|
سلاحهم الكلاشنكوف الروسي الصنع ولديهم من الذخيرة ما قد يكفي لمواجهات لساعات وبالتأكيد ليس للمواجهات العنيفة أشد أنواع المواجهات العسكرية فتكاً وبجانبهم عربة وضع عليها رشاش قديم الصنع , ومن طريقة تحرك العربة تعرف لأول وهله كم هي قديمة وكم مرت عليها من الأعوام حتى دفعت بها الأقدار إلى أن تكون في هذا المكان وجوار العربة يتجمع عدد من الأفراد متسلحون بالبندقية ذلك السلاح الذي لم يعد مستخدماً إلا في المتاحف .
تلك العربة الغريبة الشكل تتحرك ببطئ شديد ومن صوتها يتضح لك أنها على مشارف الإنتهاء وأن مصيرها سيكون "معرض للتشليح وبيع الخردة" عما قريب وقبل أن تغادر المكان لا تنسى إلتقاط صوره تذكارية جوار هذا السلاح التاريخي الذي لم يعد مستخدماً في كل دول العالم إلا لمثل هذه الأغراض .
لا غرابة إننا في البوابة الجنوبية لساحة التغيير حيث ينتشر جنود الفرقة الأولى مدرع تلك الوحدة العسكرية التي أعلنت مبكراً تأييدها للثورة بل وحمايتها وهي الآن تنفذ ما تعهدت به من خلال حماية المعتصمين وعلى بعد أمتار من متارسها تقف القوة الجبارة لأسطورة الحرس الجمهوري يساندهم مجموعة من القناصة المحترفون والبلاطجة المسلحون بأحدث أنواع الأسلحة الشخصية والى جانبهم قوات من الأمن المركزي التي تتمركز في نفس المكان بعتادها الخارق وقوتها الضاربة فعندما تتجول فيهم تجد نفسك أمام معرض حديث للأسلحة منها الأمريكية الصنع ذات السرعة الفائقة والقادرة على تحديد الأهداف بدقة ورشاشات تطلق في الدقيقة مئات الطلقات ناهيك عن المدرعات والمصفحات التي لا تعلم من أين يدخل اليها الجندي ومن أين يخرج المهم أنك تتذكر حين تمعن النظر اليها أحد البرامج الفضائية في التسلح الحديث وأنت في هذا المعرض يشد إنتباهك جندي الحرس وهو مدجج بالسلاح فمن الرشاشة ذات الشكل العجيب والذي يبدو عليها الحداثة والفتك أيضاً والقنابل اليدوية الملفوفة على حزامه مع ذخائر وضعت بإحكام على بدلته العسكرية المُعدة أصلاً لمثل هذه الفتوحات والمعارك الخالدة .
ورغم القوة الهائلة والحشد العسكري في شارع الزبيري لهذه القوات الموالية للنظام إلا أنها لم تستطع خلال مواجهات الأسبوع الماضي التقدم ولو لخطوة واحدة الى الإمام حيث صمدت الأسلحة المهترئة التي بحوزة جنود الفرقة أمام سلاح الحرس الخارق وتمكنت رشاشات الفرقة التي أصبحت بحاجة الى صيانة عاجلة من حماية المعتصمين وأستطاعت أجساد أولئك الجنود من التصدي للقذائف الأمريكية الصنع والقنابل المدوية والآربي جي الذي صنع الدمار في تلك الأحياء وأثار الرعب في نفوس المواطنين ولولا إتفاق التهدئة لما تزحزت قوات الفرقة من شارع الزبيري قيد أنملة نحو الوراء .
مشهد :
في معركة الأحد الماضي بجولة كنتاكي شد إنتباهي حجم التلاحم بين المعتصمين وجنود الفرقة حتى أنه في إحدى المواجهات أصر المعتصمون على البقاء بجوار جنود الفرقة الذين كانوا يردون على مصدر إطلاق النار وكان الشباب يهتف " حيوا الفرقة حيوها " وهذا ما جعل جندي الفرقة يزداد حماساً وكأنه يتمنى أن ينطلق بنفسة كالصاروخ لينفجر في وجوه العائلة إرضاءً للمشجعين من الشعب الكادح .
في تلك اللحظات حاولت إستعارة أحد مكبرات الصوت وناديت بأن على جميع المعتصمين العودة الى خيامهم لأن المنطقة في كنتاكي أصبحت منطقة حرب ولكن دون فائدة فقد صمدت الصدور العارية الى جوار جنود الفرقة وسقط من الشباب والجنود ما سقط في ذلك اليوم الدموي .
شهادة :
يقول أحد جنود الحرس المشاركين في معركة كنتاكي " لقد كنا نستخدم السلاح الثقيل وأمطرنا مناطق الفرقة بالقذائف ولكن كنا نتفاجئ بهم وهم بجوارنا " ثم يتساءل عن سر قوة الفرقة "
في الأربعاء 05 أكتوبر-تشرين الأول 2011 05:51:53 م