مطار صنعاء والتطور العكسي
بقلم/ احمد طلان الحارثي
نشر منذ: 15 سنة و 5 أشهر و 26 يوماً
الخميس 02 يوليو-تموز 2009 12:57 ص

يحتل مطار صنعاء الدولي مكانة هامة باعتباره الميناء الجوي الأكبر الذي يمثل واجهة البلاد الحضارية والتي من خلالها يرى القادمون مستوى التطور والرقي بناءً على نظرتهم إليه كأول بوابة يدخلونها من كافة أقطار العالم.

وعلى مقدار هذه الأهمية بُذلت جهوداً مشكورة في تنظيم صالات المطار المخصصة لحركة الركاب المغادرين والقادمين إلى اليمن، ومع أن هذا التنظيم في درجه متدنية قياساً بما وصلت إليه بعض مطارات الدول الأخرى، إلاّ أنه يشكل حالة أفضل ما كان عليه قبل عقدين من الزمان،حيث تم إدخال بعض أجهزة الصرف الآلي التابعة لبعض البنوك وإضافة بعض مكاتب الطيران والمكاتب الخدمية لبعض الجهات ، بالإضافة إلى استحداث بعض النظم ، مثل منع مضغ القات ودخول الجنابي ...الخ.

إلاّ أنه بمقدار الرقي الذي وصلت إليه أعمال التنظيم والخدمات فإن هناك تراجع كبير في بعض الخدمات المتعلقة بالناس عموماً والمودعين والمستقبلين على وجه الخصوص، حيث صدرت التعليمات الأخيرة بمنع دخول المودعين والمستقبلين إلى صالات الانتظار ، فكان من الطبيعي أن تتواجد تلك الأعداد من الناس على الأرصفة والممرات المجاورة لصالات المطار على شكل تجمعات عشوائية تتشكل منها مناظر سيئة يتبادر إلى ذهن المشاهد أنها مظاهرات جماهيرية عارمة تنتظر من يلبي مطالبها خصوصاً وأن هذه التجمعات هي أول ما يقع عليه نظر الخارجين من صالة القدوم ، هذا بشكل عام وأما التفاصيل فإن هذه الجموع تقضي ساعات طويلة في حرارة الشمس ولفح الهوى البارد مع شئ من البلل والرطوبة إن لم تكن السحب ممطرة بغزارة ، بالإضافة إلى حالات التعب والإرهاق جراء الوقوف المتواصل والجلوس العشوائي بانتظار الرحلات القادمة والمغادرة.

وعوداً على بدء فإن مستوى التطور الذي وصل إليه المطار الأول في عاصمة الدولة خلال الفترة الماضية يشهد حالة من التردي ، وإلاّ لماذا تقدم الجهات المختصة بالمطار على منع الناس وطردهم من صالات الانتظار وإجبارهم على الوقوف في العراء تحت تأثير عوامل التعرية والأحوال الجوية المختلفة ، ومع هذا فإنهم محرومون من جميع الخدمات المتوفرة داخل الصالات ، مثل الاتصالات والصرافات الآلية والمصلى والبوفيات ..الخ.

هذا الوضع السيئ لحالة المطار ومرتاديه من المودعين والمستقبلين نطرحه للجهات المختصة في وزارة الداخلية ورئاسة الوزراء لإعادة النظر في تلك التعليمات التي لا أراها صادرة عن علم ودراية لما آلت إليه نتائجها على الناس كأفراد وعلى مستوى الوطن كبلد يقصده القادمون من مختلف الجنسيات لغرض السياحة والمتعة ومن ثم نقل صور واقعية عن ما يعتمل في هذا البلد على ضوء ما يشاهدوه ويستنتجوه من طبيعة الحياة العامة ، لا كما يُطرح لهم بالتلقين والإرشاد السياحي ، لأن واقع الحال خير شاهد وكما يقال ((واقع الحال يغني عن السؤال)).

مرة أخرى نرجو التأمل في هذا الوضع من خلال زيارة ميدانية منصفة ومن ثم تقييم الحالة على صعيد الواقع واتخاذ قرار إيجابي يعيد للناس حقهم في العناية والاهتمام ويضع للبلد صورة مشرقة في أعين الآخرين ..