|
الحديث عن محافظة مأرب هو حديث ذو شجون حيث أن مملكة سبأ التي ملأت سمع وبصر التاريخ تجد أنها وفي الألفية الجديدة تعيش محافظة مأرب بين ماض لا يريد ان يرحل ومستقبل لا يريد أن يأتي..وهذا الواقع المؤلم لا بد من الالتفات إليه ومعالجته معالجة جذرية مادام بالإمكان وضع الحلول قبل أن تصبح محافظة مأرب معادلة صعبة ومعقدة لا يُسهل حلّها.
لعدة أشهر والناشطين من أبناء محافظة مأرب ينفذون وقفات احتجاجية أمام مقر حكومة (المتسلطون الجدد)لإيصال صوت وقضية مأرب بطريقة سلمية وحضارية دون ان نجد أي تجاوبا من الجهات الحكومية التي لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم...وهي نفس السياسة التي كان ينتهجها النظام السابق..وهذه السياسة كانت محل انتقاد وتهكم من بعض قوى اللقاء المشترك..التي فضّلت الصمت وغضت الطرف وعملت فرمته لذاكرتها السياسية حتى لا تشعر بالصداع المزمن إذا ما ذكرت بياناتها وخطاباتها السياسية في السابق.
يرسم النشطاء السياسيين من أبناء مارب لوحة عصرية جميلة تستحق التأمل..في مجال النضال السلمي..وهو الخط الثابت الذي مشى عليه أبناء محافظة مأرب خلال (الثورة الشبابية)أو (الأزمة)حسب تفسيرات القوى السياسية..وقد كنت أتوقع ان تستمع الحكومة اليمنية لهؤلاء الشباب ..وتمد جسور التواصل معهم على إعتبار ان هذه الظاهرة الحضارية والمشرقة (الوقفات الاحتجاجية والنضال السلمي)يجب أن تكون ثقافة سائدة بين شباب المحافظات..بإعتبارها الوسيلة الأمثل لنيل الحقوق ورّد المظالم.
يا رئيس الوزراء...لو كانت الدموع تحل مشاكل البلد لخصصنا جمعة نطلق عليها(جمعة بدموعنا نبني أوطاننا) وحينها ستنتهى المشكلة..فمتى يعلم باسندوة بأن أبناء مأرب هم بشرا كفلت لهم المعاهدات والمواثيق الدولية حق الحياة الكريمة والحرة والآمنة..وحق العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية..وغيرها من الحقوق التي سيناضل من أجلها أبناء مأرب( بحناجرهم لا بخناجرهم ) من اجل الإعتراف بعدالة قضيتهم.
القوى السياسية المؤثرة في البلد ورثت عن النظام السابق ثقافة الانصياع والالتفات لكل المطالب..بشرط رئيس وهام وهو أن تكون على قاعدة (ثقافة البرميل)وهنا أتساءل يا رئيس الوزراء..ماذا لو قرر أبناء مأرب بالعودة الى ثقافة البراميل على اعتبار أنها الانجح والأسرع والأجدى لكل من يريد أن ينتزع حقوقه المسلوبة من الحكومة الموقرة...
تتحمل أحزاب اللقاء المشترك مسئولية أخلاقية وتاريخية تجاه أبناء محافظة مأرب على اعتبار أنهم أول من تحدث عن قضية مأرب في إطار تكتل(ملتقى أبناء مأرب)ونحن هنا لا نريد منهم المستحيل..بل نريد منهم استخدام كل أدوات الضغط الحزبي والرسمي من اجل معالجة قضية مأرب..بنفس المنوال الذي ستعالج به قضية صعدة.
خلال هذا اليوم ونحن بخيمة الحوار الوطني بمأرب صُدمنا بخبر مفاده أن الأمانة العامة لمؤتمر الحوار الوطني إستبعدت واستثنت محافظة مأرب من نزول الفرق الميدانية التي من مهامها استطلاع وضع المحافظات وتلمس هموم وأوضاع الناس عن قُرب والالتقاء المباشر مع المواطنين..وسبب هذا الاستبعاد والاستثناء هو عدم وجود فنادق..والوضع الأمني..بحسب ما سمعنا....وإن صح هذا الخبر فإن مثل هذا التصرف هو تصرف أهوج لا يمتّ الى المسئولية بصلة...ويوحي كذلك بأن مؤتمر الحوار هو حوار دردشة لا أكثر ولا أقل..كما أنه قمة الاستهتار واللامبالاة من (المتسلطون الجدد) تجاه محافظة مأرب..التي يرى أبناؤها بأن مؤتمر الحوار الوطني هو محطة تاريخية نادرة يجب أن تستغل الاستغلال الأمثل للوقوف بكل أمانة واقتدار وشجاعة في الاعتراف بالأخطاء والسلبيات التي تكرست خلال العقود الماضية ..والحقوق المشروعة والعادلة لكل محافظة..ورسم خارطة اليمن الجديد.. ورحم الله القائل الحرية لا توهب، والحقوق لا تُمنَح ولا تُعطى؛ ولكنها تُنتَزع.
في الثلاثاء 02 إبريل-نيسان 2013 10:03:49 ص