عاجل: صدور قرار لرئيس مجلس القيادة وكيل أمانة العاصمة يدعو وسائل الإعلام لمواكبة معركة الحسم بروح وطنية موحدة شاهد الأهداف.. مباراة كبيرة لليمن رغم الخسارة من السعودية مصادر بريطانية تكشف كيف تهاوى مخطط تشكيل التوازنات الإقليمية بعد سقوط نظام الأسد وتبخر مشروع ثلاث دول سورية توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد مدير عام شرطة مأرب يطالب برفع الجاهزية الأمنية وحسن التعامل مع المواطنين أردوغان في تصريح ناري يحمل الموت والحرب يتوعد أكراد سوريا بدفنهم مع أسلحتهم إذا لم يسلموا السلاح عاجل: محكمة في عدن تبرئ الصحفي أحمد ماهر وتحكم بإطلاق سراحه فوراً
من أجمل ما قرأ الناس من الشعر اليمني الحديث قصيدة الشاعر عبد الغني المقرمي " معارج الصعود" كتبها عام 1995 إهداءً للزعيم عمرالبشير" فاتحة الرشدِ للأمةِ الشاردة" .. لن أتكلم كثيراً عن الشاعر المقرمي مجدد القصيدة الحديثة وشاعر الشباب الأول في اليمن لا يتفوق عليه إلا أحمد ضيف الله العواضي الذي سخرت له فرص المال والسفر والدعم اللامحدود ،على عكس شاعرنا المنطلق من صومعته الذاتية ولا دعم له إلا وحي القلم وأحزان النغم ولكلا الشاعرين مكانة مرموقة في سماء الشعر اليمني الحديث..، ولئن حفر العواضي اسمه في وجدان الذاكرة الشعرية من خلال رائعته ( إنْ جثت الحركات) فقد خلد المقرمي اسمه واسم البشير معاً في ( معارج الصعود).
رائعة المقرمي ( معارج الصعود) من شعر البطولة الملحمي، توافر لها عناصر تجربة شعرية فريدة فكراً وعاطفةً وصوراً وأخيلةً نجحت بتقديم صورة القائد الفاتح الذي تآمرت عليه قوى الصليب الغشوم وأزيد بالقول أن نجاح القصيدة في تخليد عمر البشير القائد يعود إلى " تصويرها الدرامي" حشدت عواطف الجمهور باتجاه القائد منفرداً يصارع غول الصليب ،دراميةً تزيد من شعبيته قائداً وحيداً في الميدان ...
تتألف القصيدة من ثمانين سطراً شعرياً لتؤلف أربعة مقاطع أساسية..، وفي هذه الحلقة سوف نقرأ المقطع الأول :
« 1 »
وفي عتمة الليلة الباردهْ
وقد جرف اليأسُ أرصفةَ الإنتظارِ
وكان الفضاءُ حبالَ مشانقَ ...
يعرض آمالنا جثثاً هامدهْ
فنشتَمُّ فيها عفونةَ أيامنا البائدهْ
تلأْلأْتَ في أفقنا نجمةً ....
تسكبُ النورَ ...
يدفئُ أطرافَنا الجامدهْ
ويغسل عنا وحولَ القنوطِ ....
ويوقض أحلامَنا الراقدهْ
وتعلو ..
وتعلو الرؤوسُ التي عشقتْ في زمان السقوط ِ..
معارجَ أنوارك الصاعدهْ
وماذا يضيرك والنورُ عرشُكَ ....
والأفقُ قلعتك الصامدهْ
إذا نصب الغربُ أشراكَه في الترابِ ..
وقاموا عليك يدا واحده ْ
يشبُّون أحقادَهمْ في سماكَ
فتزداد أنت ضياءً ..
وتزداد حقدا نفوسُهمُ الحاقدهْ
وثاروا عليكَ ...
لأنك قبلة ُأحلامنا الواعدهْ
وحادي الطريقِ ..
وفاتحة الرشد للأمة الشاردهْ
*****
نظرية ما بعد الحداثة
تستطيع قراءة القصيدة من أي زاوية نقدية تشاء ، وأرغب استعمال نظرية( مابعد الحداثة) لقراءة القصيدة وربما نظريات نقدية أخرى.
تولي نظرية مابعد الحداثة أهميةً كبرى للغة المستعملة في النص كعنصر أساسي وخبرة أساسية يبطل معها دور الوسيط الرمز والتشبيه والكناية ، فمثلاً إذا قلت " محمدٌ قمرٌ " يعني هو قمرٌ بالفعل وليس كالقمر فيصير الشيء والرمز أو الصورة التمثيلية التشبيهية شيئاً واحداً يعني محمد هو القمر والقمر هو محمد من غير لفٍ أو دوران..
إقرأ النص من قوله:( وفي عتمةِ الليلةِ الباردهْ) .........إلى ( وفاتحةُ الرشدِ للأمةِ الشاردهْ).. في القراءة التقليدية يقال : ( لقد شبه الشاعر الواقع العربي المنحط بليلةِ باردةٍ مظلمةٍ ...الخ) أو يقال: (لقد شبه الشاعر ظهور القائد البشير أمل الأمة وقائدها نحو الخلاص والمجد بمن يسكب النور)..، ولكن نظرية( مابعد الحداثة في النقد ) تلغي الفرق بين الرمز والشيء فيصيران شيئاً واحداً أو تجربة واحدة أو حقيقة من الحقائق ، خذ مثلاً قوله :( وكان الفضاءُ حبالَ مشانق يعرض آمالنا جثثاً هامدة).. يقولون لك في مذهب ما بعد الحداثة لا داعي أن تقول ( يشبه الشاعر آمالنا المهزومة والمقتولة بجثثِ معلقةِ في الهواء) بل هي بالفعل جثث معلقة، وعليك أن تقرأها حقائق كما عبرت اللغة من غير وساطة تشبيهية،فاللغة- حسب هذا المذهب النقدي- مكون أساسي في تشكيل الأفكار يبطل معها التشبيه والرمزية وتصير القصيدة تجسيد لشخصية البشير كما عبرت اللغة لأن للغة سلطة وقوة أساسية مباشرة من غير كناية أو واسطة أو ترميز، وعلى هذا تلعب اللغة الدور الأساسي والمكون الأصلي في النص ، ومثله قول الشاعر :(( تلألأت َ في أفقنا نجمةً تسكب النور )) ...،(( وما ذا يضيركَ والنور عرشكَ والأفقُ قلعتكَ الصامدهْ إذا نصب الغربُ أشراكه في الترابِ وقاموا عليكَ يداً واحدهْ)).. تحل العبارات تماماً محل البشير تجربةً واقعية وليس صوراً ومحسنات لغوية ثانوية ..
قصيدة( معارج الصعود) للمقرمي – نستطيع القول- من نوع( ما بعد الحداثة) لسببين ،الأول موضوع القصيدة سياسي وإجتماعي أو موضوع يهم شأن الجماهير فالفن في خدمة المجتمع كما تقرر هذه النظرية بعكس ( الحداثة) التي تقول ( الفن للفن وكفى).. والثاني دور اللغة كمكون ومعبر أساسي عن الحقائق في النص.
************
Abdulmonim2004@yahoo.com