تعديل في موعد مباراة نهائي كأس الخليج في الكويت إضراب شامل في تعز احتجاجًا على تأخر صرف المرتبات ارتفاع ضحايا حادث تحطم الطائرة المنكوبة في كوريا إلى 127 قتيلا دولة عربية تسجل أكبر اكتشاف للغاز في عام 2024 الكويت تعلن سحب الجنسية من 2087 امرأة إنستغرام تختبر خاصية مهمة طال انتظارها حملة تجسس صينية ضخمة.. اختراق شركة اتصالات أمريكية تاسعة اشتعال الموجهات من جديد في جبهة حجر بالضالع ومصرع قيادي بارز للمليشيات الكشف عن إستراتيجية جديدة وضربات اوسع ضد الحوثيين قد لا تصدقها.. أطعمة خارقة تقاوم الشيب المبكر وتؤخر ظهور الشعر الأبيض
عندما تمر الأوطان بفتن داخلية أو تتعرض لإخطار خارجية فان من البديهي أن يلتف الجميع ويتوحد الكل داخل هذه الأوطان لوئد هذه الفتن في مهدها حتى لا تتوسع وتصبح خطرا مدمرا , عند ذلك فقد تذوب كل الخلافات والتباينات لتنصهر في قالب وطني واحد فالأوطان ومصالح الأوطان العليا فوق مستوى كل خلاف أو تباين أو مصالح ضيقة لأي طرف .
اليمن يشهد اليوم وتحديدا منذ عام 2004م فتنة داخلية أشعلتها بالدرجة الأولى الأهواء الشخصية والتعبئة المتطرفة والفكر المنحرف والأهداف الضالة ساعدها في ذلك دعم غير محدود من تجار الحروب ومشعلوا الفتن سواء كانوا في الداخل أو الخارج اليمني .
إيران " الثورة " أصبح دعمها المعلوم لأدوات هذه الفتنة محل استهجان الجميع سواء كان هذا الجميع داخل اليمن أو خارجة ممن يهمهم امن واستقرار الجمهورية اليمنية وهذا الدعم الإيراني الواضح الذي لايقبل الشك له دوافع ومنطلقات إيرانيه وحوثية معروفة , فصمود الحوثيين هذه السنين أمام جيش وطني قوي ومدرب تدريبا جيدا لايعني سوى أن هؤلاء يتلقون دعما ماديا ومعنويا كبيرا من أطراف داخلية وخارجية لا تريد خيرا للبلد وان المسألة برمتها لها أبعاد وأهداف خبيثة رسمتها قوى معادية لليمن وللشعب اليمني ولوحدة هذا الشعب وأمنه واستقراره .
المؤسسة العسكرية والأمنية قامت وتقوم بدورها الوطني الكبير في محاصرة هذه الفتنة لاجتثاثها من جذورها بتعاون كل الشرفاء والوطنيين من الفعاليات الشعبية المختلفة والكثير من القوى الوطنية على الساحة اليمنية .
المعارضة اليمنية الرئيسية ممثلة بتكتل أحزاب اللقاء المشترك تبدو مواقفها من الأحداث الجارية وتحديدا من هذه الفتنة الداخلية محل استغراب وتعجب الكثير من المراقبين للمشهد السياسي اليمني , فكما هو معروف في الدول والأنظمة الديمقراطية التعددية عندما تحدث أي فتنة داخلية تهدد امن واستقرار هذه الدول فأن الجميع سلطة ومعارضة يصطفون وراء الدولة ومؤسساتها الدستورية ويؤجل هذا الجميع كل الخلافات والتباينات السياسية ويضعونها جانبا إلى أن تخمد نار وأدخنة هذه الفتنة التي تهدد الكل ولاتستثني احد , بل إن بعض هذه الدول تسارع في توحيد جبهتها الداخلية وتشكل حكومات وحدة وطنية وذلك لمجابهة كل الأخطار الداخلية أو الخارجية التي تمس امن واستقرار ووحدة وسيادة هذه الدول والأمثلة على ذلك كثيرة .
ولننظر فقط إلى الكيان الصهيوني العنصري وكيف يسارع أعضاء هذا الكيان العدواني في توحيد جبهتهم الداخلية وينسى الجميع خلافاتهم الحزبية وتبايناتهم السياسية ليصطفوا ويتوحدوا في جبهة مترابطة لمجابهة الأحداث من حولهم والتي يعتقدون في هذه الحالة أنها تشكل خطرا على أمنهم ووجودهم كما حدث مؤخرا في حربي لبنان وغزة......وقد قصدت الإشارة إلى هذا المثال لكي نتأمل قليلا نحن المسلمين " اليمنيين " الذين أمرنا قبل غيرنا بالتوحد والتعاون والتعاضد لان عقيدتنا سليمة ووطننا واحد وقيمنا واحدة فكيف يتوحد اليهود الصهاينة ويصطفون عند الأخطار ويتفرق المسلمون الأخيار من بعد توحد ؟!!
المعارضة اليمنية مطالبة اليوم أكثر من أي يوما مضى بتحديد موقف واضح وداعم لمؤسسات الدولة الدستورية بعيدا عن البيانات الإعلامية التي لاتقدم ولا تأخر شيا وبعيدا عن المناكفات السياسية التي لاتفيد أي طرف وبعيدا عن ادعاء الحكمة " الشكلية " التي تفرق ولا توحد وتضر ولا تنفع بل وبعيدا عن التنظيرات السياسية التي لا تتناسب في توقيتها والأحداث والوقائع الخطيرة التي على الأرض .
المعارضة اليمنية مطالبة اليوم بمد جسور التعاون والتعاضد والتوحد مع السلطة والشعب والوطن ككل ولايعني ذلك أنها مطالبة بالتوافق الكلي مع السلطة في رؤاها السياسية محل الخلاف ولكنها فقد مطالبة وطنيا بالتوافق الكلي مع السلطة في مواجهة الأخطار التي تحيط بالوطن ككل بعيدا عن تزكية النفس وطرح مشاريع " إنقاذية " أحادية لان الوطن وطن الجميع وملك الجميع وأمنه واستقراره ووحدته وسلمه الاجتماعي ينبغي أن يتحمل مسئوليته الجميع .
فأحزاب المعارضة تعرف أكثر من غيرها أن الدولة استنفذت كل جهودها للحوار والحلول السلمية مع هذه الفئة الضالة والباغية , وتعرف أيضا أن الحوثي وأتباعه من المتمردين ليسوا سوى أدوات طيعة وغبية في أيدي قوى داخلية وخارجية لها أجندتها الخاصة التي لا تريد لليمن ولا للشعب اليمني الأمن والاستقرار الدائمين , وان الحوثي ومن يقف وراءه من الملكيين يسعون بكل جد للسيطرة على جزء غالي من الوطن وفصله نهائيا عن جسد الوطن الواحد لبناء دويلتهم المذهبية الأمامية كمقدمة لإعادة التاريخ إلى الوراء و الشواهد على الأرض تثبت ذلك وبقوة حتى وان أنكر الحوثيين ذلك في بياناتهم وتصريحاتهم الإعلامية من باب التقية السياسية التي تدربوا عليها جيدا في مدينة " قم " الإيرانية .
أحزاب المعارضة تعرف أكثر من غيرها جرائم الحوثي وأتباعه المتمردين في حق مواطنيهم وشعبهم ومخالفيهم الذين استباحوا دمائهم وأعراضهم وأخرجوهم عن الدين والملة تحت شعارات الضلال والتضليل ومنطلقات الحق الإلهي وأكذوبة الدفاع عن النفس من " الظلم " الذي تفننوا في صياغته وممارسته على كل من يخالف منطلقا تهم الشيطانية وفكرهم الضال وأهدافهم الخبيثة ...وليستمع الجميع فقط إلى شهادات النساء والأطفال والشيوخ من النازحين جراء ظلم الأقربين لهم .
وبعد أن اتضحت الصورة جيدا لهذه الأحزاب وللشعب ككل وكشفت الحقائق التي كانت إلى الأمس القريب " غامضة " كما كان الكثير يردد دائما للهروب من المسئولية الوطنية والأخلاقية .....بعد كل ذلك لماذا الاستمرار في المكابرة وغض الطرف أوالهروب المقيت من دعوات الاصطفاف الوطني التي كان آخرها دعوة الأخ رئيس الجمهورية الذي يمثل بحسب نصوص الدستور الجميع سلطة ومعارضة ؟! وهنا نتساءل أما آن لهذه الخصومة بين السلطة والمعارضة أن تنتهي فقط لأجل هذا الوطن الذي يستحق منا الكثير والكثير إن كنا بالفعل نمثله ونحبه ؟ أما آن لهذه الخصومة الغير مبررة أن تتوقف أو على الأقل تؤجل إلى حين إنهاء هذه الفتن التي تريد أن تعصف بالوطن وبأمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه ؟
نتمنى أن يتحقق ذلك في أسرع وقت ممكن حتى يصل الجميع داخل هذا الوطن الكبير بالسفينة التي تحمل الكل إلى بر الأمان خاصة وان الأمواج تتعاظم من حولها وتكاد أن تغرقها إذا استمر ينا على هذا الحال , فهل تستطيع الأحزاب إدراك هذه الحقيقة قبل فوات الأوان بعيدا عن العمل السياسي العبثي والتراشق الحزبي الهدام وبعيدا أيضا عن المصالح الحزبية الضيقة والمشاريع السياسية الصغيرة والجري الأعمى وراء المكاسب والمغانم الآنية والكراسي الفانية ؟ .