المعارضة والنظام و اشكالية التحالف المحمود والتخالف المنبوذ
بقلم/ جمال محمد الدويري
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 14 يوماً
الإثنين 03 أكتوبر-تشرين الأول 2011 09:04 م

النظام اليمني الصالحي نظام متحالف مع القوى الدولية في الحرب على معارضيه تحت مسمى الارهاب التى يصطنعها في تخويف القوى الاقليمية والدولية ، ساعدته المتغيرات الاقليمية والمحلية والدولية ، في ظل وعي المعارضة بالوطنية وانكفاءها محليا في إطار منظومة التواصل الاجتماعي الخيري والقومي.

ومن خلال اللقاء عبر تحالف اللقاء المشترك امتزج الديني والقومي والعلماني وتمحور اهتمامهم حول وطن وقضية ، ومصير وانتماء، ومسئولية وشعور، وهي من المتطلبات الانسانية المقدمة على غيرها ، فالأمن المتنوع اقتصاديا ونفسيا وعلميا ...يبعث الايمان والوطنية ويصنع المواطن الصالح صاحب الشعور والمسئولية.

في لقاء تجسد حول هذه الأسس تعمقت اهتمامات الناس حول مفهوم المواطنة واليمننة الثورية ، وقطع الطريق أمام دعاوي الحزب الحاكم حول ورقة الارهاب الذي اظهر في الايام الاخيرة حربا ضروسا على من صنعهم ليمارسوا دور الارهاب والتخويف واصبح الارهاب في مفهوم الاستبداد لصيق للإسلام والمسلمين ، مشوها بذلك المبادئ الاسلامية والدعوة الاسلامية ليصدوا عن السبيل ، ومن ثم ارتبط الارهاب والصق ظلما بالاسلام واصبح الاسلام مرادفا له وكله من صنائع الاستبداد.

هنا يتجلى الدور الدبلوماسي للمعارضة اقليما ودوليا ويتطلب منهم ممارسة الدور الأمني والاعلامي وربط الدعاوي الاستبدادية بوقائع الاحداث الارهابية وتجليتها أمام الراي العام الدولي والمحلي وحتى تنال مصداقتها على اساس الشراكة الحقيقية لمحاربة الارهاب الذي لا يتصل بقيم الدين الاسلامي ومبادئه ، لا سيما أن النظام اليمني يقتل المستأمنين في صعدة اثناء الحروب السته ويرمي تهمته على الحوثين حتى يحصد مزيدا من الدعم الدولي.

اليوم لا زال يساوم هو واتباعه على ورقة الارهاب بعد أن تساقطت حججه أمام مؤيديه ومموليه الدوليين وما زالت هذه الورقة يروج لها اعلاميا وعسكريا .

ان العقل الوسطي للمعارضة وقدرتها على أدارة ملف الارهاب اليمني دوليا سيحقق لها انتصارا وطنيا ، فالنظام اليمني لا يجد له قوة الا من حلفائه الاقليمين والدوليين أما المحليين فهم مرتزقة اذا جفت ينابيع التمويل الخارجي ستنتهي فيه أقدارهم .

لهذا فإن المصالحة والتناصف عبر المبادرة الخليجية سيعيق مسارات الثورة وكلما تشبث النظام برفضه للمبادرة الخليجية كان ذلك مصلحة للثورة ، والثورة اليمنية تخضع في ظروفها الواقعية لظروف السياسة الخليجية والدولية ولا يسع الثوار والمعارضة الا تقديم البديل الذي يحافظ على مصالح الثورة ومكاسبها ومصالح القوى الاقليمية والدولية .

فالنظام الاستبدادي يسعى في حربه على الثورة اعلاميا بربطها بملفات الارهاب ومصادمتها للمصالح الدولية والاقليمية وفي المقابل يقدم تنازلات جمه للقوى الدولية حتى غدت اليمن في عهدة دولة مقيدة او حبيسة وذلك بعد تأجيره الجزر اليمنية في البحرين الاحمر والمتوسط لقوى دولة فاعلة ولا سيما الجزر المتحكمة في مضيق باب المندب، أما من حيث التنمية فقد باع الاقاليم البحرية المليئة بالثروات البحرية لشركات استثمارية مقابل تدميره للشركات الوطنية اليمنية .

فقد أفسد هذا النظام البر والبحر وتاجر بالدين والاخلاق وهنا يأتي دور الثورة المعارضة في سياستها الدبلوماسية حول وسطية الاعتدال واعتدال الوسطية ، فحفظ المصلحة الوطنية دون اعتبار المصالح الدولية ليس من الحكمة في شيء وهذا لا يتعارض مع قيم الشراكة الدولية والاقليمية ما دامت تحفظ وطنا حرا وتحقق تنمية حرة وعلاقات حرة في اطار مقاد الدين ومصالح المواطنين لا يتنافى مع المبادئ الشرعية ،

أما النظام السلطوي مفسدة كبرى وما دونه من تخيلات لن ترتقى الى مفسدته وظلمه وطغيانه ، ولهذا فإن الورقة الثانية التى يستخدمها النظام المستبد محليا هو فك العروة الثورية الوثقى وتخويف الثوار بالأحمرين مما يعطيه قوة من هذا الشقاق ، غير أن الثورة الحية والحرة ستبقى عينا ساهرة في كل ميادين الحرية والتغيير ولن تسمح لأحد أن يتسيدها مهما كان قربه أو بغضه من قلب الثورة ، فعبودية الثورة لربها هو في قيما والتزامها و تحقيق مصالح المستضعفين ورفع مستوى الدخل الخاص والعام وتوفير المصلحة العامة والخاصة على السواء بما يحقق حفظ متطلبات الحياة وضروراتها لكافة المواطنين والمستوطنين في اليمن على حدا سواء باعتبار قيم الانسانية والتسامح .