روسيا تعلن الرد بعد قرارات أوكرانيا استخدام النووي… وبوتين يعلن توقيع مرسوماً يوسع إمكان اللجوء إلى السلاح النووي ارتفاع أسعار النفط مع تعطل الإنتاج في أكبر حقول غرب أوروبا تهريب الذهب... تفاصيل واقعة صادمة هزت الرأي العام في دولة عربية اتفاقية تعاون جديدة بين روسيا والسودان روسيا تستخدم الفيتو ضد قرار بريطاني عن السودان استعداداً للانفصال.. ليفربول يستبدل صلاح بـ نجم شباك أول دولة خليجية عظمى تستعد في إنشاء ائتلاف عسكري مع الولايات المتحدة لحماية الملاحة في البحر الأحمر صواريخ تضرب تل أبيب في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة
مازالت أمام بشار الأسد فسحة واسعة من الأمل ليس في البقاء في السلطة وإنما في اراقة المزيد من الدماء وإزهاق أرواح الكثيرين من الأبرياء بدم بارد ,في ظل الفيتو الروسي والصيني ومحاولات حصار الثورة بهدف اختراقها والتلويح لبشار ونظامه بضمانات من الملاحقة القانونية التي أصبحت بمثابة شهادة نهاية الخدمة للطغاة ومرتكبي المجازر في حق شعوبهم معمدة من كبريات الدول المستهترة بتطلعات الشعوب والطامعة في اذلالها ,متى ما انتهت حوافز القتل هذه ,تنتهي أيام بشار في السلطة
أما الثورة السورية فأمامها طريقان لا ثالث لهما اما ان تذعن للضغوط الخارجية وتستقبل جيفة السيناريو اليمني لنقل السلطة وتتحمل كوارثه البيئية ودوامة أزمة متعددة الهويات ومنغلقة الأفق ولا تحظى بمنفذ للخروج على المدى الاستراتيجي المنظور وقد تقود الى نتائج وخيمة مازالت غارقة في مستنقعها بعض الدول ,وإما ان تضغط هي على الخارج ليذعن لها في مساعدتها على شن حرب تحريرية على طريقة السيناريو الليبي لتخليص سوريا من بشار ونظامه بالكامل
حتى وان تعددت محاولاتهم وتنوعت فالمؤشرات تؤكد ان تضحيات الثورة السورية لن يكون بمقدورها الوصول الى طاولة مفاوضات مصالح دول التآمر على ثورات الربيع العربي لشعورها ان بينهما مساحة واسعة من حقول الألغام الإنسانية والأخلاقية الشائكة تحول دون ذلك ,مع انعدام الممرات الآمنة للتواطؤ السريع شبيهة بتلك التي تشتهر بها اليمن ومرت عبر أنفاقها المظلمة صفقات البيع والشراء لدماء الشهداء وانين الجرحى ,فالدماء السورية التي سالت جرفت معها ما تم ادخاره من أربعين عاما للتحاور عليه ,وحل محله رصيد مفتوح من الشهداء وصل عددهم حتى الان الى اكثر من 11000 , وعشرات الالاف من الجرحى ومثلهم في السجون و1,5 مليون شخص يحتاجون الى مساعدات غذائية وأكثر من 250 الف لاجئ في الدول المجاورة ,هذا الرصيد فيه من المحفزات الأخلاقية لانتزاع الحقوق اكثر من السقوط في مستنقع مشاريع التسوية الوهمية ,ولديه من مقومات الارادة ما يمكنه من تسديد فاتورة الحرية والكرامة مهما ارتفع سعرها .
دول التآمر على ثورات الربيع العربي (عربية,اقليمية,دولية) التي وصلت الى سوريا بعد إتمام مهمتها في اليمن جهزت للثورة السورية شهادة الوفاة وإجراءات الدفن ومراسيم العزاء,وهي فقط بانتظار من يطلق عليها رصاصة التسوية السياسية,لاشك ان المهمة قذرة ولكنها عند البعض مغرية الرصيد الذي اجريت ترتيبات فتح حساب ايداعه في احد بنوكهم الشهيرة ومع ذلك سيكون من الصعب عليهم ليس فقط العثور على اليد التي ستضغط على الزناد وإنما حتى على السلاح الذي بإمكانه ان يقهر إرادة الشعب السوري
تلك الدول لم يعد يشغلها رحيل بشار الاسد الذي أصبح امرا مفروغا منه ولا استمرار سقوط الضحايا ولكن حرصها منصب الآن على ان يتم الرحيل من بوابة التسوية وليس عبر بوابة الثورة التي يسعون الى إغلاقها وتعطيلها , وبين اغلاق باب وفتح أخر تسيل انهار من الدماء وعلى ضفتيه تتناثر أشلاء الضحايا الأبرياء يجمعهم الموت وتفرق بينهم بيانات شهادتي الميلاد والوفاة
عليهم ان يبلعوا السنتهم اؤلئك الذين اخذوا يروجون بوقاحة لبضاعة نقل جيفة ما يسمى بالسيناريو اليمني على متن خسة التسوية السياسية الى سوريا وهم يرون مشروع بضاعتهم قد تحلل و فاحت روائحه النتنة على مدى أفق البصر والسمع وأصبح يشكل خطورة على حياة البيئة وعناصر تكويناتها الحية من بشر وشجر وغيرها من مخلوقات الله ولهذا فالأولى ان يدفن في مكانه وفي سابع ارض وبأسرع ما يمكن بدلا من نقله الى سوريا
في اليمن يختلف الحال كانت الأرضية مهيأة تماما للاحتفاء بعبث دول التآمر (اقليمية ودولية) التي وجدت من يقبل الأيادي ويتوسل اليهم لينقذهم من مصير سبقهم اليه بعض نظرائهم ويزيح عنهم كابوس الثورة واستحقاقاتها قبل ان تلقي بهم الى الدرك الأسفل من المعتقلات والسجون وانتهاء بحبل المشنقة الذي يروه (سلطة ومعارضة ) حتى وهم مختبئون خلف أسوار الحصانة التي شرعوها لأنفسهم يتدلى فوق رؤوسهم في أحلام اليقظة والمنام ,
في اجواء مثالية التآمر كانت صفقة القضاء على ثورة شباب اليمن تنضج على نار هادئة,بينما قادة المعارضة والسلطة رافعين أيديهم بالدعاء للشيطان ان يعجل بانتكاس أعلام الثورة ورفع أعلام التسوية الوهمية التي لم تكد تنتهي مراسيمها حتى باشرت في توزيع معاناتها على خارطة البلاد كلها و أصبحت على كف عفريت فإما ان تحل عليه هداية السماء ويضعها بكل رفق على الأرض ويذهب الى حال سبيله ,وإما ان يجعل سافلها عاليها وما الصومال عنا ببعيد.
amodisalah@yahoo.com