معهد أميركي يكشف أسباب الحذر السعودي من الملف اليمني وكيف جعل التصنيف الأمريكي للحوثيين يتخبطون
الجيش السوداني يقترب من القصر الرئاسي وقوات الدعم السريع توسع عمليات الهروب من الخرطوم
قرار قضائي يثير غضب إيلون ماسك..
عصابة أثيوبية تختطف اكثر من أربعين شخصا من جنوب اليمن وأجهزة الأمن تتدخل
قناصو المليشيات الحوثية تستهدف النساء بمحافظة تعز
الرئيس من الرياض يوجه بعودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من الداخل ويؤكد على الوفاء بالالتزامات الاقتصادية والخدمية أمام الشعب
جيش الإحتلال ينسحب من محور نتساريم الإستراتيجي.. شاهد كيف أصبح
عدن: الداخلية تعلن بدء صرف مرتبات منتسبيها لشهر يناير وتعليمات لغير الحاصلين على البطاقة الشخصية الذكية
تراجع مستمر في قيمة العملة اليمنية.. ''أسعار الصرف الآن''
مأرب في عين العاصفة... هل يدق الحوثيون طبول الحرب مجددا؟ وماهو أخطر ما يقلقهم اليوم ...تحركات خطيرة ومريبة
مأرب برس – خاص
يدخلها المجرمُ فيزداد إجراماً، يدخلها المنحرف والشاذ فيزداد انحرافاً وشذوذاً، يدخلها المظلوم فيخرجُ ناقماً ثائراً على المجتمع.!
يُقال بأن السجون إصلاحٌ وتأهيل ولكن غالب ما يُقال لا يُعمل به، فالسجون ليمنية تعتبر بيئة خصبة تغذي السلوكيات الإجرامية وقلعة من قلاع الجريمة يحكمها عالمها الخاص الذي يأبى إلاّ أن يغذي المجتمع الإجرامي بما قد ينقصه من الخبرات والدوافع التي تمكنه من الاستمرارية والنمو!
في كل بلدان العالم تعد المؤسسات العقابية مؤسسات إصلاح وتأهيل لنزلائها حتى يكونوا أفراداً صالحين ونافعين داخل مجتمعاتهم وأيادٍ بنّائه ومنتجه، ولكن العكس هو الصحيح في السجون والمعتقلات اليم
نية والتي تعد مرتعا خصبا للجريمة بكافة أشكالها وأنواعها ومستعمرات لا أخلاقية تُمتهن فيها كرامة الإنسان وحقوقه المشروعة التي نصّت عليها الشريعة الإسلامية والدساتير والمواثيق الدولية والمعاهدات العالمية الخاصة بحقوق الإنسان.
ومن خلال تجربتنا السابقة في العمل الأمني ونزولنا الميداني لزيارة بعض المعتقلات والسجون في محافظة ذمار وجدنا الشيء العُجاب، فالمعتقلين في السجون الاحتياطية يُعاملون معاملة سيئة حيث يتم احتجازهم احتياطيا في زنزاناتٍ مظلمة وبشكلٍ جماعي أو انفرادي، والمعتقلين في الزنزانات الانفرادية لا يسمح لهم باستخدام المراحيض ليلاً لقضاء الحاجة مما يدفعهم إلى التبوّل والتغوّط في الزنزانات حيث ينامون، كما أن التحقيقات التي تُجرى معهم تتم حتى ساعات متأخرة من الليل، يُستخدم فيها كل أنواع التعذيب والإيذاء الجسدي والنفسي لهؤلاء المعتقلين مما قد يدفع البعض منهم إلى الاعتراف بجرائم نُسبت إليهم وهم منها براء، وأكثر هذه المعتقلات " أماكن التوقيف بالمراكز الأمنية والسجون الاحتياطية " لا تقدم الطعام والشراب للمعتقلين فيتحمل ذويهم نفقة الطعام والشراب.
أمّا السجون المركزية والكبيرة فنزلاؤها يقضون فترة العقوبة فيها ليخرجون بعد ذلك اشد خطرا على المجتمع وأكثر ضراوةً وإجراما من ذي قبل، وقد قمنا في منظمة التضامن اليمنية برصدٍ للسلوكيات الإجرامية التي تُمارس داخل أحد السجون اليمنية الكبيرة في محافظة ذمار والذي يحتوي قرابة الألف سجين حيث تم رصد ما يلي :
• جرائم اللواط والاغتصاب : ترتكب جرائم اللواط والاغتصاب داخل السجون بنسبه كبيرة ومستمرة بين الشواذ، حيث يتم جمعهم في عنبرٍ خاصٍ بهم وبجانب بعضهم البعض دون الفصل بينهم مما يسهّل عليهم ارتكاب هذه الجريمة دون رقابه وبكل سهولة، وقد تم تسجيل عدة حالات اغتصاب لبعض الأحداث داخل
السجن من قبل بعض المجرمين الشواذ كبار السن، أيضاً الأحداث يتم جمعهم في عنبرٍ خاص وبجانب بعضهم البعض دون الفصل بينهم مما يسهل لهم الاتصال الجنسي، وبذلك يصبح الأحداث فريسة للانحراف وعرضة للوقوع بين أنياب الجريمة.
• جرائم السرقة : تُمارس السرقة داخل السجون من قبل عصاباتٍ مختلفة تتكون في الغالب من أصحاب السوابق والباع الطويل في ذات المجال، ولكل عصابة زعيمها وأسلوبها الخاص في سرقة ونهب أموال وممتلكات السجناء، والمصيبة هنا أن أغلب تلك الجرائم تتم علناً وعلى مريء ومسمع من إدارة السجن ورجال الأمن
• جرائم تعاطي المخدرات : تصل المخدرات إلى المدمنين عليها داخل السجون بكل سهوله ويسر عن طريق أفراد الحراسة بطريقة الرشوة وتحت مسمى الأدوية، ويستمر المدمنين على إدمانهم داخل السجن دون انقطاع، وكأنّهم في غرزة لا في سجن!
• جرائم الاعتداء والإيذاء البدني : تقع هذه الجريمة داخل السجن بين السجناء بعضهم البعض أو من قبل رجال الأمن ضد السجناء وفي بعض الحالات يتم تطويع بعض الناقمين من السجناء عبر تكليب عصابات السجن عليهم من قبل إدارة السجن، ويكون الاعتداء بالضرب الموجع والطعن بآلاتٍ حادة..
ما رصدناه أثناء زيارتنا للسجون وذكرنا لكم منه نبذة مختصرة يعد انتهاكا صارخاً ومؤلما لحقوق الإنسان السجين، ومخالفا لقوانين السجون وللغرض الذي أنشئت من اجله، وكل ذلك يحصل دون أدنى رقابة أو مسئولية داخل السجون اليمنية التي من المفترض أن تُعلِّم الفضيلة بدلا من الرذيلة في بلدٍ غابت فيه حقوق الإنسان خارج السجون فكيف بمن كانوا داخلها !!
* أمين عام منظمة التضامن اليمنية- بذمار