسهب في الإدلاء بمعلوماته "يمتلك مرافقو صدام دورا سكنية خاصة في بغداد، ولعبت الصدفة دورها عندما قام محمد المسلط بزيارة إلى بغداد إلى منطقة تسمى العرصات في الكرادة، وتعرض لكمين بعد وشاية وألقت قوات الاحتلال القبض عليه وكانت الاتصالات السلكية واللاسلكية معدومة بين صدام ومرافقيه، وأثناء التحقيق انهار وفورا اتجهوا إلى منطقة الدور".

ويقول سعد الأوسي إن "القوات الأمريكية حركت 50 عربة همر مصحوبة بغطاء جوي كثيف توجهت إلى منطقة الدور، ولم يعط صاحب المزرعة، قيس النامق، اهتماما لأصوات المركبات والطائرات، وذلك لأن منطقة الدور تشهد دائما تحركا أمريكيا بحثا عن مسؤولي النظام السابق وخاصة عزة الدوري، لكنه حذر صدام الذي سارع للنزول في الملجأ، إلا أن قيس النامق تعرض للضرب في نفس المكان فاعترف بوجود صدام داخل الملجأ".

ويشدد الأوسي على أن "معلوماته من مصادر عديدة كانت متطابقة وتؤكد أن صدام لم يكن في حفرة وإنما في ملجأ بني عام 1991 وهو ملجأ متكامل، وبعيدا عن سلبيات صدام يجب أن تقال الحقيقة وهي ان صدام كان في ملجأ، وقوات الاحتلال في نفس اليوم أخفت معالم هذا الملجأ لكي لا يقدر الناس على معرفة ما جرى".

قصة التسجيلات الصوتية

كما يكشف الأوسي أن "مرافق صدام محمد المسلط هو الذي كان ينقل التسجيلات الصوتية لرئيسه من مكان تواريه في المزرعة ومن ثم يقوم بالاتصال من مكان عام بإحدى المحطات الفضائية العربية ليخبرها أنه ترك لها شريطا في منطقة ما".

ويشير إلى وجود كل من قيس النامق ومحمد المسلط في سجن بوكا بالبصرة الخاضع لسيطرة قوات الاحتلال وذلك بتهمة التستر على شخص مهم مطلوب للولايات المتحدة، وقال "حتى المعارضين لصدام حسين تشاجروا معهما وضربوهما في السجن باعتبار أنهما خائنان".

وردا على سؤال حول مدى دقة وصدقية المصادر التي استقى منها معلوماته، يجيب الصحفي سعد الأوسي أنه "كان أول من نشر في أسبوعية الشاهد المستقل المرخصة رسميا وثيقة بخط صدام حسين وهو في السجن ونشر مذكرات صدام من داخل سجنه بخط اليد، مشيرا إلى وجود مصادر عديدة تعتمد عليها مؤسسته الإعلامية".

وقال: "التقيت شخصين كانا معتقلين في سجن بوكا ونقلا لي عن المسلط ونامق هناك شعورهما بالندم والعار لأنهما سلما رئيس الدولة للأمريكيين دون تقديم أي شئ لهم".

وتابع "مصادرنا المطلعة المقربة من صناع القرار في الحكومة أكدت أن قيس النامق والمسلط موجودان في سجن بوكا، وعندما سألت أحد المرافقين السابقين لصدام الذي يدعى المقدم رياض البرع، أكد أنه لم يبق مع صدام حسين إلا 3 أشخاص من ضمنهم محمد المسلط".

وأوضح: "قيس النامق كان أحد أفراد الحماية الخاصة لصدام وأصيب بتصلب الشرايين عام 1994 وأخرج من الحماية لأسباب صحية وهو ابن شقيقة عضو القيادة القطرية عادل الدوري الذي توفى في الاعتقال لدى القوات الأمريكية.

وكان صدام حسين سأل طه ياسين رمضان عن عادل الدوري فقال له الرفيق عادل توفي ورد صدام أن عادل خلص من العار، لأن عادل الدوري هو الذي توسط لابن اخته قيس النامق وجعله مرافقا لصدام حسين، وأما المسلط فهو مرافق شخصي حتى يوم الاعتقال".

واشنطن و" جحرالعنكبوت"

وكان قائد قوات التحالف البرية في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز أعلن عام 2003 أن صدام "تم العثور عليه بناء على معلومات استخبارية".

وقال سانشيز إن صدام كان يختبئ داخل منزل في منطقة "الدّور" التي تبعد 15 كيلومترا جنوب مدينة تكريت، وأن اعتقاله تم في الساعة الثامنة من مساء السبت بحسب التوقيت المحلي.

وأضاف سانشيز أن العملية نفذتها قوات أمريكية عراقية مشتركة، وأن صدام كان يختبئ داخل خندق ضيق متصل بحفرة عمقها ستة أقدام تحت أرض المنزل، مشددا على أن صدام لم يقاوم على الإطلاق، بل كان متعاونا لحظة القبض عليه. وأضاف أن صدام كان "منهكا ومستسلما لقدره" لحظة اعتقاله.

وكانت القوات الأمريكية قد أعلنت في وقت لاحق من اعتقال صدام أن المعلومات التي وردت إليهم وبموجبها توصلوا إلى صدام قد جاءت من أحد أقارب صدام نفسه. وفي شريط فيديو بثته قوات التحالف أثناء المؤتمر الصحفي، بدا صدام مرهقا ومتماسكا وقد نمت لحيته بشكل كبير واستطال شعره.

وفي التاسع من آذار/مارس 2005، نقلت صحيفة "المدينة" السعودية مزاعم تدعي بأن اعتقال صدام حسين كان مُلفقاً. وقد صدرت هذه المزاعم عن نديم أبو رابح الذي عُرّف عنه بأنه كان جندياً أمريكياً سابقاً شارك شخصياً في اعتقال صدام حسين.

وقد ادعى نديم أنه اعتقل في بيت وليس في حفرة وقاوم صدام حسين ببطولة وأطلق أكثر من 20 عيارا ضد مُعتقليه، وأن فريق سينمائي عسكري أمريكي رتّب تصوير أحداث "جُحر العنكبوت" الملفقة كما قُتل جندي أمريكي من أصل سوداني خلال عملية الاعتقال.

إلا أن الولايات المتحدة نفت هذه المزاعم وقالت: "قتل جنديان أمريكيان في 12 كانون الأول/ديسمبر 2003، الجندي صف أول جيفري براون والرقيب جارود بلاك ولا يدل اسم أي منهما على أنه سوداني، لم يجر إطلاق نار خلال عملية الاعتقال، لا من جانب صدام حسين ولا من جانب قوات التحالف، كما عُثر على صدام حسين في "جُحر عنكبوت" عمقه حوالي مترين تحت سطح الأرض، وليس في بيت".

حملة التطهير الطائفي ضد العرب السنة في العراق
جامعة الإيمان من الداخل ( معنى التطرف )
القات يتسبب بأزمات قلبية حادة ...
الحياة في فلسطين
اللوبي الإسرائيلي.. كيف يعمل داخل أمريكا؟
مشاهدة المزيد